في ختام زيارة بعثة الأمم المتحدة لمصر، التي هدفت للحوار مع الحكومة المصرية حول الدعم الذي يمكن للأمم المتحدة تقديمه لمصر؛ أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، لين باسكو، أن الأحداث التي شهدتها مصر في المرحلة الأخيرة لها أهمية كبرى في المنطقة العربية والعالم بأسره، حيث خلقت آمالا وإمكانات كبيرة، مشيرا إلى أن مصر تلعب دورا هاما في استقرار المنطقة.
وأعرب باسكو في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس بالقاهرة، عن اعتقاده في قدرة المصريين على بناء مستقبل أفضل لبلادهم، والمساهمة بعمل أفضل في المنظمة الدولية في ضوء الدور القيادي الذي تلعبه فيها، مشيرا إلى أن بعثة الأمم المتحدة أجرت خلال زيارتها لمصر مباحثات مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ووزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا حول تطورات الأوضاع بعد ثورة 25 يناير.
وأضاف أن البعثة أجرت مباحثات مع السيد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، حول التعاون بين الجانبين والتطورات التي تشهدها المنطقة، والأزمة الحالية في ليبيا التي تشكل مصدرا للقلق للشعب الليبي والأجانب خاصة المصريين الذين يعملون بها. مشيرا إلى أن البعثة لم تقابل أيا من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وذكر باسكو أن البعثة أجرت حوارا مع فريق مكون من 20 من الشباب من الإناث والذكور، الذين ساهموا في الوعي والتطورات التي شهدتها مصر، قائلا: «الشعور الظاهر لدى هؤلاء الشباب هو استمرارهم في العمل، وأن المصريين يشعرون بالفخر ببلادهم وبشبابهم».
وقال باسكو إن مباحثات البعثة الأممية في مصر أظهرت انفتاح المسؤولين المصريين وتفهمهم مؤكدا استمرار الأمم المتحدة في الحوار معها في المستقبل وتقديم الدعم لمصر. وأكد أن الأمم المتحدة تحترم المرحلة الانتقالية التي تشهدها مصر حاليا، والتي يجب أن تكون على يد المصريين ولصالح المصريين وأن يكون لها مسار مصري خالص.. مشيرا إلى أن مصر تواجه تحديات المرحلة الانتقالية التي ليست بالسهلة والتي لا بد أن تكون شاملة وتتضمن المستوى السياسي والاقتصادي.
وحول مساعدة الأمم المتحدة في الانتخابات المقبلة في مصر، أوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أن المنظمة الدولية على استعداد لتقديم الدعم الفني الذي يتضمن الإجراءات لتجنب التزوير وأمورا أخرى، مشيرا إلى استمرار الحوار مع الحكومة المصرية حول هذا الموضوع.
وتطرق باسكو أيضا للحديث عن الأزمة في ليبيا، قائلا إن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طالب باتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة الوضع في البلاد، وأن مجلس الأمن الدولي أصدر قرارا أعرب فيه عن أسفه لانتهاكات حقوق الإنسان والدعوة للتحريض والعدوان والعنف من أعلى السلطات في ليبيا وطالب بالإنهاء الفوري للعنف وباحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.
وأشار إلى أن المجلس اتخذ قرارا بتحويل المتهمين بجرائم حرب إلى المحكمة الجنائية الدولية ومنع سفر المسؤولين الليبيين وتجميد الأموال وحظر السلاح والمطالبة بحماية تطلعات الشعب الليبي والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
جدير بالذكر أن البعثة الأممية إلى مصر قد ضمت ممثلين عن قطاعات مختلفة بالأمم المتحدة مثل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ريما خلف، والأمين العام المساعد والمدير الإقليمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وآمات العليم، وممثلة المفوضية العليا لحقوق الإنسان السيدة منى رشماوي.