السليمانية: قتيل و5 جرحى في تجدد المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن

حكومة كردستان: يجب إنهاء الحملة الاحتجاجية حتى تلبى مطالبها

TT

وقعت عصر أمس اشتباكات بين متظاهرين في السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق، والقوات الأمنية، بعد انفجار قنبلة صوتية قرب تجمع في ساحة السراي وسط المدينة، أسفر عن جرح شخصين.

وأحدث الانفجار حالة من الإرباك والبلبلة أدت بالمتظاهرين إلى الهجوم على القوات الأمنية التي كانت تطوق المنطقة، وبدأت بإطلاق النار على المتظاهرين، مما أوقع 6 جرحى، توفي أحدهم في المستشفى متأثرا بجراحه. وقالت فضائية «كوردسات» الكردية: «إن انفجارا حصل في المحولة الكهربائية التي تغذي المنطقة، لكنه أحدث إرباكا، مما دفع بالمتظاهرين للهجوم على القوات الأمنية التي فتحت نيرانها لصدهم، فوقع عدد من الجرحى».

وفي وقت سابق، أكدت مصادر مقربة من رئيس حكومة إقليم كردستان، برهم صالح، أن «اللجنة التي شكلها متظاهرو ساحة السراي بمدينة السليمانية، تستعد للقاء رئيس الحكومة لتسليمه مذكرة تتضمن عدة مطالب أساسية، منها تحسين الخدمات، ومحاسبة المسؤولين المقصرين في أداء وظائفهم، وزيادة سلف الزواج للشباب، وتعيين خريجي الجامعات والمعاهد، وصرف إعانات للعاطلين عن العمل، إلى جانب المطلبين الأساسيين، وهما سحب القوات العسكرية من حدود المحافظة، ومحاكمة المتسببين في إطلاق النار على المتظاهرين»، في إشارة إلى حادثة وقعت الأسبوع الماضي.

وكانت تقارير قد أشارت إلى أن المتظاهرين بصدد إنهاء احتجاجاتهم وتجمعاتهم اليومية في ساحة السراي بعد تسليم تلك المذكرة إلى رئيس الحكومة، ولكن مصدرا مقربا من صالح أكد لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة التي شكلها المتظاهرون بصدد لقاء رئيس الحكومة، وسيسلمون لائحة بالمطالب إليه بغية تنفيذها في أقرب فرصة ممكنة، وأنكر علمه بمسألة إنهاء الاحتجاجات، وفي المحصلة يفترض أن تنتهي تلك المظاهرات الاحتجاجية، وأن تعطى فرصة للحكومة لتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين، ومن المهم الإشارة بهذا الصدد إلى أن الحكومة لا تستطيع الالتزام بتنفيذ تلك المطالب في ظل هذه الأجواء المشحونة، خاصة أن بعض الإجراءات تحتاج إلى متابعة فورية، وإلى اجتماعات مكثفة، وإصدار قرارات من مجلس الوزراء بتلبية تلك المطالب، على كل حال لا بد أن تنتهي تلك الاحتجاجات، لأنها تلحق أضرارا فادحة باقتصاد الإقليم وبمصالح السكان، خصوصا من الكسبة والتجار، وهم أول المتضررين من مواصلة هذه الاحتجاجات، وأضاف: «لقد تعهد رئيس الحكومة بالاستجابة لجميع المطالب المشروعة للمتظاهرين، وقد آن الأوان لإعطائه فرصة للإيفاء بالتزاماته وتعهداته».

وعلى الصعيد ذاته، أعلن الدكتور صباح البرزنجي، رئيس لجنة متابعة مطالب المتظاهرين، التي شكلها البرلمان الكردستاني، أن «اللجنة التقت بالكثير من المجموعات التي تمثل المتظاهرين في مختلف مناطق كردستان، وتسلمت الكثير من المطالب التي تقدمت بها تلك المجموعات، وسترفع اللجنة تلك المطالب إلى رئاسة البرلمان بتقرير مفصل، ثم تجتمع مع مجلس الوزراء لإقرار وإدراج تلك المطالب في ميزانية الحكومة للعام الحالي».

من جهته، انتقد اتحاد علماء مسلمي كردستان تصريحات أحد علماء الدين بالسليمانية، الذي خرج إلى أداء الصلاة يوم الجمعة الماضي، في ساحة السراي مع المتظاهرين، واعتبر في كلمة ألقاها هناك أن هذه المظاهرات تعتبر «جهادا في سبيل الله»، وتوازي في الأجر والثواب أداء الصلاة في الجوامع والحج والعمرة.

وقال بيان للاتحاد تلقت «الشرق الأوسط» نصه «إن ما صرح به الملا محمد نصر الله لا يمثل موقف علماء الدين في كردستان، ولا يندرج في إطار الفتوى الشرعية، لأن إصدار الفتاوى في كردستان حصر فقط بلجنة الفتوى العليا، وأن ما يخرج عن لسان بقية العلماء ورجال الدين لا يمثل موقف بقية العلماء، بل هو تعبير عن وجهة نظر شخصية، وأن الملا المذكور لا يمثل أحدا غير نفسه».