مائة فقط لبوا نداء المسيرة الثالثة المناهضة للحكم في الجزائر

بعد حدوث انقسام في «التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية»

TT

شارك نحو مائة شخص في المظاهرة التي دعت إليها «التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية» أمس في الجزائر، للمطالبة بتغيير سياسي، وقد حاصرتهم الشرطة فور وصولهم إلى مكان التجمع في وسط العاصمة. ومنعت الشرطة سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي كان وصل صباحا إلى ساحة الشهداء للمشاركة في المسيرة، من الصعود على سيارة شرطة لإلقاء كلمة أمام المتظاهرين. وتمكنت قوات الأمن من إبعاد المتظاهرين نحو الواجهة البحرية القريبة.

وحضر نحو عشرين شابا من مؤيدي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حاملين صوره ورفعوا شعار «الجزائريون بوتفقليقيون (نسبة لبوتفليقة) ويرفضون تنسيقية الطماعين». وعندما حاولوا استفزاز المتظاهرين، تدخلت الشرطة ومنعت حصول مواجهة بين الطرفين، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية وأفادت معلومات أن مصالح الحماية المدنية نقلت النائب عن «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» محمد خندق في سيارة الإسعاف دون أن تتبين خطورة إصابته. وكانت «التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير» في الجزائر دعت إلى تنظيم مسيرة للمرة الثالثة في العاصمة الجزائرية بعد منع السلطات لمسيرتين سابقتين تطالبان «بتغيير النظام».

وكان لافتا أن مسيرة أمس تمت بجزء فقط من التنسيقية الضعيفة بعد انسحاب منظمات المجتمع المدني منها. وجاءت مسيرة أمس بعد يومين من إلغاء حالة الطوارئ المطبقة منذ 19 سنة في الجزائر. إلا أن منع التظاهر في الجزائر العاصمة ما زال ساري المفعول منذ 2001. لكن قوات الأمن كانت أقل عددا وعدة.

وقامت قوات الشرطة منذ الفجر بوضع سياج حديدي حول كل المساحات الفارغة والأرصفة في ساحتي الشهداء وأول مايو. وكانت مروحية تحلق فوق وسط العاصمة منذ الصباح، كما حصل في المرتين السابقتين. وكان المنظمون قد أعلنوا أول من أمس أن قسما فقط من التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير في الجزائر المنقسمة بعد أقل من شهر على إنشائها، سيشارك في مسيرة السبت. وقرر أعضاء المجتمع المدني والنقابات المستقلة الذين انضموا إلى أحزاب سياسية وخصوصا التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عدم المشاركة في هذه المسيرة. وأعلنوا في اجتماع بعد ظهر أول من أمس أنهم يعتزمون «إعادة النظر في إطار الحركة»، وإنهم سيتظاهرون في وقت لاحق وعلى الأرجح في مارس (آذار) المقبل. ومن جانبه أعلن فضيل بومالة الصحافي والأستاذ الجامعي وأحد مؤسسي تنسيقية التغيير استقالته من المنظمة لأنه «لا يريد الوقوف مع أي طرف ضد آخر».