ميقاتي: لا أحد سواي سيشكل الحكومة ومدرك تماما لخطورة حكومة اللون الواحد

قوى 14 آذار تعلن اليوم رسميا انتقالها إلى صفوف المعارضة

TT

يعقد اليوم نواب قوى 14 آذار اجتماعا استثنائيا في فندق البريستول في بيروت لإعلان انتقالهم رسميا إلى صفوف المعارضة، ولاتخاذ القرار النهائي بعدم المشاركة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، على أن يليه اجتماع موسع ثانيا ستعقده هذه القوى على مستوى قياداتها في السادس من مارس (آذار) المقبل لإعلان وثيقة سياسية، وتحديد العناوين الكبرى للمرحلة المقبلة وخطة عمل المعارضة الجديدة.

في هذه الأثناء، وفي مسعى أخير لحث قوى 14 آذار على المشاركة في حكومته، دعا رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ومن دارته في طرابلس الجميع للانضمام إلى الحكومة وقال: «إنني أعتمد سياسة اليد الممدودة لتحقيق مشاركة الجميع في الحكومة، وبدل أن يلاقيني البعض في هذا الموقف، فهو على العكس يمعن في اعتماد السلبية محولا المسألة إلى قضية شخصية. ليس المهم في رأيي من يكون في الموقع، بل الأهم أن يكون قادرا على دفع الحل المطلوب، لا توريط البلد في مشكلات إضافية». وأعلن ميقاتي أنه «يدرك تماما خطورة حكومة اللون الواحد، لأن لبنان لا يحكم إلا بالتنوع وبمشاركة كل أطياف المجتمع»، داعيا الجميع للانضمام إلى الحكومة.

وفي رد مباشر على قوى 14 آذار، قال ميقاتي: «بالأمس قلنا كلاما إننا مع العدالة والحقيقة لنفاجأ اليوم بكلام منسوب إلى مصدر في الفريق الذي يطلق على نفسه اسم المعارضة الجديدة يقول إنهم شبعوا من اللغة الخشبية، فهل أصبحت العدالة والحقيقة لغة خشبية؟» مشددا على أنه «إذا كان مقياس الخيانة والغدر التي يتحدث البعض عنها هو العمل لمصلحة كل لبنان، فنحن مستعدون للمضي في قناعاتنا ولن نتوقف عند المهاترات».

وعن موضوع تشكيل الحكومة قال: «نعم تواجهنا اليوم بعض الصعوبات في تشكيل الحكومة، لكن أطمئنكم أنه مهما كانت الصعوبات تأكدوا أن لا أحد سواي سوف يشكل الحكومة، لأن هذا ما ينص عليه الدستور. الصعوبة عندي أن أقبل ما هو عكس المبادئ التي أؤمن بها وأنا لن أقبل إلا بالحد الأدنى ضمن الواقع الذي نعيشه، على قاعدة دور فخامة الرئيس ودور رئيس الحكومة المكلف وموقع مؤسسة مجلس الوزراء. هذه أمور يجب أن تكون واضحة منذ البداية لكي تكون الحكومة ناجحة وتنطلق في عملها كما يجب». وكان ميقاتي قد زار دار الفتوى في طرابلس حيث جدد تمسكه بالحقيقة والعدالة قائلا: «لقد أخذت على عاتقي عدم الدخول في أي جدال من أي نوع كان، ولكنني أقول فقط هل هناك أحد لا يريد الحقيقة والعدالة من دون مواربة أو استثمار سياسي؟ هل يعقل لرئيس وزراء موجود في السلطة أن يقبل ألا يتابع قضية اغتيال رئيس وزراء سابق؟». ونقل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار عن ميقاتي تأكيده تبنيه «للثوابت التي أعلنتها دار الفتوى وأن الحكومة لن تكون إلا لمصلحة لبنان ولن تكون لفريق على حساب آخر».

بالمقابل، وصف نواب تيار المستقبل كلام الرئيس ميقاتي من طرابلس بـ«الرمادي» وقال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ«الشرق الأوسط»: «جواب الرئيس ميقاتي على ملف المحكمة الدولية دائما غامض فالتزامه بالعدالة غير كاف فهي كلمة مطاطة والمطلوب التزام واضح وصريح بالمحكمة الدولية وبمسألة السلاح غير الشرعي وهي مسألة قد تفوق في أهميتها ملف المحكمة».

وإذ شدد علوش على أن «قوى 14 آذار تأمل أن تسقط حكومة الرئيس ميقاتي حكومة اللون الواحد»، لفت إلى أنه «لم يتم طرح إسقاطها» وقال: «سنكون معارضة فاعلة وسنمارس ضغطا شعبيا ونيابيا ليس ضد الحكومة بالمطلق بل ضد مشروع الفريق الآخر الانقلابي». وطمأن علوش إلى أن «التجمع في 14 آذار سيكون سلميا ككل عام وليوم واحد ولن يتخلله إقفال طرقات أو نصب خيم».

ولفت ما صدر سفير إيران لدى لبنان غضنفر ركن أبادي الذي أمل أن «يستمر الرئيس ميقاتي بما بدأت به إيران مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري فتبدأ مرحلة تنفيذ الاتفاقات الـ26 التي قد تم توقيعها».