قائد القوات البحرية الإيرانية من سورية: سنرسل مزيدا من السفن الحربية

طهران ودمشق تبرمان اتفاق تعاون.. والجيش الإيراني يصنع «أحدث» مقاتلة لسلاح الجو

«الوند» إحدى السفينتين الحربيتين الإيرانيتين وهي ترسو في ميناء اللاذقية السوري أمس (رويترز)
TT

بعد ثلاثة أيام من رسو السفينتين الحربيتين الإيرانيتين في ميناء اللاذقية في سورية، على البحر الأبيض المتوسط، اللتين كانتا قد أثارتا جدلا، خصوصا في الأوساط الإسرائيلية حول مغزى وصولهما إلى هناك، وكذلك توقيته الذي يتزامن مع الاضطراب الذي تشهده المنطقة العربية عموما، أعلنت الجمهورية الإسلامية أنها سترسل مزيدا من السفن في البحار المجاورة، وذلك وفقا للقوانين الدولية، كما أعلنت عن إبرام اتفاق تعاون بين دمشق وطهران في مجال التدريبات البحرية.

ووقع قائدا القوات البحرية الإيرانية والقوات البحرية السورية، مذكرة تفاهم تقضي بالتعاون بين الجانبين في مجال التدريب وتبادل الخبرات، وقالت مصادر إيرانية لـ«الشرق الأوسط» إن قائد البحرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأدميرال حبيب الله السياري، وقع مع نظيره السوري، اللواء طالب بري، مذكرة تفاهم، يتم بموجبها التعاون بين القوات البحرية الإيرانية والقوات البحرية السورية، في مجال التدريب وتبادل الخبرات.

وقالت المصادر الإيرانية إن الجانبين أكدا «على استمرار زيارات سفن حربية إيرانية إلى سورية، بغية التعرف على المياه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط والموانئ السورية، وفي المقابل تمت دعوة مجاميع بحرية سورية للقيام بزيارة المياه الإقليمية والموانئ الإيرانية في بحر عمان والخليج (الفارسي)»، واعتبر الجانبان توقيع مذكرة التفاهم هذه خطوة «ستسهم في تسريع وتيرة ارتقاء العلاقات بين الجانبين، وخاصة في المجال العسكري».

وجرى ذلك خلال زيارة مجموعة من كبار الضباط السوريين للسفينتين البحريتين اللتين تزوران الموانئ السورية لعدة أيام.

وكانت السفينتان الحربيتان الإيرانيتان قد وصلتا إلى سورية الأربعاء الماضي عبر قناة السويس ثم إلى البحر المتوسط، وهما أول سفينتين للبحرية الإيرانية تعبران القناة منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. واعتبر الأدميرال حبيب الله سياري، قائد القوات البحرية، أن «رسالة السفينتين تبعث بالسلام والصداقة للدول الإسلامية والمنطقة ومحاولة لتعزيز العلاقات السورية - الإيرانية».

وأكد سياري في كلمة ألقاها، مساء أول من أمس، خلال لقائه طاقم السفينتين الإيرانيتين أن «إيران ستواصل إرسال سفنها إلى مياه المنطقة، وفق القانون الدولي»، حسبما أوردته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية.

واتخذت الحكومة الانتقالية التي تتولى تسيير الأمور في مصر، بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، القرار بالسماح بمرور السفينتين في قناة السويس، بينما تأمل إيران في استئناف العلاقات المقطوعة منذ عقود مع مصر، في الوقت الذي رحبت فيه بسقوط مبارك، حليف الولايات المتحدة، كإشارة إلى تراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد وصف وصول السفينتين بأنه خطوة تمثل استفزازا، ولكن لا تنطوي على تهديد.

وصرح لقناة «سي إن إن» التلفزيونية: «لو كانت (السفينتان) تنقلان صواريخ أو أسلحة أو متفجرات إلى حماس أو حزب الله لتحركنا ضدهما على الأرجح»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

ومن جانبه، قال السفير الإيراني لدي سورية، أحمد موسوي، إن إيران تعزز مكانتها السياسية والجغرافية ولا ترغب في شن حرب. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنه قوله إن «مكانة إيران في العالم - في ضوء التطورات في المنطقة - قوية جدا.. لا تسعى لشن حرب ضد أي دولة». وفي سياق متصل، أعلن مسؤول إيراني أن بلاده ستصنع أحدث مقاتلة إيرانية، وأكد مساعد سلاح الجو في «شؤون البحوث وجهاد الاكتفاء الذاتي»، العميد محمد رضا كارشكي، أن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدأ «بالعمل بهذا المشروع الذي يتم فيه صناعة أحدث أنواع الطائرات بيد الخبراء الإيرانيين في داخل البلد بالتعاون مع سلاح الجو بالجيش».

وأشار المسؤول إلى «تجربة صناعة مقاتلة الصاعقة باعتبارها الأولى من نوعها التي يصنعها الخبراء الإيرانيون في داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، موضحا أن «العمل جار على قدم وساق لصنع هذه المقاتلة الحديثة، مع إجراء بعض التغيير لتحويلها إلى مقاتلة متطورة للغاية». ويأتي ذلك بينما يدرس المجتمع الدولي فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية، بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.