«عنبر الوزراء».. يفتح ذراعيه لرجال نظام الرئيس السابق مبارك

يضم العادلي وجرانه والفقي والمغربي

TT

«عنبر 2» في سجن مزرعة طرة بضاحية المعادي جنوب القاهرة، أصبح العنبر الأكثر شهرة في سجون مصر حيث يطلق عليه اليوم «عنبر الوزراء»، بعد أن أصبح مقرا لإقامة 4 وزراء من نظام الرئيس السابق حسني مبارك وعدد من المسؤولين الكبار. لكن زنازين «عنبر الوزراء» ليست كالصورة التي صورها الفنان المصري عادل إمام في فيلم «الأفوكاتو»، عندما جسد شخصية المحامي حسن سبانخ، الذي ترك زنزانته الصغيرة وقضى ليلة في زنزانة أحد رجال الأعمال المحبوسين في تهمة الاستيلاء على المال العام، وفي هذه الزنزانة كان حارسها يجسد دور بائع الحلوى على شاطئ البحر، حتى يشعر السجين «سبانخ» أنه على شاطئ البحر بعد أن ارتدى المايوه والعوامة.

لا تتعدى مساحة زنزانة عنبر الوزراء 6 أمتار مربعة وارتفاعها 5.3 متر، وبها سرير وشباك صغير يبعد عن الأرض 5.2 متر، ويطل الشباك على طرقة مسورة أعلاها سقف خرساني، ويوجد بالسور فتحات على ارتفاع 3 أمتار من سطح الأرض يدخل منها الهواء والشمس بطريقة غير مباشرة، وللزنزانة باب حديدي ارتفاعه 2 متر وعرضه متر وبه فتحة على ارتفاع 1.5 متر، وبداخل كل زنزانة كشاف كهربائي يتم التحكم فيه بواسطة غرفة التحكم.

وشهرة «عنبر 2» ليس لكونه يضم وزراء سابقين أسقطتهم ملفات الفساد التي فتحتها ثورة «25 يناير»، وإنما لكون ثرواتهم تتجاوز قيمة الاحتياطي النقدي الأجنبي الموجود في البنك المركزي المصري، الذي بلغ في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي 35 مليار دولار.

وشهد «عنبر 2» خلافات وصراعات فيما بين الوزراء السابقين، تعيد ذكريات الصراعات التي كانت بينهم في الواقع للاستيلاء على أموال المصريين، أو للسيطرة على المشهد السياسي مثلما كان يفعل أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني الديمقراطي، في جلسات البرلمان المصري الغرفة الأولي. حيث شهد عنبر الوزراء صراعا بين كل من أحمد المغربي ووزير الإسكان السابق وزهير جرانه ووزير السياحة للفوز بالزنازين الكبيرة، ولحق بهم أنس الفقي وزير الإعلام السابق، بينما فضل «عز» إحدى الزنزانات الصغيرة، على اعتبار أنه لم يكن وزيرا، ولحق به أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، ومحمد عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة دار «أخبار اليوم» السابق، بينما قبع حبيب العادلي وزير الداخلية السابق في زنزانة انفرادية ملحقة بالعنبر الشهير تعرف باسم «عنبر التأديب».

و«عنبر 2» أو عنبر الوزراء ضمن 4 عنابر في سجن مزرعة طرة المعروف بأنه مقر احتجاز السياسيين ورجال الأعمال ورجال الشرطة والقضاة المحكوم عليهم في قضايا فساد وتربح ويتكون من 6 زنازين كبيرة و4 زنازين انفرادية وملحق بخارجه من اليمين والشمال عدد من الزنازين الانفرادية المعروفة بعنبر التأديب.

و«عنبر 2» هو نفسه العنبر الذي شهد من قبل احتجاز أعضاء التيار الإسلامي، ومحتجز فيه حاليا المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة «الإخوان المسلمين» والمهندس حسن مالك قيادي الجماعة اللذان يقضيان حكما بالحبس 7 سنوات على ذمة محكمة عسكرية، ويضم العنبر أيضا رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، ورجل الأعمال حسام أبو الفتوح صاحب توكيل سيارات «BMW» والمتهم بالاستيلاء على مليار و400 مليون جنيه من أموال بنك القاهرة.

أما باقي عنابر السجن الأربعة، فيخصص العنبر الأول للضباط والمستشارين المتهمين والمحكوم عليهم في قضايا فساد، والثالث تتم به أعمال صيانة الآن، والرابع يحتجز فيه رجال الأعمال المعروفين بنواب القروض والهاربين من أداء الخدمة العسكرية.

وسجن طرة الذي يضم عنبر الوزراء يقع على بعد 2 كيلومتر في منطقة سجون طرة التي تضم سجن استقبال طرة وملحق المزرعة، وتم الانتهاء من بنائه السجن في شهر يونيو (حزيران) عام 1993. ويضم السجن 320 زنزانة ويضم كل عنبر 80 زنزانة على شكل حرف H، وملحق بالسجن مستشفى صغير مطل على حديقة ويطلق عليه العنبر رقم 5، وهي عبارة عن عنبر منفصل مساحته 600 متر مربع مقسم على دورين منفصلين ويخصص الدور الأول للسجناء الجنائيين والدور الثاني للسجناء السياسيين، كما يوجد بالسجن ملعب كبير لكرة القدم وآخر يستخدم كملعب للتنس أو للكرة الطائرة وبجواره مسجد.