«العدل والإحسان» تقول إنها محاولة لتشويه الجماعة وتنفي التهمة

الشرطة الإيطالية تعتقل مغاربة خططوا «لمعاقبة بابا الفاتيكان» بسبب اعتناق صحافي مصري المسيحية

TT

دحض مصدر في جماعة العدل والإحسان الأصولية المحظورة رواية أعلنتها الشرطة الإيطالية عقب إلقاء القبض على ستة مغاربة، قالت إنهم كانوا يعتزمون «معاقبة البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان، لأنه بارك اعتناق صحافي مصري للديانة المسيحية».

وقال محمد السالمي، عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية ومنسق الهيئة الحقوقية للجماعة، أمس لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على ما أعلنته الشرطة الإيطالية: «هذه محاولة لتشويه سمعة الجماعة في إيطاليا، سبقتها محاولات أخرى، وكانت النتيجة اعتقال أشخاص آخرين وبرأتهم المحاكم الإيطالية». وكانت الشرطة الإيطالية قد حددت إقامة خمسة مغاربة في مدينة بريشيا في شمال إيطاليا في منازلهم، في حين اعتقلت الشخص السادس، دون أن تكشف عن هوية الموقوفين، واكتفت بالقول إنهم مغاربة ينتمون لجماعة العدل والإحسان المغربية المحظورة.

وفي السياق نفسه، قال السالمي إن «الجماعة ليست لها امتدادات تنظيمية في الخارج، بيد أنه قال أيضا هناك جمعيات مستقلة تستفيد من فكر جماعة العدل والإحسان»، مرجحا أن الأشخاص الذين اعتقلوا ربما كانوا أعضاء في الجماعة قبل انتقالهم إلى إيطاليا، وقال في هذا السياق «من المحتمل أن تكون لهم علاقة بالجمعيات التي تستفيد من فكر العدل والإحسان»، على حد قوله.

وقال السالمي إن عملية اعتقال مجموعة سابق من المغاربة في إيطاليا بتهمة الانتماء للجماعة، جاءت في أعقاب نجاح الجمعيات المستقلة في تنظيم أداء فريضة الحج لعدد كبير من المهاجرين المغاربة، وحكم عليهم آنذاك بالبراءة. وعبر السالمي عن اعتقاده بأن الاعتقالات التي طالت ستة أشخاص جاءت بسبب مشاركة الجماعة في المظاهرات التي جرت في 20 فبراير (شباط) الحالي في المغرب، وكذلك في بعض الدول الأوروبية منها إيطاليا، وأضاف يقول «وصلتنا الرسالة وهي رسالة فاشلة»، مؤكدا أن العدل والإحسان «ضد العنف وتدين ارتكابه من أي جهة كانت».

وكانت الشرطة الإيطالية قد قالت إن الأشخاص الستة كانوا يعتزمون إلى جانب «معاقبة البابا» الحث على الكراهية الدينية والعنصرية.

وقال بيان أصدرته أمس إن الأشخاص الستة «يشتبه في قيامهم بتكوين مجموعة هدفها الحث على التفرقة والكراهية العنصرية والدينية, إلى جانب العنف والجهاد ضد المسيحيين واليهود».

ولم تحدد الشرطة أسماء المعتقلين، في حين قال السالمي إنهم لا يعرفون أسماءهم، مشيرا إلى أنهم «يعكفون حاليا على دراسة الأمر للإحاطة به من جميع جوانبه»، ومضى قائلا: «كل من ينتمي للجماعة لا يمكنه أن يتبنى سياسة العنف». وقال إن معلوماتهم تفيد بأن المجموعة اعتقلت لأنهم كانوا يدربون أبناءهم على القيم الإسلامية، وزاد «سيكون أمرا خطيرا ضد الإسلام إذا تعرض أي مسلم للاعتقال لأنه يعلم أبناءه القيم الإسلامية».

يشار إلى أن الصحافي الإيطالي المسلم، مجدي علام، الذي كان يعمل آنذاك كاتب مقالات افتتاحية صحيفة «كورييري ديلا سيرا» تم تعميده من طرف البابا بنديكتوس السادس عشر في مارس (آذار) عام 2008, حيث برر آنذاك اعتناقه للمسيحية بأن الإسلام «عنيف فيزيولوجيا وعدائي تاريخيا»، على حد زعمه. وقالت الشرطة إنها عثرت على «الإشارة إلى البابا» ضمن مفكرة مخبأة في باطن سترة أحد الموقوفين.