السعوديون ترقبوا لساعات النطق بالحكم على حميدان التركي

إسهامه في تأهيل النزلاء وخطاب من السفير السعودي عجلا بقرب إطلاق سراحه

TT

أخذت قاعة محكمة قلوب وأنظار السعوديين، الذين ترقبوا لساعات ليلة السبت، قرار محكمة آراباهو الذي صدر بتخفيف الحكم على حميدان التركي، الطالب السعودي المبتعث للدراسات العليا في الولايات المتحدة الأميركية، من 28 عاما إلى 8 أعوام قضى منها 4 سنوات ونصف السنة، بينما بقي منها 42 شهرا.

وكان فريق الدفاع عن التركي المحكوم عليه في يونيو (حزيران) 2005 بتهمة التحرش وإساءة معاملة خادمته الإندونيسية، قدم في وقت سابق لقاضي المحكمة، عددا من المستندات والرسائل في سبيل إسقاط الحكم عن موكلهم، جاءت من ضمنها رسالة من مدير إدارة سجن لايمن، تشهد لحميدان بتأثيره الإيجابي في السجن، وأن مصلحة السجون تطلب من القاضي تخفيف الحكم عليه لإيجابيته، مضيفة أن علاج التركي الذي يعاني تراجعا في حالته الصحية، يتطلب إرساله لتلقي العلاج في بلاده.

استخدم السعوديون، أمس، ما وصلت إليه أيديهم من الوسائل للتذكير بجلسة النطق تلك، فاستعملوا الرسائل النصية لهواتفهم الجوالة، التي صادف أن تكون مجانية أول من أمس، كما استعملوا عددا من الأجهزة الـ«بلاك بيري» ومواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر»، إلا أنها استغلت أحيانا في نشر إشاعة تبرئة للتركي أكثر من مرة خلال الجلسة.

وقال حمدان محمد الجهني، الباحث في الشؤون القانونية: «على الرغم من أنني كنت متأكدا من حصوله، فإن الخبر أسعدني كثيرا، وذلك في ظل التركيز الإعلامي مؤخرا على القضية، وتصديرها في الصحف، وهو أمر لافت وجديد على مجتمعنا السعودي، فقد وجه ذلك في تقديري الرأي العام نحو التفاعل مع حميدان التركي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «منذ فترة وأنا أترقب ما ستؤول إليه محاكمة حميدان، وقد كنت متفائلا جدا من الاستئناف، والحمد لله الذي لم يخيبنا بفضله فتقلصت سنوات اعتقاله التي أرجو أن تزداد تقلصا، بل أرجو أن يعود حميدان وكل السجناء السعوديين والمحكومين بالخارج إلى المملكة عاجلا».

وقال فهد النصار، المتحدث الرسمي باسم عائلة التركي، إن القضية أعيد النظر فيها لوجود أخطاء قانونية، أدت إلى مضاعفة الحكم بشكل غير قانوني، وذلك بحسب إفادة القاضي مقارنة بالأحكام الصادرة في قضايا مماثلة.

وحول الاعتبارات التي أخذت بنظر القاضي وأدت إلى تخفيف الحكم قال النصار: «أخذ القاضي رسائل الفيديو الموجهة له من والدة وزوجة وأبناء السجين مطالبين بإنهاء معاناتهم، وكذلك رسالة عادل الجبير، السفير السعودي في واشنطن، التي أشار فيها إلى حسن سيرة التركي واهتمام القيادة والشعب في المملكة بقضيته، وأنه يستبعد قيامه بالأعمال المتهم بها؛ كما أن التركي عضو فاعل في المجتمع».

وبين النصار أن القاضي أخذ في اعتباره رسالة مدير السجن السابق الذي أثنى على أخلاق التركي، وشدد على أنه كان متعاونا ومشاركا في برنامج تأهيل السجناء للخروج من السجن، وتسهيل انخراطهم في المجتمع.

وأضاف: «في تطور إيجابي طرح القاضي إمكانية دخول حميدان التركي، للبرنامج التأهيلي للخروج من السجن، بحيث يتمكن من الخروج من السجن بعد انقضاء محكوميته مباشرة».

إلى ذلك، غصت قاعة المحكمة ومنذ ساعات الصباح الأولى بأصدقاء حميدان التركي، وبأبناء الجالية الإسلامية، مما اضطر العشرات إلى الانتظار خارج قاعة المحكمة، طوال مدة الجلسة التي استمرت أكثر من 5 ساعات تخللها توقف واحد لـ15 دقيقة.

وأوضح عاصم الغامدي، أحد مشرفي حملة «أوباما أطلق حميدان»، التي انطلقت منذ أشهر، أن الحملة تأمل أن يكمل التركي محكوميته في المملكة، في إطار اتفاقية تبادل المعتقلين بين البلدين.

وأوضح أن مجموعته التي تتكون من 50 ألف عضو على الـ«فيس بوك»، لن تتوقف عن مطالبها بإطلاق حميدان، وأنها لن تتوقف إلا بعد عودته إلى الرياض لأنها تعتقد أنه بريء.

يذكر أن حميدان المبتعث من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حاصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، من جامعة دنفر في كولورادو، وسبق أن تم القبض عليه وزوجته، سارة الخنيزان، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة، ثم قبض عليهما في يونيو (حزيران) 2005 بتهمة إساءة معاملة الخادمة قبل أن يتم الحكم عليه بالسجن 28 عاما في العام التالي.