بارزاني: لن نسمح لأقلية سياسية بفرض نفسها على الشعب

رئيس إقليم كردستان: التظاهر حق للجميع

TT

وجه رئيس إقليم كردستان وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني من مقر إقامته في أوروبا التي يوجد فيها لزيارة رسمية برسالة سلام إلى شعبه حث فيها الجميع على التهدئة وإعادة الحياة الطبيعية إلى كردستان، مشيرا إلى أن «الشعب الكردي عانى وقاسى الكثير من الويلات والمصائب، وآن له أن يرتاح في ظل الأمن والاستقرار»، مؤكدا أنه «لا مكان للفوضويين الذين يستخدمون العنف ويستغلون مشاعر الناس لتخريب الأوضاع في كردستان».

وقال رئيس الإقليم في رسالة وجهها إلى شعبه: «أتابع وشعبي بأسف بالغ، الأحداث التي تجري في كردستان والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء، وفي الوقت الذي يحز في نفسي وقوع أي شخص جراء هذه المأساة التراجيدية غير المقبولة، أجد أن هناك البعض ممن يستغلون هذه التراجيديا لخدمة مصالحهم الذاتية، ولذلك أريد أن أبين موقفي لكل من يحب كردستان بهذا الصدد وأؤكد منذ البداية أن الشعب الكردستاني خلقهم الله سواسية، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية والعرقية، وتبعا لذلك يجب أن يكونوا متساوين أمام القانون، ومن هذا المنطلق أعتقد أن من حق الجميع أن يتظاهر ويخرج للشوارع ليطرح مطالبه المشروعة بشكل سلمي وحضاري، ومن حق الجماعات أن تشكل أحزابها، كما من حق الشعب أن ينتخب الحزب الذي يراه أهلا لتمثيله في الحكومة، ورغم أننا قد نختلف في الرؤى والمواقف السياسية، فإنه ينبغي ألا يؤثر هذا الاختلاف على وحدتنا وأخوتنا، وعلينا أن نحترم التجربة الديمقراطية في كردستان، لأنها وفرت لنا هذه الفرصة للتعبير عن أنفسنا وحاجاتنا ومطالبنا، ونحن نؤمن بأن صوت الشعب هو الذي يقرر مصير أي عملية سياسية، وبذلك لا يجوز أن نسمح لأقلية سياسية بأن تقلب الحقائق وتستغل هذه الحقوق الديمقراطية لفرض نفسها على الشعب ومصادرة حريته في الاختيار والتعبير، لأن ذلك سيعرض جميع المكاسب التي حققناها طوال السنين الماضية إلى مخاطر حقيقية، كما يهدد تجربتنا الديمقراطية التي قدمنا من أجلها تضحيات جسيمة». وأكد بارزاني أن «بديل الديمقراطية والاستقرار هو الديكتاتورية والفوضى، ونحن لا يمكن أن نسمح بظهور ذلك البديل، لأن جميع أبناء العراق ذاقوا مرارة الحكم الديكتاتوري ونتائجه الوخيمة على الشعب، ولذلك نؤكد أننا لن نسمح بعودة هذا النظام السياسي إلى بلدنا وسنحافظ على القيم التي ناضلنا من أجلها».

وفي السياق نفسه، ثمن نيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، موقف أبناء مدينة أربيل بتحويل مظاهرات يوم الغضب العراقي الجمعة الماضي إلى كرنفال فرح وتجديد البيعة لقيادة رئيس الإقليم. وتعهد نيجيرفان بارزاني بالعمل الجدي في المرحلة القادمة لخدمة الأحياء الشعبية والفقيرة، لأن أبناء هذه المناطق هم الذين قادوا كرنفال الفرح الكردستاني ويستحقون كل الخير منا. وقال في مؤتمر صحافي عقده في الفرع الثاني للحزب بأربيل، إن «الكرنفال الشعبي الذي شهدناه في أربيل يوم الجمعة والذي قاده أبناء المناطق الشعبية والفقيرة في المدينة يدفعنا إلى بذل أقصى جهودنا من أجل خدمة شعبنا، وخصوصا أبناء الأحياء الفقيرة، فما فعلوه يوم الكرنفال يحثنا على العمل الجدي لمعالجة النواقص هناك، وأتقدم إليهم بالشكر والعرفان باسم رئيس حزبنا وكذلك للإخوة في محافظة دهوك الذين حافظوا على أمن واستقرار مدينتهم، وأدعو إخواننا في السليمانية أيضا إلى تهدئة الموقف وأن يقدموا مطالبهم بشكل سلمي وحضاري، بعيدا عن ممارسة العنف، وأن يسعوا لتطبيع أوضاع المدينة لكي تنعم كردستان برمتها بالأمن والسلام».

ورحب نيجيرفان بارزاني بالمبادرات السلمية للتصالح بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير. وقال: «نحن على علم بالمحادثات التي يجريها الإخوة في الاتحاد الوطني وحركة التغيير ونأمل أن تتوج بنتائج إيجابية لما فيه مصلحة الطرفين وخير الشعب الكردستاني، ونرحب بكل خطوة إيجابية تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في كردستان». ودعا وسائل الإعلام إلى القيام بدور إيجابي في تهدئة الأوضاع من خلال نقل الحقائق والتعامل بمهنية ومسؤولية مع الوضع الراهن».