البحرين: حشود تشارك في يوم الحداد..والمعارضة تريد اتفاقا مع ولي العهد

واشنطن ترحب بالخطوات التي اتخذت للحوار مع المحتجين

TT

امتلأت شوارع المنامة أمس بعشرات آلاف المتظاهرين المطالبين بالتغيير في يوم حداد دعا إليه رجال دين شيعة وتبنته الحكومة، في الوقت الذي تراهن فيه المعارضة على ولي العهد الشاب والإصلاحي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين في المعارضة رغبتهم في التوصل إلى اتفاق مع ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة من أجل إنجاح الحوار الوطني.

لكن علي الأسود، النائب المنتمي إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، التي تمثل القوى الرئيسية في المعارضة الشيعية، يرى أن «بعض الأشخاص» لا يريدون للأمير سلمان أن ينجح في مهمته.

ويقول رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية الوفاق عبد الجليل خليل إبراهيم: «إن ولي العهد يتعرض لضغوط مصدرها عدة مجموعات داخل العائلة». ويرى إبراهيم أن «هذه الإجراءات تذهب في الاتجاه الصحيح وتؤكد أن الحوار سبيل لإخراج البلاد من الأزمة». لكنه يرى في الوقت ذاته أن «الأزمة لا يمكن الخروج منها بحلول ترقيعية، حتى لو تعرض للضغط من قبل بعض الأطراف فإن عليه أن يستخدم صلاحياته قبل أن تتعقد الأمور».

وشدد إبراهيم على ضرورة إقالة الحكومة ومحاسبة المسؤولين عن سقوط ضحايا.

وبالنسبة إلى إبراهيم شريف، قائد المعارضة اليسارية، فإن اختيار ولي العهد «أمر جيد».. واحتشد المتظاهرون الذين ساروا في تظاهرتين خرجت الأولى من دوار السلمانية (وسط) والثانية من دوار الدانة (غرب) في صفوف طويلة وتجمعوا فيما بعد عند دوار اللؤلؤة، بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وردد المتظاهرون، الذين انقسموا بين رجال ونساء، هتافات مناوئة للسلطة، كما رددوا هتافات تدعو إلى الوحدة بينها: «إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه».

وأكد رجال الدين الشيعة الكبار، الذين دعوا للمسيرة في بيان تُلي في التظاهرة أن «المطالبة بالحقوق العادلة بصورة سلمية حق ثابت، والإصرار والثبات في المواصلة في هذا الطريق ضرورة سياسية اليوم». وشددوا على «ضرورة المحافظة على سلمية المسيرات والاعتصامات بعيدا عن أي محاولات للتضعيف أو التمييع أو الانحراف بها عن أهدافها الحقيقية».

وقبيل وصول المتظاهرين إلى دوار اللؤلؤة، مركز الحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ 12 يوما، أدى مئات البحرينيين صلاة الجمعة عند الدوار.

كان الديوان الملكي قد أعلن الجمعة يوم حداد رسمي على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات. وجاء في بيان ملكي أنه «نظرا للأحداث المؤسفة التي مرت على مملكة البحرين في الآونة الأخيرة والتي إثرها فقدت المملكة عددا من أبنائها، وتعاطفا مع مصاب أهلهم يعلن يوم الجمعة 25 فبراير (شباط) يوم حداد رسمي».

ووصف الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني المعارضة الشيخ علي سلمان الخطوة الملكية بأنها «إيجابية».

وأعلن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الخميس، لدى اجتماعه مع رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مايكل مولن أن «اللجنة الخاصة التي أمر بها لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الأحداث المؤسفة مؤخرا مستمرة في عملها».

وأكد المتحدث العسكري الأميركي جون كيربي أن مايكل مولن حيَّا لدى اجتماعه مع الملك البحريني «الطريقة التي تعامل بها الملك وولي العهد مع الأزمة». وأشاد كذلك بطريقة «إدارة القيادة البحرينية للتغييرات التي تجريها لصالح الشعب».

كما أعلن البيت الأبيض أمس أن مساعدا كبيرا للرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ ولي عهد البحرين بأن الولايات المتحدة ترحب بالخطوات التي تتخذها الحكومة نحو الحوار مع المحتجين وحث قوات الأمن على ضبط النفس.

وتحدث مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض توم دونيلون بالهاتف، الخميس، مع ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وعبر عن مساندته القوية لمبادرة الحوار الوطني التي يقوم بها ولي العهد.

وقال بيان البيت الأبيض أيضا: إن دونيلون حث قوات الأمن البحرينية على مواصلة ضبط النفس. وأضاف: تعتقد الولايات المتحدة، بوصفها شريكا منذ فترة طويلة للبحرين، أن استقرار البحرين يتوقف على احترام الحقوق العالمية لشعب البحرين، بما فيها حق التجمع السلمي وعملية إصلاح ذي مغزى تستجيب لطموح البحرينيين جميعا.