الناطق باسم المجلس الحاكم في بنغازي: ندعو العرب لتقديم مساعدات.. والحياة بدأت تعود

شامية قال لـ«الشرق الأوسط»: فكرة إنشاء المجلس استجابة للضغوط المحلية للمواطنين

TT

شكلت قيادات في مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية التي خرجت عن السيطرة التامة للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، مجلسا محليا مؤقتا لإدارة شؤون مدينة بنغازي وتسيير أمورها، وللتنسيق مع المدن الأخرى التي تحررت من سيطرة نظام القذافي. وقال عبد الله شامية، الناطق باسم المجلس، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من بنغازي أمس، إن المجلس يتكون من عدة قطاعات، وكل قطاع يحوي مجموعة من المتخصصين في المجال المعني. وبعد الإعلان عن البيان الأول للمجلس بعد صلاة الجمعة أول من أمس، عقد المجلس أمس اجتماعه الأول في المدينة، التي يقول إن الحياة بدأت تعود فيها إلى طبيعتها قبل الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين قوات القذافي ومتظاهرين يطالبون بخلعه وأشرفت عن سقوط نحو 900 شخص ما بين قتيل وجريح.

وأبلغ شامية «الشرق الأوسط» أن فكرة إنشاء هذا المجلس جاءت استجابة للضغوط الملحة التي فرضتها حاجات المواطنين الأساسية، واحتياجات المدينة إلى تسيير أمورها بشكل طبيعي.

ويتألف المجلس من 14 قياديا محليا هم: صالح الغزال (المنسق العام)، وفرج السعيفان (المرافق)، وسعد الفرجاني (الاقتصاد والتجارة)، وفوزي الحواز وفتحي البعجة (التربية والتعليم)، وسهيل الأطرش (الصحة)، وفيصل الصافي (المواصلات والاتصالات)، والشيخ سالم جابر (الأوقاف وشؤون الزكاة)، وعاشور شوايل (الأمن العام)، وجمال بالنور (العدل)، وأحمد الجروشي (الكهرباء والطاقة)، ومحمد فنوش (الإعلام والثقافة)، وفتحي تربل (الشباب والمجتمع المدني)، وونيس الدرسي (الشؤون الاجتماعية). وقال بيان أصدره المجلس إن جميع مدن المنطقة الشرقية تشهد إعدادات مشابهة لمثل هذا المجلس، وقد يعلن عن بعضها لاحقا.

* لماذا شكلتم مجلسا لإدارة المدينة، حدثنا عنه وعن كيفية تشكيله؟

- المجلس يتكون من منسق عام وبعض القطاعات الحيوية التي يحتاج إليها المواطن، سواء كانت في قطاع الصحة أو التعليم أو المواصلات، فاخترنا 14 قطاعا تشكل القطاعات الحيوية التي يحتاجها المواطن في شؤونه الحياتية اليومية، ووضع أشخاص ذوو كفاءة وذوو خبرة في الموضوع، وإن شاء الله هذا سيكون وضعا مؤقتا جدا سينتهي عندما يتم تشكيل مجلس أعلى في البلاد إن شاء الله.

* كم عدد أعضاء المجلس؟ وعلى أي أساس تم اختيارهم؟

- عددهم 14 مسؤولا، هم أعضاء المجلس، ويغطون كل التخصصات المطلوبة ومجلس الانتفاضة تأسس بالتشاور مع الكثير من الشخصيات، ثم تم اختيار هؤلاء الأشخاص بعد التشاور مع الكثير من الأشخاص والقيادات في المجتمع المدني.

* هل يمكن أن تصف لنا المشهد الآن في بنغازي؟

- المشهد طبعا هناك حالة ترقب لأخبار المنطقة الغربية ومحاولة الرجوع إلى نسق الحياة العادية في بنغازي، وكل يوم تتم المشاركة الشعبية من كل المواطنين، وهناك بعض الجامعات والمدارس بدأت تفتح، وأنا متوقع أن الأمور ستكون كما كانت في السابق إن شاء الله.

* بنغازي الآن حرة من نظام القذافي، لكنها ما زالت جزءا من التراب الليبي، أليس كذلك؟

- طبعا هي جزء من التراب الليبي، وباقي التراب الليبي بالمنطقة الشرقية أيضا، إلا أن في المنطقة الغربية ما زال إخواننا في محنة ونتوقع أن هذا الأمر سينتهي إن شاء الله قريبا.

