طائرات القذافي تفشل في إسكات إذاعة مصراتة

شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط»: الثوار يسيطرون على المدينة بشكل كامل

مدنيون يحملون أمتعتهم يغادرون الأراضي الليبية في طريقهم إلى الحدود التونسية (رويترز)
TT

لا تزال طائرات سلاح الجو الليبي التابعة للعقيد معمر القذافي تواصل منذ يومين محاولاتها اليائسة لضرب إذاعة مصراتة، التي تقع على بعد مائتي كيلومتر شرق العاصمة الليبية طرابلس، في محاولة لإسكات صوتها ومنع تأثيرها على سكان بقية المدن الليبية. فيما قال شاهد عيان من المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن فلول القوات الأمنية والعسكرية الموالية للقذافي يحتجزون منذ أول من أمس نحو 400 من طلاب الكلية الجوية غرب المدينة، ويستخدمونهم كدروع بشرية لمنع المحتجين من اقتحامها.

وتعتبر مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية بعد طرابلس وبنغازي، فيما يصل مدى الإذاعة المحلية فيها إلى أبعد من نطاقها الجغرافي ليمتد إلى مدن مثل الخمس وبني وليد وزليتن.

وأبلغ الصحافي الليبي علي مبروك «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أن طائرة عسكرية حاولت أمس معاودة قصف مرسلات البث الهوائي الخاص بإذاعة مصراتة، مشيرا إلى أن الطائرة تعرضت للقصف بمدفع مضاد للطائرات في حوزة المحتجين. لكن مبروك نفى الأنباء التي ترددت عن سقوط وتحطم الطائرة. وأضاف «هناك مبالغات كثيرة في الأمر، الطائرة تعرضت للضرب فعلا، لكنها هربت.. ليس هناك أي حطام ولم نر هذا».

واقتحمت قوات تابعة للقذافي السكن الداخلي لطلاب أكاديمية الدراسات الجوية التي يقع مقرها غرب مصراتة، وقامت باحتجاز مئات الطلاب قبل أن تنقلهم إلى إحدى كتائب خميس نجل القذافي في منطقة دوفان بالقرب من مدينة بني وليد.

وقالت مصادر في المدينة إن بعض الطلاب المحتجزين قد تمكنوا من الاتصال بأصدقاء لهم في مصراتة لإعلامهم بالوضع وإبداء مخاوفهم من استخدامهم كدروع بشرية، بينما استطاع ثلاثة طلاب الفرار وهم الآن في حماية المجلس المحلي لمدينة مصراتة.

وينتمي الطلاب المقيمون في الأكاديمية الجوية إلى مدن ومناطق مختلفة من ليبيا وليسوا فقط من مدينة مصراتة.

وكانت طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي قد قصفت المدينة للمرة الأولى، أول من أمس، إثر المواجهات التي شهدتها بين الأهالي والكتائب الأمنية التي حاولت السيطرة على مطار المدينة، مما أسفر عن مصرع وإصابة 235 جريحا بعضهم حالته حرجة. وأوضح علي مبروك لـ«الشرق الأوسط» أن الأوضاع الآن مستقرة ويسيطر الثوار تماما على مدينة مصراتة، مشيرا إلى أن عمليات تنظيف الشوارع مستمرة والمحال التجارية والصيدليات تفتح أبوابها.

وقال إنه بعد يومين من الاشتباكات ضد قوات القذافي تمكن الثوار بمدينة مصراتة من إحكام السيطرة على المدينة، وتم مباشرة تشكيل مجلس محلي من أبناء المدينة لإجارة وتسيير الأمور بالمدينة، وكذلك تشكيل مجلس عسكري بعد أن تم السيطرة على كتيبة حمزة العسكرية بالمدينة.

ولفت مبروك إلى أن من وصفهم بفلول ومرتزقة القذافي تحصنوا بداخل الكلية الجوية بمدينة مصراتة خلال اليومين الماضيين، وحاولوا القيام بعمليات تخريبية مثل ضرب الإذاعة المحلية التي تبث أخبار الثورة، وكذلك التحرك في بعض الأماكن القريبة من الكلية، لكن تصدى لهم من سماهم أبطال مصراتة البواسل في معركة حامية الوطيس، سقط على أثرها 19 شهيدا من شباب المدينة، وتمكن الشباب من أسر مجموعة من الجنود برئاسة عميد بإدارة الدعم الإلكتروني.

إلى ذلك، قالت منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان إنها تلقت معلومات لم تكشف مصدرها تؤكد ما وصفته بتورط وزير الداخلية السابق اللواء عبد الفتاح يونس في هروب العميد عبد الله السنوسي أحد أبرز مساعدي القذافي الأمنيين من مدينة بنغازي، عندما كان محاصرا في معسكر كتيبة الفضيل بوعمر الأمنية، مما ترتب عليه سقوط العدد الأكبر من الضحايا الذين قتلوا بمدينة بنغازي (بلغ قرابة 300 ضحية).

وقالت المنظمة في بيان لها إن السنوسي هو الذي كان يدير الميليشيات التي ارتكبت عمليات القتل في مدينة بنغازي في انتفاضتها الأخيرة، وإنه المشتبه فيه الأول في مقتل 1270 سجينا سياسيا أعزل في سجن أبو سليم، وهو مطلوب حاليا لمقاضاته في محكمة جرائم الحرب الدولية.