توتر وقلق في سلوان بعد تقارير عن إحياء خطة إقامة حديقة توراتية

تتطلب هدم 88 منزلا ضمن ما يسمى «الحوض المقدس»

TT

يشهد حي سلوان في القدس الشرقية المحتلة توترا كبيرا، بعد تقارير تحدثت عن إحياء بلدية القدس لخطة إقامة متنزه توراتي في منطقة البستان في الحي. وترجم هذا التوتر إلى اشتباكات عنيفة بعد صلاة الجمعة استمرت حتى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، أصيب واعتقل خلالها عدد من الفلسطينيين.

ويخشى أهالي سلوان من هجمة إسرائيلية في هذا الوقت لتنفيذ قرارات هدم 88 منزلا في منطقة البستان، بعدما أوعزت البلدية للشرطة، بحسب مصادر يسارية إسرائيلية، بتنفيذ أوامر هدم سابقة بحق هذه البيوت، أصدرتها محاكم إسرائيلية.

وقال فخري أبو دياب، رئيس لجنة الدفاع عن سلوان، لـ«الشرق الأوسط»: «المعلومات المتوافرة لدينا عن تحريض البلدية للشرطة باستغلال الوقت الحالي، وتنفيذ أوامر الهدم مؤكدة. إنهم يريدون استغلال انشغال العالم ووسائل الإعلام بثورات الشعوب العربية وتنفيذ مذبحة بحق البيوت هنا». وأردف «مخاوفنا تتزايد في هذا الوقت وهذا سبب توترا كبيرا». وتخطط إسرائيل منذ أعوام لهدم منازل في سلوان وإقامة مزار سياحي ديني في المنطقة، يحوي حديقة توراتية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أمر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، الشرطة، بتطبيق القانون في القدس، وتنفيذ أوامر إغلاق «بيت يوناتان» الذي يسيطر عليه مستوطنون في سلوان، وهدم منازل عربية. وتريد إسرائيل من المطالبة بتنفيذ حكم هدم «بيت يوناتان»، القول إنها تنفذ القانون على الجانبين، لكنها حتى الآن لم تقم بإخراج المستوطنين من «بيت يوناتان». وحذر أبو دياب من الخطة الإسرائيلية الحالية التي تتمثل في «إغلاق مؤقت لجزء من البيت الذي يحتله المستوطنون، مقابل هدم مئات المنازل العربية». وقال «مقابل هذا الإغلاق الذي قد يتراجعون عنه، سيهدمون عشرات المنازل». وتكتسب سلوان أهمية استثنائية كونها تقع بالقرب من المسجد الأقصى. وبحسب جواد صيام، مدير مركز معلومات «وادي حلوة»، فإن إسرائيل تخطط لإيجاد أغلبية يهودية في مربع المسجد الأقصى ومحيطه، في المنطقة المسماة بـ«الحوض المقدس». وتعرف هذه الخطة بـ«عشرين عشرين» (2020)، وتهدف إلى بناء مدينة داود في وادي حلوة، وحديقة توراتية في حي البستان، وتوسيع الحي اليهودي في بطن الهوى.

ويقول أهالي سلوان إن بلدتهم تعتبر البوابة الأهم لهذا المشروع الخطير. وقال أبو دياب إن المستوطنين الذين يحتلون بؤرا في الحي الآن يرفعون من مستوى استفزازاتهم بشكل يومي ضد الفلسطينيين. وأضاف «يغلقون الطرق ويوقفون الناس ويدققون في الهويات». ويتهم أبو دياب المستوطنين بمحاولة جر أهالي سلوان لمواجهات يومية. وقال «وجودهم يجعل المنطقة متوترة ومتفجرة أيضا». وأول من أمس، اندلعت مواجهات عنيفة بين أهالي سلوان والجيش الإسرائيلي بعد صلاة الجمعة التي أقيمت في خيمة الاعتصام في البلدة. وأوضح أبو دياب أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت الغاز المسيل للدموع على المصلين قبل أن ينهوا صلاتهم وهو ما فجر المواجهات. وأكد أبو دياب أن هذه المواجهات ممكنة كل يوم طالما بقي المستوطنون في سلوان، مطالبا برحيلهم.