* أناس كثيرة لا تفهم لماذا كانت بنغازي دائما مناوئة للقذافي؟

- هذا في التاريخ الدعم، ولكي تفهم المعادلة فلا بد من قراءة تاريخ ليبيا الحديث، بنغازي من يومها عصية على الظلم والديكتاتورية، وهي دائما حرة وعندها عزة نفس والمواطنون عندهم عزة نفس، لا يرضون بالظلم، إلا أن الاضطرابات والعصيان دائما ببنغازي، وهي طبيعة بنغازي، وهو ما يحتاج إلى تفسير من المؤرخين لقراءة الأحداث قراءة موضوعية.

* وكيف تتابعون ما يجري في طرابلس؟

- نتابعه بشكل دقيق، إلا أن الاتصالات بها مشكلات وهناك الشبكة الداخلية بها بعض المشكلات لكننا نتحصل على المعلومات بشكل أو بآخر، ونراقب وندعو لهم بالتوفيق والنصر إن شاء الله.

* هل هناك تخوف من تعرض بنغازي لقصف جوي جديد؟

- لا، نحن لا نخاف، لأن المسافة ألف كيلومتر، وقد حاول النظام إرسال بعض القوات، ولكنه فشل، وهو الآن لا يتحصن إلا في مقر إقامته بثكنة العزيزية في طرابلس.

* ما الذي تحتاجه بنغازي الآن؟

- نحتاج الدعاء إلى الله ليوفقها، وتحتاج المدينة إلى أي عون ممكن يصل لها عن طريق المنافذ البحرية والمنافذ الحدودية من الشرق والشمال.. الآن الحكومة المركزية موقوفة والدعم المركزي من الحكومة السابقة موقوف، وبالتالي نحتاج إلى كل ما يمكن أن يدعمنا في هذا الأمر.

* ماذا تتوقع من الدول العربية ومن جامعة الدول العربية تجاهكم في ظل هذه الظروف؟

- لا نتوقع منهم الكثير، فمواقفهم معروفة، وهي معنوية أكثر منها مادة، لكن الزخم الشعبي والدعم الشعبي من المجتمع المدني هي التي وقفت معنا في كل المواقف، لكن الحكومات والشعوب لديهم معاملة خاصة.

* هل تصلكم إمدادات شعبية من مصر ومن تونس؟

- نعم تصل، وهناك تنسيق لاستقبالها.

* هل بإمكان الناس أن يتبرعوا ويقدموا مساعدات إلى بنغازي؟

- نعم، فالحدود الأخرى مع مصر مفتوحة وعندنا وفود إغاثة موجودة في الحدود، ولو أي شخص أو جهة وصلوا إلى هناك سيتم استقبالهم والإعلان عنها، سواء كان عن طريق إرسال معونات أو أشخاص مثل وفد طبي أو إغاثتي بشكل أو بآخر.

* هل ميناء بنغازي الآن يعمل بصورة طبيعية؟

- يعمل، ولكن ليس بطاقته الكاملة، لكن أي باخرة تأتي ممكن أن نستقبلها.

* هل هناك إحصائية لعدد الشهداء والجرحى خلال الأحداث الأخيرة؟

- نعم، هناك إحصائية بعدد الشهداء، وهم 300 قتيل في بنغازي والمنطقة الشرقية معا وعدد الجرحى لا يقل عن 600.

* ما هو وضع المستشفيات لديكم؟ وهل تحتاجون لمساعدات طبية؟

- كانت هناك مشكلات موجودة فعلا، لكن تم حلها وبدأت الأمور تستقر وهناك استيعاب كامل لكل الحالات.

* متى تتوقع سقوط القذافي؟

- هذا الموضوع يصعب علينا الآن التكهن به، لأن القذافي الآن متربص على جبل العزيزية، وهذا الأمر سينتهي قريبا.

* ماذا تود أن تقول للعالم العربي؟

- ربنا يفرج على جميع الشعوب العربية والمتحدة وأن تسترجع الأمة العربية كرامتها وأن يكون لديها من العزة والكرامة ما يتناسب مع وضعها في العالم.