«باب العزيزية».. حصن القذافي الأخير

على غرار الحصون في القرون الوسطى.. محاط بثلاثة أسوار إسمنتية مضادة للقذائف

TT

على غرار قلاع القرون الوسطى الحصينة، مع فارق الدعم التكنولوجي في السيطرة الأمنية والمراقبة الدقيقة لكل ركن من أركانه، يبدو «مجمع باب العزيزية»، الموقع الذي يتحصن به الزعيم الليبي معمر القذافي ويواجه منه الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء نظامه.

يقع باب العزيزية جنوب العاصمة طرابلس، ويعتبر قاعدة عسكرية؛ حيث تقوم على حمايته 4 كتائب من الجيش يقود أغلبها أبناء القذافي شخصيا. أقيمت هذه القلعة شديدة التحصين على مساحة 6 كيلومترات مربعة في موقع استراتيجي جنوب طرابلس لتكون قريبة من جميع المصالح الرسمية في العاصمة وبجوار الطريق السريع المؤدي إلى مطار طرابلس، وتوجد بها غرف تحكم بجميع شبكات الاتصالات موجودة في هذه القاعدة.

وتعتبر قاعدة باب العزيزية من أشد المواقع الليبية تحصينا على الإطلاق؛ فهي محاطة بثلاثة أسوار إسمنتية مضادة للقذائف، إضافة إلى ضمها أكثر التشكيلات العسكرية والأمنية تطورا من حيث التدريب والتسليح.

لهذا الموقع الكثير من المواقف التاريخية المرتبطة بهذه الاحتجاجات.. ففي مايو (أيار) عام 1984 شهد باب العزيزية معركة شهيرة راح إثرها عشرات الضحايا، إثر محاولة للتخلص من نظام القذافي بنظام ديمقراطي وطني. وقبل وقوع هذه المحاولة كان القذافي منذ عام 1980 قد أعلن في خطاب علني عن عزمه على تصفية كل المعارضين في الخارج وأطلق عليهم صفة «الكلاب الضالة» وتمت تصفية الكثير من المعارضين بالفعل خارج البلاد.

كما تعرض بيت القذافي في باب العزيزية لهجوم أميركي في أبريل (نيسان) 1986 في عهد الرئيس رونالد ريغان ردا على اتهام الأجهزة الليبية بالتورط في تفجير ملهى ليلي بالعاصمة الألمانية برلين، وهو التفجير الذي أدى إلى مقتل وإصابة عسكريين أميركيين. وعلى الرغم من إجلاء أسرة القذافي قبيل الهجوم بقليل فإن القنابل التي ألقتها الطائرات الأميركية أدت إلى مقتل ابنة القذافي بالتبني وإصابة اثنين من أبنائه. وقد أمر القذافي بالإبقاء على آثار الهجوم على الجدران إلى اليوم حتى تكون شاهدا على الغارة. وظهر هذا واضحا في الخطاب الذي ألقاه في 22 فبراير (شباط) الحالي من أمام بيته هناك.

* وحدة الأبحاث بـ«الشرق الأوسط»