رئيس إدارية أبيي لـ«الشرق الأوسط»: ميليشيا المسيرية العربية وراء هجوم دامٍ في المنطقة

السودان يعيد فتح حدوده مع ليبيا بعد نحو 8 أشهر من إغلاقها

TT

قرر السودان أمس إعادة فتح المعابر الحدودية بينه وبين ليبيا، المغلقة منذ يوليو (تموز) الماضي، وذلك لتسهيل عودة رعاياه من هذا البلد الذي يشهد حركة احتجاج دامية.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية السودانية أن الوزير إبراهيم محمود حامد أصدر قرارا «بفتح المعابر الحدودية بين جمهورية السودان والجماهيرية الليبية، تسهيلا لعودة الرعايا السودانيين القادمين من ليبيا». وأضاف البيان أن «السلطات بدأت تنفيذ القرار وتم تشكيل غرف عمليات لتسهيل إجلاء السودانيين من ليبيا».

كان السودان قد أغلق حدوده مع ليبيا في 1 يوليو 2010 لمنع مرور متمردي دارفور من الأراضي الليبية إلى داخل السودان. وبقيت الحدود مغلقة منذ ذلك الحين. والأسبوع الماضي أكد المتحدث باسم الخارجية السودانية خالد موسى أن عددا من عناصر الحركات المتمردة في دارفور يعملون كميليشيات في قمع التظاهرات في ليبيا. وأول من أمس وصل إلى الحدود السودانية - المصرية ألف سوداني قدموا من ليبيا عبر معبر السلوم شمال مصر. ويقدر عدد السودانيين المقيمين في ليبيا بنحو 500 ألف سوداني.

من جهة ثانية، اتهم رئيس إدارية أبيي، المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، دينق أروب، ميليشيات من قبيلة المسيرية الموالية للدفاع الشعبي التابع للحكومة بمهاجمة منطقة «وداج» الواقعة شمال مدينة أبيي الغنية بالنفط صباح أمس، وأدى الهجوم إلى مقتل 7 من أفراد الشرطة وإصابة 4 آخرين حالتهم خطيرة.

وقال أروب لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات المسيرية قد تجاوزت موقع القوات المشتركة المدمجة بين جيشي الشمال والجنوب بموجب اتفاقية السلام. وأضاف أن الميليشيات قامت بالهجوم على موقع للشرطة المشتركة، وقال إن الهجوم أسفر عن مقتل 7 من أفراد الشرطة وإصابة 4 آخرين حالتهم خطيرة نقلوا للعلاج في مستشفي أبيي، مشيرا إلى أن ميليشيات المسيرية - ذات الأصول العربية - هي التي هاجمت المنطقة على الرغم من وجود اتفاق موقع بين سلاطين الدينكا الأفريقية مع المسيرية.

وقال إن اتفاقا آخر تم بتوقيع وزيري الداخلية في الحكومة المركزية وجنوب السودان. وأضاف: «كان هناك وجود لعناصر على المستوى المحلي لقبيلة المسيرية من بينهم عيسى بشري وغيره، يقفون وراء تسليح ميليشيات المسيرية». وتابع: «هؤلاء غير راضين عن الاتفاق القاضي بإعادة نشر القوات المدمجة في المنطقة». وقال إنه قطع زيارته إلى واو بعد أن وصل إلى ولاية واراب. وأضاف: «إننا وضعنا خططا للتعايش السلمي في الوقت ذاته الذي اتجهت فيه ميليشيات المسيرية لشن هجوم».

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الحركة الشعبية في أبيي وور مجاك أكول في بيان صحافي له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: إن ميليشيا تابعة لقبيلة المسيرية هاجمت بقوة كبيرة منطقة توداج، الواقعة شمال منطقة أبيي، مما أدى إلى مقتل 7 من أفراد الشرطة وجرح 4 آخرين، معتبرا أن الهجوم خرق للاتفاقيتين الموقعتين بين قبيلتي الدينكا والمسيرية وبين وزيري داخلية الشمال وجنوب السودان. وقال: إن الشرطة تعقبت المهاجمين وأبعدتهم عن المنطقة، متهما المؤتمر الوطني بتحريض المسيرية، خاصة التصريحات الأخيرة من مستشار البشير للشؤون الأمنية صلاح قوش، داعيا إلى تقديم الجناة إلى المحاكمة، محملا القوات المسلحة الحكومية مسؤولية الهجوم وإمداد الميليشيات بالأسلحة الثقيلة التي تم استخدامها في ذلك الهجوم.. وقال: على القوات المشتركة المدمجة أن تلعب دورها في حماية المواطنين.