إسرائيل تهدد بتصعيد العمليات ضد المقاومة الفلسطينية داخل غزة وخارجها

الجيش الإسرائيلي قال إن عمليات نقل السلاح تتم حاليا في ظل غياب أجهزة الأمن المصرية

TT

هددت إسرائيل بتصعيد هجماتها العسكرية ضد حركات المقاومة في قطاع غزة وخارجه، دون أن تتحول هذه الهجمات إلى مواجهة شاملة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال قولها إن الجيش الإسرائيلي سيقوم بشكل ممنهج باستهداف مخازن التسليح وطرق نقل الأموال وتشديد الضربات على أنفاق رفح التي يتم عبرها نقل الأسلحة إلى قطاع غزة. وادعت القيادة الجنوبية أن عمليات نقل السلاح تتم حاليا في ظل عدم وجود أي نوع من الرقابة من قبل أجهزة الأمن المصرية، محذرة من أن هناك احتمالا بأن يتم تهريب أسلحة تخل بالتوازن القائم حاليا بين الجانبين. وتوعدت القيادة العسكرية بأن يقوم الجيش الإسرائيلي بتوجيه ضربات استباقية ضد أهداف المقاومة خارج حدود قطاع غزة. وأشارت الإذاعة إلى أن إسرائيل أبلغت الحكومة المصرية بقلقها مما يحدث على حدود غزة ونيتها عدم السماح بتهديد أمنها، ولو أدى الأمر إلى تنفيذ عملية كبرى بالقطاع، في أعقاب قصف مدينتي نتيفوت وبئر السبع بصواريخ جراد الأسبوع الماضي. وأكدت الإذاعة أن أكثر ما أثار القلق في الدائرة العسكرية هو دقة إصابة الصواريخ التي أطلقت من القطاع التي تدلل على «مهارات تدريب عالية اكتسبت خارج القطاع».

وادعت المصادر العسكرية أن الفصائل الفلسطينية تحاول اختبار قوة رد الجيش الإسرائيلي عبر إطلاق الصواريخ وتقييم رد الفعل الإسرائيلي، لا سيما بعد التطورات المتلاحقة في العالم العربي التي أدت إلى سقوط أنظمة أقامت علاقات حساسة سرية وعلنية مع إسرائيل. من ناحية ثانية رأى المعلقان العسكريان في صحيفة «هآرتس» آفي سيخاروف وعاموس هارئيل أن حركة حماس غير متحمسة لمواجهة الجيش الإسرائيلي في الوقت الراهن، وأن الفرص جيدة الآن لوقف التصعيد في قطاع غزة خلال أيام معدودة.

وفي مقال تحليلي مشترك، قال سيخاروف وهارئيل إن قيام عناصر من حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ جراد على مدينة بئر السبع لم يكن بقرار من قيادة الحركة، بل كرد فعل عاطفي من قبل بعض عناصر الجناح العسكري للحركة، ردا على قيام إسرائيل بقتل أحد زملائهم. وأضاف المعلقان: «تبين من المعلومات المتراكمة، أنه ليس فقط الجيش الإسرائيلي الذي قد تفاجأ من هذا القصف، وإنما أيضا قيادة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في القطاع، حيث لم تكن هناك أي معلومات مسبقة عن نية الخلية قصف مدينة بئر السبع». وأضافا «تبين لنا الآن أن الجهاد الإسلامي يمتلك على مستوى الميدان، صواريخ جراد كثيرة جاهزة لضرب أهداف على بعد 40 كيلومترا من داخل قطاع غزة». من ناحيته قال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, إن الاحتلال يحاول منذ عدة أشهر تضخيم قدرات المقاومة والادعاء بأنها تملك إمكانات متطورة، خصوصا على المستوى الصاروخي, معتبرا أن ادعاءات الاحتلال تهدف لتبرير عمليات القصف والتوغلات التي لم تتوقف خلال المدة الماضية. وحول مزاعم الاحتلال بحيازة سرايا القدس على صواريخ صينية الصنع قال أبو أحمد: «نحن من جانبنا لا نستطيع أن نؤكد أو ننفي هذه المعلومات، ولكن ما نستطيع أن نؤكده هو أن لدى المقاومة ما تستطيع من خلاله أن تؤلم العدو». واعتبر أن تهديدات الاحتلال للمقاومة الفلسطينية ليس جديدا، وهو عبارة عن سلسلة من التصريحات المتتالية التي تخرج من دوائر سياسية وعسكرية لدى العدو، وتأتي في مجملها كجزء من الحرب النفسية التي يخوضها العدو ضد المقاومة ومحاولة خلق رأي عام معاد لها.