شهود عيان في مصراتة: القذافي أرسل ميليشياته قبل الاحتجاجات بثلاثة أيام لإرهابنا

قالوا لـ «الشرق الأوسط» : الحياة متوقفة والغذاء والدواء قد ينفدان في أي وقت

TT

قال شهود عيان ليبيون من المشاركين في العمل الميداني بمدينة مصراتة الليبية إن العقيد معمر القذافي بعث بمجموعة من أنصاره من اللجان الثورية يوم 14 فبراير (شباط) الحالي قبل الاحتجاجات لتحذير المواطنين من الخروج في مظاهرات يوم 17 من الشهر ذاته.

وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المجموعات قامت باستفزاز جموع الشعب بالسير بسياراتهم بسرعة كبيرة في الشوارع وإطلاق الرصاص في الهواء، وهو ما دفع الشعب الليبي للرد والاستمرار في المظاهرات وطرد هذه المجموعات بعد الاستيلاء على أسلحتهم».

وقال شهود عيان: «إن المواطنين في مصراتة انطلقوا في مسيرات تطالب بإسقاط النظام»، في حين أنهم في البداية كانوا فقط يطالبون بإصلاحات اجتماعية عادية، ولكن الاستفزاز دفع الشعب الليبي لحرق صور القذافي وبدأ الاشتباك بين اللجان الثورية المسلحة والمواطنين العزل، الذين رفعوا شعارات «لا للفساد، ونعم للوحدة والحرية».

وأشار شهود العيان إلى أنه بعد ثلاثة أيام من الكر والفر، سحب النظام الليبي لجانه إلى خارج مدينة مصراتة، وقالوا: «لكن الكتائب الأمنية تواصل غاراتها بين وقت وآخر وتقوم بالقتل العشوائي».

وأضاف الشهود «الحياة متوقفة في مصراتة.. لا مدارس ولا مصارف وحتى الخدمات والغذاء والدواء قد تنفد في أي وقت دون إمداد»، وأشاروا إلى أن المدينة محصنة بالأسلحة التي استولى عليها المواطنون بعد طرد الكتائب الأمنية.

وقال أحد شهود العيان الذين تحدثت معهم «الشرق الأوسط»: «تكفي القذافي 42 عاما، وعليه أن يسلم الحكم لحكومة انتقالية ويذهب القذافي إلى حال سبيله في مكان يجنب ليبيا الحروب الأهلية بين القبائل». متسائلا «لماذا العنف والقتل؟ وهل المطلوب إما أن يجلس في الحكم أو يبيد الشعب؟».

وأضاف «كان ممكنا أن يقوم القذافي بتعديلات وبحلول سلمية وليست قمعية وأن يعامل الشعب بكرامة، لا أن يتهمهم بتعاطي حبوب الهلوسة». وقال «نحن نريد الحرية والكرامة ولا يعقل أن يكون القذافي هو السيد ونحن العبيد، لا بد أن يحترم كرامة وحقوق وحريات شعبه».

وتابع قائلا: «إذا كان القذافي لا يمتلك أي صلاحيات وليس برئيس كما يقول، فأين الحكومة التي تدير البلاد؟ ولماذا لم نشاهد أيا منهم طوال الأزمة؟، وبأي صفة يظهر علينا القذافي وأولاده؟»، وطالب شاهد عيان القذافي بأن يترك الشعب الليبي ليقرر مصيره، بعيدا عن التدخلات الخارجية وما تتعرض له البلاد حاليا من دمار وخراب.

وتساءل قائلا: «لماذا يصر القذافي على الرحيل بشكل مهين إلى مزبلة التاريخ؟ وكان من الممكن أن يرحل كقائد بكرامة ويسجل له التاريخ عظمة القائد»، وانتقد الوضع السيئ الذي تعيشه ليبيا، بدءا من النظام، ومرورا بشعب وثروات ليبيا الطبيعية.

وقال: «إن القذافي سيذهب إلى القائمة السوداء بعد إحداث جرائم وخسائر وإشعال الفتنة بين الجميع»، وطالب القذافي بأن «يضع ليبيا فوق الجميع وألا يضيع ما بناه حتى تعود البلاد إلى الأفضل». وأضاف «السفينة تغرق لأن ربانها انتهى، ومن المفترض أن يسلم قيادة السفينة لربان يقود البلاد إلى بر الأمان أو شاطئ آمن».