الرئيس الإيراني يتهم المستبدين في المنطقة بقتل أبناء وطنهم.. والمعارضة تتهمه بقمعها

رئيس مؤسسة «صدرا» للحكمة الإسلامية: العامل المؤثر وراء الأحداث في المنطقة هو انتصار الثورة الإسلامية في إيران

قائد البحرية الايرانية الأدميرال حبيب الله سياري يتحدث في مؤتمر صحافي في السفارة الايرانية بدمشق أمس (رويترز)
TT

شن الرئيس الإيراني هجوما حادا على من وصفهم بالمستبدين في المنطقة الذين يقتلون شعوبهم بالسلاح الأميركي. وأشار الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى الحوادث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مؤكدا أن الرؤساء المستبدين في المنطقة يقتلون أبناء وطنهم بأسلحة أميركية. وأفادت وكالة أنباء فارس بأن الرئيس أحمدي نجاد أعلن ذلك لدى افتتاحه قبل ظهر أمس مجمع صناعات الحليب مؤكدا أن المستكبرين بالعالم لايخشون اليوم إنتاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية قنبلة ذرية مزعومة بل إنهم يخافون من تلاحم الشعب الإيراني. وأضاف رئيس الجمهورية قائلا: «إن الأميركان الذين يخشون من الروح الإبداعية والإنسانية والأخوية للشعب الإيراني اضطروا إلى اعتماد مختلف الاساليب للحيلولة دون سرعة هذا الشعب نحو التقدم والتطور والازدهار». وتابع قائلا: «إن المستبدين الذين يقتلون أبناء شعبهم اليوم عاجزون عن إنتاج أبسط الأشياء ولذا فإنهم يعمدون إلى شراء الأسلحة الأميركية لقتل الناس الأبرياء من أجل تقوية أركان انظمتهم المتداعية». وأشار الرئيس أحمدي نجاد في جانب آخر من خطابه إلى الإرادة الوطنية لدى الشعب الإيراني مشددا على أن هذا الشعب سيحقق أهدافه نظرا لهذه الارادة القوية التي لن تلين ولا تشهد أي فتور. قال القائم بالأعمال الإيراني لدى القاهرة مجتبى أماني إن التطورات التي تشهدها العديد من البلدان العربية نتيجة التغييرات السياسية الأكثر تأثيرا في مصر وتونس ستعمل على إنشاء «شرق أوسط» جديد بمفاهيم المنطقة وليس بمفاهيم الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل. وشدد رئيس البعثة الإيرانية بالقاهرة على رفض بلاده الدعوات الأميركية التي تدعو إلى احتجاجات في بلاده وبين أن «هذه الدعوة ما هي إلا محاولات أميركية للتغطية على تأييد الشعب الإيراني للشعب المصري في ثورته التي كللت بالنجاح». ورأى أماني في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن ثورة «25 يناير» وما نتج عنها «ستحدث تغييرات إقليمية في المنطقة يمكن أن تساهم في خلق أوضاع جديدة قد تكون من نتيجتها تطوير العلاقات مع إيران». غير أن المسؤول الإيراني لفت إلى أن الظرف الحالي الذي تمر به مصر «غير مناسب لطرح موضوع تطوير العلاقات بين مصر وإيران أو البحث فيه مع المسؤولين المصريين في الوقت الراهن خاصة في أعقاب الثورة». ومن جانبه أكد رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني أن الشعب الإيراني يعتبر نموذجا لكل الحركات الإسلامية والإنسانية في العالم. وأفادت وكالة أنباء فارس نقلا عن إدارة العلاقات العامة والتشريفات في السلطة القضائية أن آية الله لاريجاني أعلن ذلك في كلمة ألقاها أمام المسؤولين بالجهاز القضائي مؤكدا أن التطورات الجارية في المنطقة تتطلب المزيد من الدراسة العميقة والدقيقة. وتابع رئيس السلطة القضائية قائلا: «قد يطول الزمان لعدة سنين لكي يطلع المفكرون والخبراء بالعلوم الاجتماعية على حقيقة الثورات العظيمة التي تشهدها بعض الدول الإسلامية في الوقت الحاضر رغم أنه يمكن معرفة أسبابها لحد ما». وأشار لاريجاني إلى عدة عوامل في إشعال جذوة الثورة الإسلامية في بعض الدول بالمنطقة وشمال أفريقيا معتبرا السبب الأساسي في اندلاع هذه الحركات هو حكم الأنظمة الديكتاتورية بالدول المذكورة.

وقال رئيس السلطة القضائية: «إن الشخص الذي يحكم بلدا ما باعتباره رئيس جمهورية لمدة 30 إلى 40 عاما ويستحوذ على كل مصادر البلاد ويدخر مليارات الدولارات في البنوك العالمية من الطبيعي أن يثير غضب وسخط شعبه لكي ينتفض بوجهه». وأضاف قائلا: «إن قائد الثورة الإسلامية اعتبر أحد أسباب ثورات الشعوب هو استهانة الحكام بشعوبهم الإسلامية التي تمتلك ثقافة عريقة وتراثا حضاريا وتاريخا مشرقا فمن الطبيعي أن لا يتحمل مثل هذا الشعب استهانة الحكام الجبابرة ويعلن ثورة تطيح به». وفي موضوع ذي علاقة أكد رئيس مؤسسة «صدرا» للحكمة الإسلامية آية الله السيد محمد الخامنئي أن كل ثورات المنطقة لها نموذج إيراني وأهداف إسلامية. واعتبر أن العامل المؤثر في التطورات الأخيرة بمنطقة الشرق الأوسط انتصار الثورة الإسلامية في إيران موضحا أن الشعب الإيراني استطاع بفضل تمسكه بالدين الحنيف الاطاحة بالنظام الملكي العميل لأميركا والصهاينة وإقامة النظام الإسلامي على انقاضه. وتتهم المعارضة الإيرانية ومنظمات حقوقية إيرانية ودولية، حكومة محمود أحمدي نجاد باستخدام القوة لقمع مظاهرات المعارضة والتضييق على الحريات العامة في إيران.