روس: الإصلاح والسلام يسيران جنبا إلى جنب.. وسنواصل الضغط على إيران

قال إن المحادثات الموازية ما زالت قائمة ورفض فكرة تقديم خطة أميركية للسلام

TT

أكد المساعد الخاص للرئيس الأميركي دينيس روس أمس أن الإصلاح والسلام في منطقة الشرق الأوسط «يسيران جنبا إلى جنب»، مضيفا أن الفرصة قائمة لتحقيق السلام بين العرب والإسرائيليين. وبينما تركز إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما جهودها على التعامل مع التطورات سريعة الوتيرة في المنطقة، قال روس إن إدارة أوباما ما زالت ملتزمة بالسلام ولكنها لن تقدم خطة أميركية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأضاف روس، المعروف بمعارضته طرح خطة أميركية للسلام، أن «المحادثات الموازية» ما زالت قائمة وأنه في الوقت المناسب قد تقدم واشنطن «مقترحات لسد الفجوات» بين الطرفين. وبينما تحدث روس مطولا عن الإصلاح والسلام في المنقطة، حرص على الإشارة إلى مواصلة الضغوط على النظام الإيراني والتأكيد على «عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي».

وفي خطاب مطول أمام مؤتمر منظمة «جي ستريت» اليهودية - الأميركية حول التطورات في المنطقة، قال روس إن الإدارة الأميركية تواجه عدة تحديات في المنطقة، ولكن أجندة إدارة أوباما هي «مساعدة مصر في انتقال سلطة منتظم وناجح يتمتع بمصداقية وتشجيع الآخرين في المنطقة على إصلاح حقيقي قبل أن يواجهوا أيضا زعزعة الاستقرار، ومواصلة الدعم للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ودول جوارهم العرب ومواصلة الضغط على إيران». وبينما أقر روس بأن هذه أجندة معقدة «إلا أنها تتمتع باهتمام الرئيس الكامل وفريقه للأمن القومي».

وقال روس في مستهل خطابه الذي حمل عنوان «الدور الأميركي في الشرق الأوسط»: «الشرق الأوسط كما نعرفه بدأ يتغير.. خلال الشهرين الماضيين شهدنا انتقالا مثيرا.. بل إن الشهرين الماضيين في الشرق الأوسط كأنهما دهر». وكانت تصريحات روس حول ليبيا مختصرة، منددا باستخدام النظام الليبي العنف ضد الشعب الليبي، بينما ركز تصريحاته على مصر وأهميتها في المنطقة خاصة بالنسبة لإسرائيل. وأضاف: «نحن ندخل فترة مجهولة، بينما نرى الانتقالات التي نأمل أن تكون منتظمة وقادرة، نرى العالم يتغير»، مؤكدا: «أمر واحد بدا واضحا، وهو أنه لا يمكن الاعتماد على القمع لوقف التغيير» في المنطقة. واعتبر روس أن النظام المصري برئاسة حسني مبارك «قام بخطأ استراتيجي في التخطيط بعدم إظهار استعداده لفتح المجال السياسي» بعد الانتخابات النيابية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وعبر روس عن تفاجؤ الإدارة الأميركية من سرعة سقوط نظام الرئيس المصري السابق، قائلا: «لم يتوقع أحد سرعة وقوع الثورة، الكثير منا توقع أن يتغير النظام بطريقة تدريجية ولكن ليس بين ليلة وضحاها». وأضاف أن «الرئيس أوباما فهم عمق ما كان يحدث في وقت مبكر، وتواصلنا مباشرة مع كل الأطراف المصرية، بمن فيها الرئيس مبارك حول أهمية اتخاذ خطوات مثل فتح المجال السياسي ورفع قانون الطوارئ.. ولكن مع الأسف لم تستمع حكومة مبارك للتحذيرات».

