حركة جديدة في إسرائيل: رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود من أجل السلام العادل

مظاهرة للشباب اليهودي في القدس بعنوان «نخجل من العنصرية»

TT

تشهد إسرائيل في الأيام الأخيرة نوعا من الصحوة لدى أنصار السلام اليهود، بلغت ذروتها في مظاهرة كبيرة في ساحة صهيون في القدس الغربية، أمس، جرت تحت العنوان الصارخ: «نخجل من العنصرية». وقال منظموها إنهم انطلقوا إليها بعد أن أقدم 4 شبان يهود عنصريين على قتل شاب عربي من فلسطينيي 48 لكونه عربيا.

وكانت مجموعة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود قد أعلنت عن تأسيس حركة سلام جديدة، تنادي بتسوية سياسية على أساس دولتين للشعبين، على ألا تفكك المستوطنات ويعيش المستوطنون بسلام ومساواة في الدولة الفلسطينية. وقد بادر إلى هذه الخطوة الرباي مناحيم فورمان، رئيس الكنيس اليهودي في مستوطنة «تبواح» شمالي نابلس، وهو معروف، منذ عهد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بعلاقاته مع قادة فلسطينيين من منظمة التحررير الفلسطينية وحماس على السواء. واجتمع مع مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين.

وأعلن، خلال حفل تأسيس حركته، أن الحركة القومية اليهودية (الصهيونية) والحركة القومية العربية قادتا شعبي هذه البلاد إلى صدام دام خلال 100 سنة ونيف، وحان الوقت لرجال الدين المعتدلين أن يتحركوا لإنقاذ الشعبين من هذه الحرب والانتقال إلى عهد السلام. وقال: إن المستوطنين اليهود والمواطنين الفلسطينيين في الكثير من المواقع يتعايشون معا بتعاون وصداقات وجيرة حسنة، وما من حاجة لأن يترك أحد بيته في عملية السلام. والسياسيون هم الذين يبثون العداء ويطرحون المشاريع المبنية على الفصل بين الطرفين على أساس قومي. وتساءل: «ما المشكلة في أن يعيش عرب في الدولة اليهودية ويعيش يهود في الدولة الفلسطينية؟!». وأجاب: «لا توجد مشكلة في هذا، إذا تركَنا السياسيون نعيش بأمان. ففي هذه الأرض المقدسة مكان للجميع. كلنا خلق الله سبحانه وتعالى. وإذا عرف كل طرف كيف يعيش بمحبة مع نفسه ودينه، سيجد طريقة للعيش مع الآخر بالمحبة نفسها». وقد حضر اللقاء مجموعة كبيرة من رجال الدين من الطوائف الأربع، وإلى جانبهم عشرات أنصار السلام من العلمانيين.

من جهة ثانية، وتحت شعار «العداء للعنصرية»، تجمع نحو ألفي شخص من اليهود ومعهم العشرات من العرب (فلسطينيي 48)، أمس، في ساحة صهيون في القدس للاحتجاج على القوانين والممارسات العنصرية ضد الفلسطينيين. وظهر بينهم عدد من القادة السياسيين من أحزاب اليسار والوسط (حزب العمل وحزب ميرتس وحركات السلام). وجاءت مظاهرتهم في اليوم نفسه الذي وجهت النيابة العامة فيه لائحة اتهام ضد 4 شبان يهود صغار لارتكابهم جريمة قتل الشاب العربي حسام الرويضي (28 عاما) قبل 3 أسابيع. وشارك فيها والد الشاب المغدور، حسين، الذي ألقى كلمة قال فيها إنه لا يكن عداء لليهود، بل للعنصرية، وإنه قرر أن يكرس نفسه لمكافحة العنصرية، جنبا إلى جنب مع قوى السلام اليهودية.

وتكلم عضو الكنيست نيتسان هوروفتش، الذي قال: إن مئات الألوف من اليهود في إسرائيل يخجلون من العنصرية المتفاقمة في المجتمع اليهودي. وحمل هو أيضا السياسيين مسؤولية هذه العنصرية. وقال: لدينا كنيست (برلمان) عنصري يسن القوانين العنصرية بسرعة مذهلة. وأضاف: «أنا لا أستغرب الاعتداءات والجرائم التي تُرتكب ضد مواطنين عرب أو حتى ضد يهود إثيوبيين أو ضد يهود شرقيين؛ لأنه من المفترض أن تكون القيادة مثلا يحتذى، لكنها تدير سياسة عنصرية ويتنافس أقطابها من يكون عنصريا أكثر، حتى يجرف الأصوات من الناخبين اليهود والعنصريين».

أما الأمين العام لحركة «سلام الآن»، يريف أوفنهايمر، الذي عدد أسباب انتشار العنصرية ضد العرب، فقال: إن الحكومة الإسرائيلية تخرب، بشكل متعمد، في عملية السلام وتؤجج العداء للعرب، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، يروج للأفكار العنصرية ويتهم أنصار السلام اليهود بالخيانة، ورئيس الحكومة اليمينية، بنيامين نتنياهو، عاجز وكل همه هو كيف يبقى رئيس حكومة.