ألوف الإسرائيليين يعودون للتدفق على طابا المصرية الشرطة الإسرائيلية تستعد لمواجهة مظاهرات شعبية على غرار تونس ومصر وليبيا

TT

صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على خطة للشرطة هدفها رفع أهبة الاستعداد إلى الدرجة الثانية (أي درجة واحدة قبل درة التأهب للحرب)، وذلك خوفا من هبات جماهيرية على النمط التونسي والمصري أو الليبي ضد سياسة الحكومة.

وقال وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرنوفتش، مفسرا القرار إن هناك مجموعات عديدة في إسرائيل تستخدم «فيس بوك» لكي تقيم مجموعات احتجاج ضد الحكومة. والأمر يحتاج إلى ترتيبات جديدة في الشرطة. وأوضح أهرونوفتش أن هذا الإجراء لا يعني أن تقوم قواته بقمع مظاهرات، فـ«نحن نمنح تصاريح تظاهر لكل من يريد، وكل ما نطلبه في هذه الخطة هو السعي للحفاظ على النظام العام والاحتياط في حال خروج الأمور من أيدينا».

وذكرت مصادر في الشرطة أن هذه الخطوة ناجمة عن انتظام عدة مجموعات من المشاركين في شبكة «فيس بوك» حول أهداف محددة، بينها المواطنون العرب في إسرائيل (الذين يعانون من سياسة التمييز العنصري)، واليهود الإثيوبيون والعاطلون عن العمل والحركات الخضر والمحتجون على الغلاء وغيرهم. وكل هؤلاء ينضوون تحت شعار «السير على طريق الشباب العربي الثائر وإسقاط النظام الحاكم المغترب عن شبابه وسائر شرائح المجتمع». كما أن هناك تحذيرات من هبات فلسطينية تزحف باتجاه الحدود من الضفة الغربية إلى البلدات الإسرائيلية المجاورة.

ولم تعرف ماهية هذا التأهب بشكل تفصيلي، ولكن مما تسرب من الأبحاث، يتضح أن الشرطة تنوي منع الفوضى بكل حزم، والسماح في الوقت نفسه للجمهور بأن ينفس عن الغضب. وكانت قوات الأمن الإسرائيلية قد أعلنت حالة تأهب غير عادية، حال انفجار الهبة الشعبية في مصر، وبدأت تعد لدراسات من أجل تغيير استراتيجيتها العسكرية، خوفا من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم. وعززت قواتها على طول الحدود مع سيناء. وهددت بإعادة احتلال الشريط الحدودي ما بين قطاع غزة وسيناء، بغية منع الانفلات الأمني هناك. ولكن حكومة حماس سارعت إلى وقف الانفلات على معبر رفح. والجيش المصري هدأ من روع الإسرائيليين، قائلا إنه يسيطر على الوضع. وعندما طلب الجيش المصري رفد قواته في سيناء ببضعة ألوف من الجنود، وافقت إسرائيل على بعض المطالب. فأدخل المصريون 3000 جندي.

وكشف، أمس، النقاب عن إعادة فتح الكازينوهات في فنادق طابا، لإتاحة الفرصة أمام السياح الإسرائيليين بالقدوم إليها. وقد دخل فقط خلال اليومين الأخيرين، 1200 سائح إسرائيلي. وهم يملأون الفنادق الفخمة فيها. ومن يصل إلى هناك ويطمئن إلى إجراءات الحماية المشددة، يتصل بأقاربه وأصدقائه ويدعوهم للانضمام. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فإن بدو سيناء، الذين كانوا يسيطرون على شـــــبه الجزيرة في الأيام الأولى للهبة الشعبية المصرية، يحاولون من جهتهم بذل كل جهد لإرضاء الإســـرائيليين.