رياح التغيير تهدد «مكتب إرشاد إخوان مصر» بعد ثورة 25 يناير

نائب المرشد السابق لــ«الشرق الأوسط»: يجب التخلص من مفهوم «الإرشاد وثقافة الأبوة»

TT

لم تسلم جماعة الإخوان المسلمين في مصر من رياح التغيير التي هبت على البلاد منذ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت بالإطاحة بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي تخلى عن حكم البلاد تحت الضغط الشعبي. وتواجه قيادات الجماعة التي تتمتع بحضور قوي في الشارع، انتقادات حادة من شباب «الإخوان» الذين أسهموا بدور ملحوظ في الثورة المصرية.

ويطالب شباب «الإخوان» بزيادة مساحة مشاركة الشباب في الدرجات التنظيمية داخل الجماعة، ومشاركة «الأخوات» في الدرجات التنظيمية المختلفة، وتطوير المناهج التربوية للجماعة والآليات الإعلامية.

ونقلت تقارير إعلامية عزم عدد من شباب الجماعة تنظيم مظاهرة أمام مكتب إرشاد الإخوان (أعلى سلطة تنفيذية) للضغط من أجل حل مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، وإعادة انتخاب هيئتهما.

وبينما هدد شباب «الإخوان» بالاعتصام حتى تحقيق المطالب، قلل الدكتور عصام العريان، عضو مكتب إرشاد الجماعة من قيمة التقارير. مشيرا إلى أن الشاب الذي قيل إنه دعا للتحرك يوم 17 مارس (آذار) الحالي عاد منذ ثلاثة أشهر فقط إلى مصر.

وقال العريان: «هذا كلام تراد به الإثارة فقط». ولفت إلى أن قيادات «الإخوان» لم تضع يوما حواجز على حرية الفكر أو التواصل مع شباب «الإخوان»، مؤكدا أنه لا أحد حريص على البقاء في موقعه.

وقال العريان: إن «كل الأفكار مطروحة على بساط البحث وشباب (الإخوان) هم عماد الجماعة وثروتها الحقيقية.. وبالتأكيد كانت الظروف السابقة تفرض واقعا بعينه في طريقة التعامل مع مقترحات الشباب، لكننا أمام واقع جديد، علينا أن نتعامل وفق مقتضياته».

من جهته، يرى الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد السابق المستقيل من مناصبه القيادية داخل الجماعة اعتراضا على الانتخابات التي جرت مطلع العام الماضي، أن هناك تغييرا جوهريا أحدثته الثورة، وقال إن «مفهوم الثورة في حد ذاته لم يكن ضمن ثقافة (الإخوان).. كنا نتعامل مع الثورة كباب للفتن يفتح الطريق أمام الغوغاء لتدمير البلد، لكن الثورة البيضاء النقية التي قام بها الشباب كسرت هذا المبدأ للأبد».

وأشار حبيب، الذي يعد أحد أكثر القيادات الإخوانية قبولا لدى قوى المعارضة المصرية، إلى أن «ثقافة الأبوة» انتهت، ومن الضروري أن تحل محلها ثقافة الأخوة والثقة، وقال إن «شباب الجماعة لا بد أن يكونوا شركاء في صناعة القرار من الآن فصاعدا».

وأوضح حبيب بقوله إنه «لا بد من التخلص من مفهوم الإرشاد.. من ينظر للبنية التنظيمية للجماعة أفقية ورأسية يجد كفاءات غير ممثلة في القيادة»، وتساءل «إذن من يرشد من؟».

وطالب حبيب بأن يتحول مكتب الإرشاد إلى مجلس للإدارة ويتحول المرشد إلى رئيس لهذا المجلس مع إدخال تعديلات أساسية على لائحة «الإخوان»، بحيث تضمن الفصل بين السلطة التنفيذية داخل الجماعة (مكتب الإرشاد) وسلطة الرقابة على المكتب (مجلس الشورى). لافتا إلى أن التنفيذيين داخل مؤسسات «الإخوان» يشكلون نحو 60 في المائة من مجلس الشورى.

وعلق الدكتور العريان على المطالبة بتغيير مفهوم «الإرشاد» بقوله «هذا تراث الجماعة، وحين قرر (إخوان تونس) طرح اسم بديل (حركة النهضة) ظل زين العابدين بن علي (الرئيس السابق) يسميهم جماعة الإخوان». وتابع العريان «كل شيء وارد، لكن أعتبر أن في هذا المطلب ما يعبر عن قصور في الفهم وربما عدم خبرة».

ونظم شباب «الإخوان» مؤتمرهم الأول بالإسكندرية قبل يومين، وناقشوا عددا من القضايا التنظيمية، وقدم المؤتمر نحو 120 اقتراحا. حيث طالب شباب «الإخوان» بضرورة وجود نسب تمثيل شبابية داخل مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة والمكاتب الإدارية ومجالس الشعب، كما طالبوا بزيادة مساحة مشاركة الشباب في اتخاذ القرار وفي الهيكل التنظيمي بالجماعة (حددوا السن بين 18 إلى 35 عاما).

كما طالبوا بتعديل آلية الترشح في الدرجات التنظيمية للجماعة بأن يسمح لكل عضو بالجماعة بأن يرشح نفسه لمناصب قيادية بالجماعة، مع طرح برنامج وورقة عمل تؤهله للترشح لذلك المنصب، على أن يتم التصويت عبر الانتخابات على تلك الترشيحات.

وطالب شباب «الإخوان» بفصل عضوية مجلس شورى الجماعة عن المكاتب الإدارية ومكتب الإرشاد، كما طالبوا بعدم قصر المناصب القيادية بالحزب المقرر تأسيسه على شيوخ التنظيم وإتاحة الفرصة للشرائح العمرية المختلفة للتمثيل داخل الحزب على كل الدرجات التنظيمية.

وتنوي الجماعة تأسيس حزب سياسي باسم «الحرية والعدالة»، واختارت الدكتور سعد الكتاتني، عضو مكتب الإرشاد، ليكون وكيل مؤسسي الحزب. وانتقد الشباب عدم المشاركة في فكرة إنشاء الحزب واختيار اسمه. كما انتقد عدد من فتيات الجماعة تهميش قسم الأخوات المسلمات في كثير من الأعمال التنظيمية، وطالبن بدمج قسم الأخوات في الدرجات التنظيمية المختلفة واللجان المختلفة.