بروكسل: وفاة أربكان تربك زيارة أردوغان إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي

انتقادات حادة لخطاب رئيس الوزراء التركي عن اندماج الأتراك في ألمانيا

TT

أعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أرجأ زيارته التي كانت مقررة اليوم (الثلاثاء). وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أرنكيلده هانسن، للصحافيين إن أردوغان أجل زيارته لحضور جنازة رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان الذي وافته المنية الأحد. وأضافت المتحدثة أنه يجري الآن التخطيط لموعد جديد لزيارة أردوغان إلى بروكسل. وتحدثت مصادر أوروبية في المؤسسات الاتحادية عن إمكانية إتمام الزيارة قبل نهاية الأسبوع الحالي. وكان من المقرر أن يلتقي أردوغان مع كل من رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، والمفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسيع وسياسة الجوار ستفان فول، وكذلك رئيس البرلمان الأوروبي جيرسي بوزيك، في محاولة لدفع عمليات التفاوض المتعثرة بين بروكسل وأنقرة لإلحاق الأخيرة بالتكتل الأوروبي الموحد، وكذلك التباحث مع الطرف الأوروبي حول القضايا الاقتصادية والتجارية والاقتصادية وتلك المتصلة بالطاقة والتطورات السياسية العالمية، انطلاقا مما يراه الأتراك من أهمية لدورهم في تحريك هذه الملفات.

وكان من المفترض أن يأتي أردوغان إلى بروكسل قادما من ألمانيا بعد إجراء محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ولكنه عاد إلى تركيا لحضور جنازة رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا.

وفي حديث أمام نحو 10 آلاف عضو من الجالية التركية بألمانيا في أعقاب النقاش الساخن الذي جرى العام الماضي بشأن مكان الأجانب في ألمانيا أثار أردوغان فكرة الاندماج، وقال أردوغان «عليكم الاندماج ولكنني أعارض الاستيعاب.. لا أحد قد يتجاهل حقوق الأقليات». وأضاف أنه يجب أن يكون للأفراد الحق في ممارسة عقيدتهم الدينية. وانتقد أردوغان سياسة الهجرة الألمانية، وقال لإحدى الصحف الألمانية إن الدمج الإجباري الذي يلزم المهاجرين بالتخلي عن ثقافتهم ولغتهم يشكل تحديا للقانون الدولي.

إلى ذلك، وجه ساسة ألمان في الائتلاف الحاكم انتقادات حادة لأردوغان بسبب خطابه أمام الجالية التركية، وطالب فيه بتعليم الأطفال المنحدرين من أصول تركية لغتهم الأم قبل اللغة الألمانية.

وفي هذا الصدد، قال ألكسندر دوبرينت، الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي يكون مع الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل ما يعرف بـ«التحالف المسيحي»: «خطاب أردوغان أعاد مساعي الاندماج في ألمانيا إلى سنوات للوراء.. إنه حدث غير مسبوق أن يقوم رئيس وزراء أجنبي خلال فترات منتظمة بتحريض رعاياه الذين يعيشون معنا».

وأضاف دوبرينت أمس في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا: «تصريحاته (أردوغان) بأن تركيا هي القوة الحامية لجميع الأتراك في ألمانيا وليبيا، زلة لا يمكن قبولها.. إننا لن نسمح لأردوغان بمقارنتنا بليبيا»، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

من جانبه، قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، هانزبيتر فريدريش، إن أردوغان لا يهمه أن يشعر المهاجرون المنحدرون من بلاده بالارتباط بوطنهم الأم، لكنه يريد إساءة استغلالهم كممثلين لمصالح تركيا في ألمانيا. كما عارض وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله مطالب أردوغان بتعليم الأطفال المنحدرين من عائلات تركية في ألمانيا لغتهم الأم قبل الألمانية. وقال فيسترفيله اليوم في برلين: «يتعين على الأطفال الذين ينشأون في ألمانيا تعلم اللغة الألمانية أولا».

وذكر الوزير الألماني أنه دون اللغة الألمانية لن يستطيع الأطفال أداء مهامهم في المدرسة، كما ستصبح فرصهم المستقبلية أسوأ من غيرهم، وقال: «اللغة الألمانية هي مفتاح الاندماج للذين ينشأون في ألمانيا».