وشدد روس على أهمية دعم مصر، ورفضه للأصوات التي تطالب بقطع المساعدات إليها، قائلا: «الوقت ليس مناسبا لقطع المساعدات لمصر.. لدينا مصالح كثيرة في مصر، إنها دولة ريادية في المنطقة من الناحية الرمزية والفعلية والكثيرون سينظرون إلى مصر كنموذج، كلما كانت مصر ناجحة ستكون المنطقة ناجحة». وعبر روس عن ارتياحه من «تصريحات الجيش (المصري) والالتزام بالسلام مع إسرائيل، البقاء على هذا الموقف سيكون أمرا أساسيا لدور مصر في المنطقة».

وربط روس في خطابه بين السلام والإصلاح، قائلا إن تعثر جهود السلام بين الدول العربية وإسرائيل ليس عذرا للتعطل في تحقيق الإصلاح. وقال: «كنت أسمع دائما من قادة في المنطقة أنه لا يمكن الإصلاح من دون سلام، كان ذلك حجة وقتها، واليوم يعتبر إنكارا» للواقع.

وأوضح روس أن واشنطن لا تريد أن تحدد من هم القادة العرب الذين تتعامل معهم أو لا، قائلا: «نحن ندعم المبادئ وبناء المؤسسات، وليس الشخصيات». وبينما تحدث روس عن التواصل مع المسؤولين العرب، أضاف: «خلال هذه الفترة بقينا على اتصال مع الإسرائيليين، فلا شك أن ما يحدث أثار قلق الإسرائيليين»، موضحا: «الكثير من الإسرائيليين تسألوا حول ما إذا كان الأمر أفضل إذا تمسكنا بالنظام القديم». ولكنه تابع أن ذلك لم يكن أمرا ممكنا.

وكرر روس للمجتمعين في المؤتمر أن «مبدأنا الأساسي في الالتزام بأمن إسرائيل ثابت»، مؤكدا: «لم تكن هناك فترة تشهد علاقة أمنية أقوى مع إسرائيل، هذا هو الواقع».

وبينما أكد روس مواصلة الجهود الأميركية في دفع عملية السلام، حذر من أن «على الجميع أن يعترف بأن النزاع لا يصبح أسهل مع الوقت، بل يصبح أكثر تعقيدا». وأضاف: «جهودنا ما زالت شديدة ولن نقلصها» بسبب الأوضاع في المنطقة. وعبر روس عن رفضه للجهود الفلسطينية بطلب الاعتراف في مجلس الأمن وإصدار قرار من مجلس الأمن ضد النشاط الاستيطاني، قائلا: «التوصل للسلام من خلال المفاوضات، ولا طريقة أخرى». ولفت إلى أنه من المرتقب أن يزور مفاوضون من فلسطين وإسرائيل واشنطن قريبا، لكن وزارة الخارجية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تعلم بموعد محدد لزيارة المفاوضين.

وقال روس إنه يريد أن ينهي خطابه بالحديث عن إيران، التي قال إن «قادتها يريدون أن يبدوا كأنهم وراء الأحداث.. لكن إيران لم تؤثر قط على ما حدث في مصر، فهي كانت حركة وطنية غير طائفية». وبينما ندد روس بالاضطهاد الداخلي للشعب الإيراني، أكد: «نحن نراقب إيران وسنبقي الضغوط عليها». وأضاف: «سيبقى باب الدبلوماسية مفتوحا دائما ولكن على إيران أن تفهم أن أساليب التأخير والجهود لمعارضة أي مفاوضات سيؤدي فقط إلى الضغوط». وتابع: «ما زلنا مصممين على منع إيران من الحصول على سلاح نووي ولن ننشغل عن هذا الهدف».

وكان روس يلقي الخطاب الرئيسي أمام المؤتمر السنوي الثاني لمؤسسة «جي ستريت» اليهودية - الأميركية التي تصف نفسها بـ«المؤيدة للسلام ومؤيدة لإسرائيل». واجتمع نحو ألفي موفد في مؤتمر «جي ستريت»، منهم مسؤولون وإعلاميون ودبلوماسيون، غالبيتهم من الأميركيين اليهود. ويختتم المؤتمر أعماله اليوم، بلقاء مع أعضاء في الكونغرس.