مقتل شخصين وجرح 17 آخرين وحرق محلات تجارية وبنوك

حوادث عنف في مدينة الداخلة الصحراوية والسلطات المغربية تتهم البوليساريو

TT

قالت السلطات المغربية إن جبهة البوليساريو تقف وراء أحداث شغب في مدينة الداخلة، التي تقع في أقصى جنوب الصحراء قرب الحدود المغربية الموريتانية، وتعد ثاني أكبر مدينة في المنطقة بعد مدينة العيون، وكانت مدينة الداخلة شهدت الليلة قبل الماضية أحداث عنف أثناء مهرجان فني حضرها عدد من الوزراء، وأدت تلك الأحداث وتداعياتها إلى مقتل شخصين وجرح آخرين، وفي الوقت نفسه إحراق فروع مصارف ومتاجر وعدة سيارات.

وقال حميد شبار والي (محافظ) إقليم وادي الذهب إن «عناصر انفصالية» وهي إشارة لمؤيدي البوليساريو يتحملون مسؤولية أحداث الشغب التي وقعت الليلة قبل الماضية. ونسب إليه قوله: «إن عناصر انفصالية حاولت استغلال شجار وقع بين بعض الشباب ليلة السبت للمس بالاستقرار الذي تنعم به المنطقة» وأوضح شبار خلال لقاء صحافي «أن العناصر الانفصالية التي استفادت من مناخ الحرية الذي تنعم به البلاد، حاولت توظيف وتضخيم هذه الأحداث». وأشار المسؤول المغربي إلى أن 17 شخصا أصيبوا بجروح، وقال إن 4 سيارات أحرقت بواسطة قنينات غاز، كما تم خلال هذه الأحداث تخريب واجهات بعض المحلات التجارية وفروع بنكية، وقال إن قوات الأمن تدخلت لاحتواء هذه الأحداث وضمان أمن السكان والمواطنين والمشاركين في مهرجان «البحر والصحراء» وأكد حميد شبار أن الوضع عاد إلى طبيعته. وفي وقت لاحق نسبت وكالة الأنباء المغربية إلى شهود عيان أن سيارة رباعية الدفع كان على متنها 5 أشخاص دهست بشكل متعمد شخصين الليلة قبل الماضية في الداخلة وهي عاصمة إقليم «وادي الذهب»، قبل فرارها ما تسبب في مقتل أحدهما وإصابة الآخر إصابات بليغة، وذكر أن حميد الشرفي تاجر الخضراوات (53 سنة) يتحدر من الصويرة لقي حفته، في حين يوجد إبراهيم أوعشير (22 سنة) يتحدر من مكناس في وضع حرج بمستشفى الحسن الثاني في الداخلة. وفي غضون ذلك، نظم سكان عدد من أحياء الداخلة، الذين تضرروا من أعمال التخريب، وقفة احتجاجية لاستنكار هذه الأعمال، مطالبين بفتح تحقيق قضائي.

يشار إلى أن هناك تضاربا للروايات حول أسباب اندلاع أحداث الداخلة، ففي الوقت الذي أفاد فيه بيان «تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان»، وهو هيئة متعاطفة مع البوليساريو بأن المواجهات اندلعت بين مناصرين للمغرب ومؤيدين للبوليساريو، عقب انتهاء إحدى فقرات مهرجان المدينة في ساعة مبكرة من صباح السبت. وقالت إن عدة عائلات صحراوية تعرضت لهجوم من أشخاص قاموا في الثالثة والنصف فجر السبت بمهاجمة منازل المدنيين وإحراق وتكسير سياراتهم في بعض الأحياء مما أدى إلى إصابة نحو 12 شابا بجروح متفاوتة الخطورة وإحراق 13 سيارة وتكسير وتهشيم أكثر من 30 سيارة أغلبها من سيارات الدفع الرباعي، طبقا لما أورده البيان. بيد أن مصادر أخرى قالت إن الأمر كان يتعلق باحتجاجات ذات مطالب اجتماعية لمواطنين يتحدرون من شمال المغرب لتوفير متطلبات اجتماعية بحي «الرحمة» الذي يسكنون فيه، قبل أن تتسلل وسطهم فئات كانت تلوح بأعلام البوليساريو مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين.