استطلاع للرأي: نتنياهو سيخسر ربع نوابه لصالح ليبرمان وليفني

لأول مرة منذ سنتين تلوح في الأفق إمكانية تشكيل حكومة غير يمينية

TT

أشار استطلاع للرأي نشر في تل أبيب، أمس، إلى أنه في حال إجراء انتخابات إسرائيلية عامة، اليوم، يخسر حزب الليكود ربع قوته. وتتاح لأول مرة منذ سنتين إمكانية تشكيل حكومة برئاسة حزب «كديما» من دون أحزاب اليمين.

واستند الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، على احتمال دخول حزب جديد الساحة الانتخابية، هو حزب أريه درعي. ودري وهو مؤسس حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين. وترك الحياة الحزبية في أعقاب إدانته بالسرقة والاختلاس. وأمضى في السجن نحو ثلاث سنوات. واعتزل السياسة سبع سنوات أخرى. وحسب القانون، يحق له الآن العودة إلى النشاط. وهو من المتدينين الذين يعتبرون معتدلين سياسيا. ويخطط لتشكيل حزب ديني علماني مشترك.

وحسب نتائج الاستطلاع، سيحظى بسبعة مقاعد وسيغير الخريطة الحزبية برمتها. فإذا شارك في المعركة، سيخسر «الليكود» ربع قوته في الكنيست ويهبط من 27 مقعدا حاليا إلى 21. وسيحافظ حزب «كديما» برئاسة تسيبي ليفني على قوته (28 مقعدا)، وكذلك حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان. وسيخسر حزب «شاس» 3 مقاعد ويهبط من 11 حاليا إلى 8 مقاعد. وفي هذه الحالة سيصبح لمعسكر الوسط واليسار والأحزاب العربية، 57 مقعدا، ولمعسكر اليمين 58 مقعدا. ويصبح حزب درعي لسان الميزان. فإذا تفاهمت معه ليفني، فإنه سيكون بإمكانهما من الناحية النظرية تشكيل ائتلاف من 62 مقعدا، ولكن بشرط قبول النواب العرب. وفي هذه الحالة يمكنهما ضم أحزاب من اليمين أو المتدينين.

ولكن، إذا لم يخض درعي الانتخابات، سيهبط حزب الليكود بقيادة نتنياهو، من 27 إلى 23 نائبا. وسيرتفع عدد مقاعد «كديما»، إلى 30 مقعدا. ولكن معسكر اليمين واليمين المتطرف سيظل أكبر (63 مقعدا من مجموع 120).

ويتضح من هذا الاستطلاع أن الأحزاب العربية سوف ترتفع في كل الحالات من 11 إلى 12 مقعدا. بينما سيختفي حزب الاستقلال برئاسة وزير الدفاع، إيهود باراك، ولن يتجاوز نسبة الحسم. وسيهبط حزب العمل من 8 مقاعد حاليا إلى 7 مقاعد. وسيضاعف حزب ميرتس اليساري الصهيوني من قوته من 3 الآن إلى 6 مقاعد. وسيدخل حزب الخضر لأول مرة الكنيست بمقعدين أو ثلاثة مقاعد.

وتظل العلامة الفارقة في الانتخابات القادمة، هبوط حزب الليكود تحت قيادة نتنياهو. فهذه قضية باتت تقض مضاجع هذا الحزب. وهناك شعور بأن هبوطه سيزداد أكثر وأكثر، نتيجة لفشله في جميع مجالات العمل السياسي والاقتصادي. وحسب الصحيفة نفسها، فإن شباب «الفيس بوك» في إسرائيل يفضلون عليه تسيبي ليفني. فقد أجرت استطلاعا بينهم شارك فيه 3240 شخصا، صوت نحو 47 في المائة منهم لصالح ليفني.

وفي اليمين، حيث لا يطيقون ليفني، فضل الشباب أفيغدور ليبرمان على نتنياهو، فمنحوه 28 في المائة من أصواتهم، بينما حصل نتنياهو على المرتبة الثالثة برصيد 25 في المائة من أصواتهم.

ولكن، وقبل أن تفرح ليفني بهذه النتائج، كشف النقاب عن تبلور معسكر معارض لها من داخل حزبها، بمشاركة شاؤول موفاز، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الحالي، وتساحي هنغبي، رئيس اللجنة السابق، الذي اضطر للاستقالة من الكنيست، بعد إدانته بتهمة منح وظائف للمقربين منه في وزارة البيئة، عندما كان وزيرا عن حزب الليكود.

ويعتبر هنغبي صاحب شعبية واسعة في صفوف اليمين والوسط. وكان قد انشق عن الليكود مع آرييل شارون، عندما أسس حزب «كديما»، سنة 2005. والانشقاقات في الأحزاب الإسرائيلية أضعفتها باستمرار من الناحية الجماهيرية.

وتجدر الإشارة إلى أن حكومة نتنياهو ما زالت ثابتة حاليا. ولكنها قد تسقط مع أقل هزة. وفي الأسبوع المقبل، يفترض أن يقرر المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، مصير ملف الفساد المرتبط باسم وزير الخارجية ليبرمان. فإذا قرر توجيه لائحة اتهام ضده، سيضطر إلى الاستقالة. وفي هذا احتمال كبير لحدوث هزة في الحلبة الحزبية الإسرائيلية.