غيتس: جيش المستقبل أصغر وأخف

قال إن خطر تدخل أميركي في بلد أجنبي ضئيل

TT

في سلسلة خطابات وداع إلى مختلف فروع القوات المسلحة، وفي آخر خطاب للجيش الأميركي قبل نهاية فترة عمله، قال روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي، إن جيش المستقبل يجب أن يكون «أصغر وأخف». وأن الجيش الأميركي (القوات البرية) الحالي، كما صار واضحا في العمليات اليومية في العراق وأفغانستان «يبدو مسلحا أكثر مما يجب (لعمليات الحراسة اليومية)، ويحمل قوة نارية ثقيلة في مواجهة نشاطات متمردين». وقال، كما نقلت صحيفة «واشنطن بوست»: «في رأيي، أي وزير دفاع في المستقبل يقدم مشورة للرئيس بإرسال قوات برية ضخمة إلى آسيا أو الشرق الأوسط, أو أفريقيا, ينبغي أن يكشف رأسه للتأكد من أنه عاقل».

هذا جزء من عبارة كان قد استعملها الجنرال ماكارثر خلال الحرب العالمية الثانية، واستعملها غيتس مازحا. وغيتس, وهو أحد الجمهوريين القلائل في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي عين في منصبه عام 2006 من جانب الرئيس السابق جورج بوش, تطرق خلال خطاب أمام طلاب مدرسة ويست بوينت العسكرية المرموقة شرق الولايات المتحدة إلى مستقبل النزاعات التي قد يواجهها الجيش الأميركي. وقال غيتس الذي من المفترض أن يترك مهامه خلال العام الحالي، والذي يقوم بزيارة وداعية لطلاب مدرسة ويست بوينت «خطر حصول أفغانستان جديدة أو عراق جديد, بمعنى غزو وإعادة السلام وإدارة بلد كبير من العالم الثالث ضئيل على الأرجح». واعتبر غيتس أن التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج ستتخذ على الأرجح في المستقبل شكل العمليات السريعة الرامية إلى الرد على التهديد بعمل إرهابي أو بكارثة.

وتوقع غيتس دورا أكبر للقوات البحرية والقوات الجوية في المستقبل في عمليات النزول في دول أجنبية. وحذر الجيش (القوات البرية) بأن يستعد لفترة من التقشف النسبي، بالمقارنة مع تدفق الإنفاق الدفاعي على مدى السنوات الثمانية الماضية، بعد غزو أفغانستان والعراق. وقال إنه سيكون صعبا على الجيش تبرير إنفاق كبير على تشكيلات مدرعات ثقيلة، التي كانت أساس قوته على مدى عقود. وقال: «في المنافسة على ميزانية وزارة الدفاع التي يتوقع أن تنخفض في المستقبل، يجب على الجيش مواجهة الواقع». وتوقع وزير الدفاع أن قوات الجيش والقوات البحرية ستقوم بأدوار أكبر في الحرب ضد الإرهاب. وأن هذه الأدوار ستكون «ضربات قصيرة الأمد». وأيضا أشار إلى دور هذه القوات في عمليات الإغاثة من الكوارث. وأيضا، تدريب وتجهيز الجيوش الأجنبية. وقال غيتس إنه، في نفس الوقت، لا يدعو الجيش ليصبح «فرقة لمكافحة التمرد هنا وهناك، أو لبناء هذه الدولة أو تلك». وأضاف: «بأي حال من الأحوال، لا أريد من الجيش أن يكون مثل شرطة فيكتورية بريطانية قديمة لمطاردة المتمردين، وبناء المدارس، واحتساء الشاي». وكان غيتس يتحدث إلى طلاب وطالبات كلية ويست بوينت العسكرية, وقال إنه يخاف من أن الضباط الذين منحوا حريات واسعة ومسؤولية ثقيلة في قيادة قواتهم في القتال، مثل حرب أفغانستان والعراق، «سيصابون بخيبة أمل عندما ينتقلون من المخاطر الميدانية إلى البيروقراطية العسكرية، وربما سيقررون ترك الخدمة العسكرية».

وأعرب عن مخاوفه أن الرجال والنساء العسكريين وهم في مقتبل حياتهم المهنية، وكانوا خلال هذه الحروب مسؤولين عن أرواح عشرات أو مئات من الجنود، وعن الملايين من الدولارات، وعن المساعدات والمشاركات والمفاوضات مع وبين القبائل المتحاربة، سيجدون أنفسهم في مكتب صغير في مبنى عسكري. وأضاف: «عواقب هذا تخيفني». ولتجنب هذه المشكلة، نصح غيتس الضباط والضابطات العسكريين بـ«مزيد من التعلم والانخراط في الدروس». وأضاف: «أود أن أشجعكم لتدرسوا درجة الماجستير في اللغات والثقافات الأخرى».