«المؤتمر الإسلامي» تؤيد المشاركة في التحقيق حول الجرائم المقترفة ضد الشعب الليبي

مصدر دبلوماسي في المنظمة لـ«الشرق الأوسط»: تسوية مرتقبة خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بجدة

TT

علق مصدر دبلوماسي مطلع في منظمة المؤتمر الإسلامي حول إبداء رغبة المنظمة في المشاركة بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بشكل خاص إزاء التحقيق في ما وصفه بـ«جرائم اقترفت ضد الشعب الليبي» خلال الاحتجاجات الحالية، قائلا إن «المجموعة الإسلامية في مجلس حقوق الإنسان الدولي بجنيف، قدمت دعمها لقرارات المجلس التي صدرت بخصوص إرسال وفد تقصي حقائق إلى ليبيا، للاطلاع على حقيقة الأمر هناك، بعد تعرض المتظاهرين لقصف جوي، وإطلاق نار من قبل نظام العقيد معمر القذافي، خاصة في مدينة بنغازي».

وقال بيان صدر عن المنظمة أمس: «وجه أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بإرسال وفد لتقصي الحقائق إلى الحدود المصرية والتونسية مع ليبيا، للاطلاع على الوضع هناك، كما دعا العالم الإسلامي، والمجتمع الدولي إلى المسارعة في إرسال المساعدات الطبية والغذائية لليبيين المحاصرين داخل المدن، وهو ما أشاد به مجلس حقوق الإنسان الدولي، الذي بدوره نوه ببيان المنظمة الذي ندد بعمليات القتل والترويع التي جرت في ليبيا على مدى الأيام الماضية، وأضاف أن «الأمين العام سيتوجه مساء الغد إلى مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف بغية بحث الإجراءات التي سيقوم بها المجلس في ما يتعلق بتطورات الأوضاع في ليبيا، ومن أجل التنسيق مع المجموعة الإسلامية لبذل المزيد من الجهد باتساق مع قرارات المجتمع الدولي».

وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة في المنظمة لـ«الشرق الأوسط» عن أن اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان المزمع انعقاده بمقر المنظمة بجدة في 3 مارس (آذار) المقبل «سيبحث عن تسوية سياسية مرتقبة في أفغانستان». وأضافت المصادر: «وجهت المنظمة دعوات لوزراء خارجية السعودية وباكستان ودول أخرى أعضاء في المنظمة في ظل إشراك عدد من الدول الأعضاء في اجتماعات مجموعة الاتصال الدولية في روما».

بدوره، علق لـ«الشرق الأوسط» البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي، قائلا: «أكدت لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في أكثر من مناسبة بأن الحل العسكري لن يكون ذا جدوى في أفغانستان، وأن التسوية السلمية هي الطريقة الوحيدة للخروج مما تعيشه أفغانستان منذ عقود». وأكد الأمين العام «التزام المنظمة إزاء إحقاق السلام والاستقرار والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي في أفغانستان» وقال إن موقف المنظمة يؤكد على أن الخيار العسكري ليس حلا للأزمة الأفغانية، مناديا بحل سلمي شامل يضم في طياته المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، لافتا إلى سعي المنظمة لمضاعفة جهودها في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفغانستان. وأضاف أوغلي: «المنظمة تعمل منذ عام 2003 حريصة على تنفيذ برنامجها الذي يقضي بتقديم المساعدات من صندوق الشعب الأفغاني لدعم المجالات التعليمية والرعاية الصحية، والتدريب المهني، والزراعة، والبيئة، إلى جانب زيادة معدل الدخل في أفغانستان». مؤكدا أن وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في المنظمة أقروا في اجتماعهم السابق في العاصمة الطاجيكية دوشنبيه مشروع خط السكك الحديدية بين دوشنبيه ومزار شريف من أجل إنعاش الاقتصاد الأفغاني، وأن يتم ربطه مع الجيران من الدول الأعضاء في المنظمة.

وفي السياق نفسه، تؤكد المنظمة زيادة انخراطها في أفغانستان بافتتاح مكتب لها في كابل، وتعيين السفير منير الزمان مبعوثا خاصا للأمين العام إلى هناك، وتقول: «شاركنا بفعالية في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية السابق في روما العام الماضي، الذي شدد بدوره - أي الاجتماع - على أهمية دور المنظمة باعتبارها تجمع 57 دولة عضوا من جميع أنحاء العالم الإسلامي». ولفتت إلى أن وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول سيرأس وفد بلاده في اجتماع «الاتصال الدولية» بجدة، الذي سيشهد أول نشاط دولي للمبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان، مارك غروسمان، عقب وفاة المبعوث السابق ريتشارد هولبروك.

يشار إلى أن اجتماع مجموعة الاتصال في جدة يكتسب أهمية، بحسب مراقبين، «مع بدء نقل المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية، التي من المتوقع أن تستكمل صلاحياتها في غضون عام 2014».