تونس تجلي 24 ألفا من مواطنيها و8 آلاف أجنبي من ليبيا

أكثر من 10 أشخاص توافدوا على مخيم اللاجئين برأس جدير

الآلاف في مطار طرابلس الدولي يستعدون للمغادرة أمس (رويترز)
TT

قدر العدد الإجمالي للتونسيين الذين تم إجلاؤهم جوا وبرا من ليبيا بنحو 24 ألف مواطن يضاف إليهم ما يزيد على 8 آلاف من الأجانب من مختلف الجنسيات. فيما بلغ عدد التونسيين الذين تم إجلاؤهم جوا من مختلف (المحافظات) الليبية خلال خمسة أيام، نحو 5 آلاف مواطن وذلك عبر رحلات الطيران الجديد والخطوط التونسية، وذلك خلال الفترة المتراوحة بين 21 و25 فبراير (شباط) الحالي.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية التونسية إنها أجلت كل التونسيين من مدينتي سبها وسرت الليبيتين. كما أعلنت عن إجلاء عدد من المواطنين الموجودين بمنطقة «رأس لانوف» ومنطقة «جالو» الليبيتين عبر المنفذ الحدودي المصري - الليبي بالسلوم. وتم أول من أمس (الجمعة) نقل 260 من التونسيين من القاهرة وهم من بين الذين غادروا ليبيا عبر الحدود المصرية. وتواصلت يوم أمس عمليات إجلاء آلاف المصريين والأتراك والصينيين عبر المعبر الحدودي رأس جدير. وقد أقلعت أمس من مطار جربة - جرجيس الدولي 21 رحلة جوية نقلت الأجانب العائدين من ليبيا إلى بلدانهم. وبداية من يوم الغد (الاثنين) 28 فبراير الحالي ستنطلق 4 بواخر عسكرية من الميناء التجاري بجرجيس لتأمين نقل آلاف المصريين إلى بلادهم. وقد تم ليلة الخميس الماضي إجلاء ألف مصري عبر طائرات عسكرية من مطار جربة - جرجيس الدولي في اتجاه مصر. وبالنسبة للتونسيين العالقين في بنغازي، أرست يوم أمس باخرة الحبيب بميناء المدينة في رحلة استثنائية تقوم بها لإجلاء المواطنين التونسيين العالقين في هذه المدينة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام الليبي في 17 فبراير الحالي.

وينتظر أن تقل الباخرة حسب مصدر بوزارة النقل والتجهيز التونسية 1100 تونسي توافدوا على الميناء منذ الساعات الأولى من صباح أمس وتقدر طاقة استيعاب الباخرة بـ1400 شخص و440 سيارة على أن تتحرك في اتجاه ميناء صفاقس (وسط تونس). وقالت عربية بن عمارة (تونسية تعمل في بنغازي) لـ«الشرق الأوسط»، إن الباخرة وصلت صباح السبت وقد تدافع نحوها التونسيون هربا من جحيم المواجهات بين الموالين للقذافي والمناهضين له. وأضافت بن عمارة أن الوضع في بنغازي يعتبر مستقرا بالمقارنة مع بقية المناطق الليبية.

وكان عدد من التونسيين الموجودين في المدن الليبية المجاورة (الكفرة ورأس لانوف وإجدابيا) قد تحولوا برا إلى مدينة بنغازي ليتمكنوا من مغادرتها بحرا. وتواصل الخطوط التونسية إجلاء التونسيين من مطار طرابلس عبر رحلتين منتظمتين وقد وصلت أمس (السبت) الطائرة الأولى التي تبلغ طاقة استيعابها 160 مسافرا إلى مطار تونس قرطاج في الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال والطائرة الثانية بطاقة 266 مسافرا في الساعة الثامنة والنصف مساء. وتتولى الخطوط التونسية نقل التونسيين على متن خطوطها المنتظمة والإضافية مجانا، وذلك في إطار اتفاق بين الشركة ووزارة النقل والتجهيز ووزارة الشؤون الخارجية.

كما انطلقت أمس 3 طائرات تابعة للخطوط التونسية تم استئجارها لفائدة الجالية الماليزية والصينية من مطار طرابلس بليبيا. من جهة أخرى، قالت مصادر من الجيش التونسي إن قرابة 10 آلاف و350 من اللاجئين أغلبهم من المصريين ومجموعات من الهنود والماليين والصينيين، قد توافدوا على مخيم اللاجئين الذي تم تركيزه على بعد 7 كلم من النقطة الحدودية برأس جدير في اتجاه مدينة بن قردان ويقصده كل من يفد من ليبيا عبر هذا المنفذ. ويؤمن المخيم خدمات صحية عبر مستشفى عسكري ميداني وخيام صحية يقوم فيها طاقم طبي متكامل بتقديم الفحوصات اللازمة وتأمين التدخلات الاستعجالية والعيادات المجانية لكل الوافدين لمعاينة أوضاعهم الصحية. وتمت زيادة طاقة الاستيعاب الإجمالية للإقامة بالمخيم إلى 800 شخص ويمكن أن تصل إلى 1200 شخص شرط أن يتم تأمين عودة اللاجئين السابقين فضلا عن جهود مختلف المتدخلين من المجتمع المدني في توفير أماكن إقامة إضافية. وسجل هذا الطاقم الطبي يوم الجمعة 150 تدخلا طبيا في حالات تمثلت بالخصوص في هبوط السكري ورضوض وإرهاق إلى جانب قيامه بعمليتين جراحيتين في حالتي تعفن جلدي استوجبت الأولى تبنيجا موضعيا والأخرى تبنيجا كاملا.

وقال شهود عيان رجعوا من مدينة طرابلس إن الوضع هناك هادئ وقد خلت شوارع المدينة على غير العادة من المارة بعد أن عرفت أعمال عنف واحتجاجات وفوضى عارمة بين مناهضين وموالين لنظام القذافي شهدتها يوم الجمعة. وقد أثارت مواجهات الجمعة، تخوفات الكثير من الأجانب المقيمين في طرابلس الذين توجهوا إلى المطار باحثين عن رحلات تؤمن خروجهم من الأراضي الليبية.