الجيش الإسرائيلي يقمع مسيرة سلمية لفتح «شارع الشهداء» وسط الخليل

استخدم الأعيرة النارية وأصاب عددا من المتظاهرين واعتقل آخرين

TT

قمع الجيش الإسرائيلي بالقوة، أمس، مظاهرات سلمية انطلقت في مدينتي الخليل والقدس المحتلتين، بعد صلاة الجمعة، وأصاب فلسطينيين واعتقل آخرين. وهاجم الجيش في الخليل مسيرة سلمية انطلقت للمطالبة بفتح شارع الشهداء المغلق في وجه الفلسطينيين منذ 17 عاما، عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي، فأصاب ما لا يقل عن 17 متظاهرا بينهم 5 بالرصاص.

وقال مشاركون في المسيرة التي ضمت نحو ألفي شخص، ودعا إليها تجمع شباب ضد الاستيطان لفتح شارع الشهداء، إنهم تعرضوا لهجوم بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز بشكل كثيف. وأضاف الناشط في التجمع عيسى عمرو، أن «قوات الاحتلال أمطرت المشاركين في المسيرة بقنابل الغاز، مما أدى إلى إصابة بعضهم بحالات اختناق وإغماء، كما اعتقلوا عددا من المواطنين ونشطاء السلام الأجانب، واعتدوا بالضرب على عدد منهم، ومنعوهم من الوصول إلى المدخل الرئيسي المؤدي لشارع الشهداء».

ووجد المتظاهرون سلسلة بشرية كبيرة من أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية والجنود يسدون الطريق، فحاولوا اجتياز الحاجز البشري بالقوة، فرد عليهم الجنود بالهراوات وأعقاب البنادق، قبل أن تتفرق المسيرة وتتحول إلى مواجهات بالحجارة من الشبان والرصاص المطاطي والحي من قبل جنود الجيش. ويسد الجنود الإسرائيليون عادة مدخل شارع الشهداء، الشارع التجاري في قلب الخليل، الواقع في إحدى زوايا منطقة باب الزاوية، ويمنعون الفلسطينيين أو العرب من المرور من الشارع الذي يبدو في جزئه الأول مثل مقبرة.

ويضطر الفلسطينيون الذين لا سبيل لهم إلى منازلهم سوى هذا الشارع إلى صعود تلة وعرة عبر مقبرة تعلو المكان من أجل الوصول إلى بيوتهم في حارات أبو سنينة ووادي الهرية.

واستغل الفلسطينيون أمس، الذكرى الـ16 لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف، التي نفذها الطبيب باروخ غولدشتاين في 25 فبراير (شباط) عام 1994، وراح ضحيتها 29 مواطنا كانوا يصلون الفجر في الحرم، وأغلق على أثرها شارع الشهداء، ونظموا المسيرة التي كان هدفها فتح الشارع، غير أنهم لم ينجحوا.

أما في القدس المحتلة، فتركزت المواجهات في حي سلوان وباب العامود بعد فترة من الهدوء، وأصيب العشرات بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز. واندلعت المواجهات بعد صلاة الجمعة التي صلى فيها الفلسطينيون صلاة الغائب على أرواح الضحايا في ليبيا.