مصر: توالي توافد قوافل المساعدات على ليبيا وسط تيسيرات حدودية من الجانبين

سفن صينية وكورية وأميركية تعبر قناة السويس في طريقها لإجلاء رعايا عالقين

TT

في إطار الجهود التي تجريها مصر ودول العالم في سبيل مساعدة ليبيا في أزمتها الحالية، نظمت الكثير من الجهات قوافل مساعدات طبية وغذائية، كما استمرت جهود إجلاء الفارين من الأحداث الدامية.

وفي هذا الإطار، تحركت فجر اليوم حملة الإغاثة التاسعة إلى ليبيا، التي أشرف على تنظيمها عدد من الناشطين المصريين والعرب عبر المواقع الإلكترونية، تحت اسم «مصريون وندعم الثورة الليبية».

ويقول الدكتور إيهاب مسلم، أحد المؤسسين للحملة: «بدأنا الحملات من الأحد قبل الماضي، حيث ناشدنا المصريين عقب الأحداث الدامية التي شهدتها ليبيا حاجتنا لجمع المعونات الطبية.. وعلى الرغم من عدم وجود تنسيق في البداية مع الجانب الليبي، نظرا لانقطاع الاتصالات، فإننا تمكنا عبر المراسلات بيننا وبين الليبيين من تحديد المعونات المطلوبة».

وأضاف مسلم: «في المرة الأولى أرسلنا عربة حمولتها 5 أطنان، تحمل أدوات طبية وقمحا وأرزا.. وبسبب عدم وجود تنسيق مسبق مع الجيش، أوقفت القوات المسلحة الحافلة لمدة 6 ساعات، قبل أن يسمح لها بالمرور.. وهو ما تحاشيناه في القوافل التالية، حيث قمنا بالتنسيق مع الجيش قبل إرسال المعونات».

وأشار مسلم إلى أن القافلة الأخيرة كانت عبارة عن شاحنتين، تبلغ حمولة كل منها 30 طنا من المعونات التي تشمل الدواء والطعام ولبن الأطفال وأكياس الدم.. معربا عن أمله في توفير مخازن في طبرق للتعامل المباشر مع اللجان الشعبية الليبية.

ومن جانبه، يشير الشاب السوري، مازن محمد شاب، الذي يعيش في مصر وشارك في تجهيز الحملات، إلى أن القوافل تتوجه إلى ليبيا حيث تدخل لمسافة 15 كيلومترا إلى داخل الحدود حتى تصل إلى منطقة مساعد، حيث الشباب الليبي، ويقومون بتوزيعها حسب الحاجة، موضحا أنه حتى الآن لم تواجه القوافل أي أزمات سواء على الجانب المصري أو الجانب الليبي، كما أشار إلى تعاون نقابة الأطباء التي ترسل بدورها قوافل أخرى. وفي هذا السياق، تنطلق الأربعاء القافلة الطبية الرابعة التي تنظمها لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء المصريين لإغاثة الشعب الليبي.

وصرح د. مصطفى الزغبي، مدير عام اللجنة، بأن القافلة ستضم في تشكيلها عشرة أطباء في تخصصات العظام وجراحة المخ والأعصاب والتجميل والتخدير للسفر إلى بني غازي. وقال الزغبي إن القافلة الثالثة التي نظمتها اللجنة بالتعاون مع جمعية زهراء المعادى، أمس (الأحد)، انطلقت إلى بنغازي عن طريق معبر السلوم الحدودي، لافتا إلى أن القافلة تحتوي على ألبان أطفال ومحاليل غسيل كلوي وأدوية ومستلزمات طبية وأجهزة استنشاق صناعي ومواد غذائية بقيمة مليون جنيه مصري من أموال لجنة الإغاثة الإنسانية، التي تجمع من تبرعات المواطنين، وليست من أموال النقابة.

وفي سياق متصل، عبرت قناة السويس سفينتان حربيتان؛ إحداهما صينية، والأخرى كورية، في طريقهما إلى سواحل ليبيا على البحر المتوسط لإجلاء وحماية رعايا مدنيين من الدولتين ما زالوا موجودين داخل الأراضي الليبية.

وقالت مصادر ملاحية بهيئة قناة السويس إن فرقاطة صينية عبرت قناة السويس يوم الأحد ضمن قافلة الجنوب المقبلة من البحر الأحمر. وأضافت أن السفينة كانت موجودة قرب السواحل الأفريقية بمنطقة عدن، حيث كانت تشارك في عمليات حماية السفن التجارية من هجمات القرصنة في منطقة خليج عدن.

وتابعت المصادر أن سفينة حربية كورية أخرى عبرت القناة، أمس الاثنين، مقبلة من البحر الأحمر في طريقها إلى السواحل الليبية لإجلاء رعايا كوريين وتأمين حياتهم.

وقالت المصادر إن سفينتين حربيتين أميركيتين عبرتا قناة السويس أيضا، أمس، في طريقهما للبحر المتوسط، لكن لم تعرف وجهتهما النهائية. وتابعت أنه من المنتظر أن تعبر قناة السويس أيضا خلال الأيام المقبلة سفينة حربية هندية في طريقها إلى ليبيا لنقل رعايا هنود عالقين في الأراضي الليبية.

وتسمح قناة السويس بعبور السفن الحربية وسط إجراءات أمنية مشددة، تشمل منع الصيد بالقوارب الصغيرة داخل المجرى الملاحي، ومرافقة قاطرات ولنشات تابعة لقناة السويس للقطع المارة، إضافة إلى تأمين الطريق البري الموازي لقناة السويس ومنع مرور السيارات عليه.

إلى ذلك، وصل إلى مطار القاهرة الدولي، أمس، 55 راكبا يحملون جنسيات فيتنام والعراق وسريلانكا ونيجيريا وبنغلاديش.. وصرح مصدر أمنى مسؤول بأن الركاب وصلوا لمصر عبر منفذ السلوم البري، على خلفية الأحداث الراهنة في ليبيا، في طريق العودة إلى بلادهم، مشيرا إلى أن سلطات الأمن تقوم بالإشراف على إعادتهم لبلادهم.