3000 متظاهر تحدوا الأمطار مطالبين بإسقاط النظام الطائفي في لبنان

المنظمون: رسالتنا الأولى وصلت ومستمرون في الاحتجاج

TT

رغم الأمطار الغزيرة والطقس العاصف الذي خيم على لبنان أمس، فقد أصر المتظاهرون أو من سموا أنفسهم «شباب الفيس بوك» على عدم التراجع وعلى المضي بمظاهرتهم من أجل إسقاط النظام الطائفي.

في الساعة الثانية عشرة ظهرا كانت الجموع قد بدأت تتكاثر عند كنيسة مار مخايل، حيث ضرب المتظاهرون لبعضهم موعدا للانطلاق. نحو 3 آلاف شخص تجمهروا، آتين بيافطاتهم المنددة بالطائفية ونظامها الفاسد والغلاء والبطالة، رافعين أعلامهم اللبنانية التي سرعان ما اضطروا لاستبدالها بالشماسي الواقية من الأمطار التي أخذت تغسلهم غسلا. وكتب أحدهم على الـ«فيس بوك» بعد ذلك، تعليقا على هذا المطر الذي انهمر بشراسة على المتظاهرين: «وكأنما كل الطوائف أقامت صلاة الاستسقاء ضدنا لإعاقة تحركنا».

وإذ تمكنت المظلات من حماية الرؤوس شيئا ما، فإن السيول وبرك المياه التي امتلأت بها الطرقات التي سلكوها طافت على الأقدام. فمن كنيسة مار مخايل إلى «بيروت مول»، حيث وصلت المظاهرة، كانت عيوب النظام بادية على حالة الطرقات التي لم تخل من حفر وركود المياه، وتراكم الطين. ونادى المتظاهرون «14 و8 خلوا البلد دكانه»، و«الشعب يريد إسقاط النظام» غير آبهين بصعوبات المسير، وإن عبر البعض عن أسفه لعدم تمكن الكثيرين من الوصول بسبب رداءة الطقس، وإلا لكان العدد قد تضاعف.

ووجد المتظاهرون تشجيعا وتصفيقا من المارة في الشوارع التي مروا بها، وقال أحمد شدياق، وهو أحد المنظمين للمظاهرة: «إنها رسالة أولى، وقد أوصلناها، لا يهم أن نكون ثلاثة آلاف أو عشرة أو حتى ألف شخص، فما هي إلا بداية، ونحن مصممون وسنواصل المظاهرات والاعتصامات حتى يتم الاستماع لمطالبنا. وأنا على ثقة بأن تحركنا سيكبر حتى يبلغ مداه». وقال شدياق: «أثبتنا اليوم للجميع أننا لسنا شيوعيين ولا حزبيين، نحن مستقلون وعلمانيون ولا علاقة لنا بأحزاب وتيارات، ولا علاقة لنا بأي تنظيم من أي نوع كان».

وجدير بالذكر أن عددا من السياسيين أبدوا تأييدهم لمثل هذا التحرك، فقد قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود، الذي كانت له مبادرات كثيرة في اتجاه تنمية المجتمع المدني على حساب التقسيم الطائفي، ولم يصغ له بالقدر الكافي: «لو لم أكن في موقع رسمي لشاركت في المظاهرة». كما علق وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون أثناء متابعته للمظاهرة، وهو يظهر على إحدى المحطات اللبنانية أمس، بأنه من عائلة ترفض الطائفية السياسية، وأنه لا يختلف مع المتظاهرين في ما يطالبون به. وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قبل أيام قد قال في مقابلة متلفزة له، إن النظام السياسي الطائفي اللبناني يجب أن يتغير، ويتمنى أن يكون ابنه تيمور أحد المشاركين في هذا التغيير.