طالب طرابلس بالامتناع عن العنف والتوصل لتسوية فورية مع القوى المعارضة

أبو الغيط: مصر ترفض أي عمل عسكري أجنبي ضد ليبيا

TT

أعربت مصر، أمس، رفضها لأي تدخل عسكري ضد ليبيا، قائلة على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط: «نحن لا نوافق على أي عمل أجنبي عسكري ضد أي دولة عربية، لكن نطالب السلطات الليبية نفسها بأن تمتنع عن العنف، وأن تسعى إلى التوصل لتسوية فورية على الأرض مع القوى المعارضة على الأرض التي أثبتت قدرتها وفاعليتها».

وفيما يتعلق بوجود مخاوف من حدوث تدخل أجنبي في ليبيا، قال أبو الغيط الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأسترالي كيفن براد عقب اجتماعهما في القاهرة أمس، إن «مجلس الأمن بصدد إصدار قرار ولم نرصد نيات في هذا الصدد، وإنما الحديث بين القوى الغربية وأعضاء حلف الأطلسي على بعض الإجراءات التي يمكن التفكير في اتخاذها، من بينها على سبيل المثال، منع الطيران الليبي من الطيران فوق الأراضي الليبية».

وقال أبو الغيط: «أعتقد أن جامعة الدول العربية اتخذت موقفا حازما لأول مرة في تاريخها بمنع المشاركة الليبية وتجميدها لفترة من الزمن في أعمال الجامعة»، مؤكدا أن محور التركيز المصري الآن تجاه الأوضاع في ليبيا مركز على كيفية إعطاء الفرصة للمصريين للخروج من ليبيا. وقال: «دعونا نركز على إخراج أولادنا وأبنائنا من ليبيا، وهذا هو محور التفكير المصري الآن».

وأعرب أبو الغيط عن أمله في أن تساعد السلطات الليبية في خروج المصريين من ليبيا، مشيرا إلى أن هناك صعوبات شديدة في الحصول على تصاريح للطائرات المصرية لاستقدام المواطنين المصريين. وقال أبو الغيط: «نطلب من سلطات مطار طرابلس والسلطات الليبية على الحدود مع تونس أن تقيم خياما لإتاحة الفرصة للمصريين لاستخدامها في ظروف جوية بالغة الصعوبة».

وأشار أبو الغيط إلى وجود مكتب لوزارة الخارجية المصرية يعمل في مطار طرابلس بالتعاون مع (مصر للطيران)». وناشد المصريين أن يذهبوا إلى هذا المكتب بقلب منفتح على أولوية الوجود والحجز، لأنه لا يمكن التنازع أو التصارع.

وحول إغلاق الحدود الليبية - التونسية أمام المصريين، قال أبو الغيط، إن «الحدود الليبية - التونسية مفتوحة، حيث ضغطت السفارة المصرية في طرابلس من أجل فتح الحدود أمام المصريين، كما أجرى اتصالات بكبار المسؤولين الليبيين، وتم فتح الحدود وبدأ المصريون مرة أخرى في العبور إلى داخل تونس، ووجدوا استضافة تونسية رائعة»، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات هاتفية بوزيري خارجية تونس والجزائر، لأن هذين البلدين كشفا عن معدن حقيقي للعروبة والإسلام، لأنهما وقفا مع أبناء مصر والجالية المصرية، مشيرا إلى الجزائريين استضافوا المصريين وقدموا لهم الإعاشة والغذاء وأتاحوا لهم الفرصة للمغادرة، وهو نفس الموقف الذي اتخذه التونسيون.

من جهة أخرى، وصف أبو الغيط زيارة براد للقاهرة بأنها زيارة مهمة، لأن أستراليا لها قدرة تأثير على القوة الغربية. وقال: «يتحدثون عن تشجيع الاستثمارات ويتعاونون مع البنك الدولي لكي يكون الجهاز المتقدم للتعاون مع مصر، وتجميع كافة القدرات في دعم الاقتصاد المصري في الفترة الحساسة المقبلة، لأن مصر تحتاج إلى كل هذا الدعم»، مشيرا إلى أنه أكد لنظيره الأسترالي أن مصر تغيرت وأنها تتجه وبقوة نحو بناء ديمقراطية قوية قادرة على الانضمام للديمقراطيات العظمى في العالم.

من جانبه، قال كيفن براد، إن الفترة التي فصلت ما بين زيارته السابقة لمصر قبل شهرين والآن شهدت تغييرات كبيرة، موجها شكره لوزارة الخارجية المصرية لمساعدتها للأستراليين الموجودين بالقاهرة خلال أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ووجه التهنئة للشعب المصري لأنهم عبروا عن اهتمام قوي بالديمقراطية وإنشاء ديمقراطية في مصر.

ولفت براد إلى إنه زار ميدان التحرير والتقى عددا من الشباب المصري الموجودين بالميدان. وقال: «إن مصر بلد عظيم وما يحدث فيها له تأثير كبير على الشرق الأوسط وعلى جميع أنحاء العالم»، موضحا أن أستراليا ليست صديقة في الأوقات الطيبة فقط، لذلك فهي تعتزم أن تعمل مع مصر في مجالات طويلة الأمد بالنسبة لتشجيع الديمقراطية والاقتصاد وكافة المجالات».