بلير يحاول إقناع نتنياهو بإرسال وفد إسرائيلي للتباحث مع «الرباعية» لاستئناف مفاوضات السلام

وزير سابق في الحكومة الإسرائيلية: الغرب ملّ من نتنياهو ومحاولاته للابتزاز

TT

يصل مبعوث «الرباعية» الدولية إلى الشرق الأوسط، توني بلير، إلى المنطقة ليحاول إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإرسال وفد عنه إلى بروكسل لإجراء محادثات معمقة حول القضايا الكبيرة لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وجاءت هذه الخطوة، في أعقاب بث تسريبات تقول إن نتنياهو لم يقرر بعد إرسال وفده وإنه دعا وزراء «السباعية» (المجموعة الوزارية التي تقود الحكومة الإسرائيلية في القضايا الاستراتيجية) إلى اجتماع عاجل صباح اليوم (الثلاثاء) للتشاور واتخاذ قرار جماعي في الموضوع. وقد أكد مصدر سياسي أن غالبية وزراء «السباعية» يعارضون إرسال الوفد، لكن مصادر إعلامية مطلعة قالت إن نتنياهو سرب هذا النبأ، في محاولة ابتزاز لكي يخفف الأوروبيون انتقاداتهم لسياسته. وقد هرع بلير إلى المنطقة طالبا الاجتماع مع نتنياهو قبل اجتماع «السباعية»، ليحاول إقناعه بأن «الرباعية» لا تنوي اتخاذ قرارات تسيء لحكومة إسرائيل.

من جهته، أعلن بلير أنه يصل إلى المنطقة ليس ليلتقي نتنياهو وحده وأنه سيجتمع أيضا مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تمهيدا لاجتماع «الرباعية» وفي إطار التعاون مع الطرفين على إنجاح أبحاث «الرباعية». المعروف أن «الرباعية»، التي تضم كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، بادرت إلى ملء الفراغ الذي تركه غياب الدور الأميركي، بغية تحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وستعقد اجتماعا بعد أسبوعين على مستوى وزراء الخارجية، بهدف دراسة الحلول المطروحة للتسوية في القضايا الكبيرة الجوهرية للصراع، وخصوصا قضيتي الحدود والأمن. وفي إطار التحضير لاجتماع باريس، تقرر عقد اجتماعات مكثفة يوم الخميس (بعد غد)، مع رئيسي وفدي التفاوض الرسميين، كل على حدة، الإسرائيلي برئاسة المحامي يتسحاق مولخو، مستشار نتنياهو للشؤون الفلسطينية، والفلسطيني برئاسة الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي كان قد استقال من منصبه في أعقاب تسريب ملفات المفاوضات لـ«الجزيرة» ولا يعرف إذا كان سيعين رئيس آخر مكانه.

وقد أعلن مبعوث الأمم المتحدة، روبرت سري، عن هذا النشاط يوم الجمعة الماضي، مؤكدا أن هدفه هو سماع آراء الطرفين بشكل تفصيلي بهدف وضع إطار جديد للمفاوضات حول القضايا الجوهرية للصراع. ولمح سري أن هناك اتجاها للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس، في حال لم تتقدم المفاوضات كما يجب في شهر سبتمبر (أيلول) القادم.

واعتبر مكتب نتنياهو هذا النشاط بمثابة عملية ضغط على إسرائيل هدفها ممارسة الضغوط عليه. ورد بالقول إن «القيادة السياسية الإسرائيلية قلقة من نشاط «الرباعية»، وإنها لن توافق على الدخول في مفاوضات يكون فيها الوسيط متبنيا لموقف الطرف الفلسطيني». وعاد مكتب نتنياهو أمس ليؤكد أنه ليس معنيا بالخوض في مفاوضات تؤدي إلى طرح حدود 1967 أساسا لأي مفاوضات، وأنه يجري اتصالات مع الإدارة الأميركية لفهم ما الذي يدور بشكل فعلي في «الرباعية».

وادعى مصدر سياسي مقرب من نتنياهو أن أوروبا مصابة بالهلع مما يجري في العالم العربي. وتعتقد أن المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية ستخفف من العداء للغرب في العالم العربي. وأضاف: «بكلمات أخرى يريدون حل مشكلاتهم مع العرب على حسابنا». ولكن وزيرا سابقا في حكومة نتنياهو قال إن ما يجري حاليا هو لعبة عبثية.. ففي إسرائيل لا يدركون طبيعة المرحلة الدقيقة، وإن الغرب يحاول إنقاذ إسرائيل من نفسها، بينما هي مصرة على الاغتراب عن الواقع والعيش في الأوهام. وقال إنه يخشى من أن يكون نتنياهو يحاول ابتزاز الأوروبيين ليغيروا توجههم العدائي نحوه، ولكنهم يكشفون لعبته ويقولون إنهم ملوا منه.