توقف العمل في مصفاة نفط بيجي، أهم مصافي النفط العراقية شمال بغداد، إثر تعرضها لهجوم مسلح قتل خلاله اثنان من المهندسين، وفي رواية أخرى أربعة.
وقال عبد القادر صعب وكيل مدير عام مصفاة بيجي (200 كلم شمال بغداد) إن «مسلحين مجهولين اغتالوا اثنين من مهندسي المصفاة وفجروا إحدى وحداتها» بعد اقتحامها فجر أمس. وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن «المصفاة توقفت بالكامل عن العمل جراء الحادث». وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد إن هذه «الوحدة تنتج 150 ألف برميل يوميا».
وأوضح صعب أن «المسلحين داهموا المصفاة في نحو الرابعة والنصف فجرا وقتلوا الضحايا ثم فجروا بالعبوات الناسفة (وحدة الشمال)». وأضاف: «استطاعت وحدات الإطفاء إخماد الحرائق بالكامل» مؤكدا «وقوع خسائر مادية جسيمة جراء الحريق».
ونقل جهاد عن وزير النفط عبد الكريم اللعيبي أن «مصفاة بيجي تعرضت إلى اعتداء إرهابي وقيام عدد من الإرهابيين بتفجير عدد من وحداتها الإنتاجية مما أدى إلى حدوث حرائق تمت السيطرة عليها بشكل نهائي». وأضاف: «تم الإيعاز بتشكيل فريق عمل على مستوى رفيع من كادر الوزارة والشركات التابعة لها للعمل على تقييم الأضرار وإعادة الإعمار». واعتبر اللعيبي «الهجوم جزءا من المخطط الإرهابي الذي يستهدف المنشآت النفطية العراقية بعد الإنجازات التي حققها العراق في القطاع النفطي».
ورفض المتحدث تحديد سقف زمني لإعادة إعمار المصفاة، مؤكدا أن «الأمر يعتمد على تقييم الأضرار الذي سيحدد من قبل فريق العمل». وعن احتمال حدوث أزمة في الحصول على المشتقات النفطية خصوصا البنزين، أكد جهاد أن «هناك عددا آخر من المصافي الكبيرة ما زال يعمل؛ بينها مصفاة الدورة ببغداد، وأخرى صغيرة موزعة في العديد من المحافظات مثل النجف والمثنى وميسان وكركوك والأنبار». كما يوجد مخزون من المنتجات يكفي لسد الحاجة على مدى عشرة أيام في المصفاة ذاتها، وفقا للمصدر.
من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أن أربعة عمال قتلوا في الهجوم. كما قال مسؤول رفض نشر اسمه إن «عملية إصلاح الأضرار ستأخذ وقتا طويلا. نحن لا نتحدث عن أيام. إن الضرر بالغ». وتابع: «نأمل في إعادة تشغيل المصفاة جزئيا في الأيام القليلة المقبلة». وتعد مصفاة بيجي، التي أنشئت عام 1982 وتنتج 205 آلاف برميل يوميا حاليا، من أهم مصافي البلاد وتمثل 35% من الطاقة الإنتاجية للبلاد عدا إقليم كردستان الذي يصل إنتاجه إلى 550 ألف برميل يوميا.