حكايات الهنود القادمين من ليبيا: مشاعر يأس وغضب وتعرض للسرقة المسلحة

الشرطة صادرت أجهزة الكومبيوتر والجوال

TT

أحاطت الكثير من المشاعر بعملية ترحيل أكثر من 700 هندي من ليبيا خلال اليومين الماضيين، ومع أول طائرتين حلتا بدلهي قادمتين من طرابلس مساء يوم السبت وصباح يوم الأحد، تبدى أنهم عاشوا وضعا مريعا، وروى الهنود العائدون حكايات تملأها مشاعر اليأس والغضب، بدءا من التعرض للسرقة المسلحة، مرورا بالبقاء من دون مياه ولا غذاء لأيام، ووصولا بعودتهم إلى أرض الوطن.

تعانق البعض وتبادلوا القبلات في تعبير عن الشعور بالراحة، وذلك بعد أيام من المضايقات والخوف واليأس داخل ليبيا، حيث تشهد ثورة شعبية ضد الزعيم معمر القذافي.

وكان هناك الكثير من الأقارب يشعرون بقلق بالغ، منتظرين خارج المحطة الثانية بمطار أنديرا غاندي الدولي. وقال محمد سالي، 63 عاما، لـ«الشرق الأوسط»: «أخذوا كل أمتعتي، جهاز التليفون الجوال والأموال والكومبيوتر المحمول وسيارتي». وأضاف: «فور سماعنا صوت إطلاق النيران، ذهبنا إلى خلف إحدى الحاويات، وظللنا هناك لمدة 45 دقيقة ثم هربنا». وقضى محمد، وهو مهندس كان في شركة داخل البريقة على بعد 800 كيلومتر من طرابلس، نصف حياته داخل ليبيا، ولكن المحنة التي اختبرها على مدار الأسابيع القليلة الماضية جعلته يشعر بفزع شديد. ويتحدث عن هذه المعاناة قائلا: «كنا في تحرك مستمر، وفي وسط إطلاق النيران، لم نجد ملاذا آمانا خلال أيام مرت على بدء الاضطرابات. ولجأنا إلى منازل للغرباء، وفي الحقول، ووراء حاويات شحن كبيرة».

وأضاف قائلا: «تحت تهديد سلاح أبيض، سلمت ما معي من أموال وتليفونات جوالة وسيارتي، وبعد ذلك ذهبت إلى منزل أحد السكان المحليين، وهناك كنت ضمن عدد كبير من النازحين الأجانب، وكان منهم بنغلادشيون وباكستانيون وإيطالي. وكان مضيفنا رجل كريم للغاية». وأضاف محمد «كنا نعاني دوما من نقص في المال والأدوية والغذاء. وعلى ضوء الوضع الحالي، أعتقد أنه سيكون هناك نقص كبير في المياه خلال أسبوع».

وبخصوص خططه المستقبلية، قال محمد: «لم أفكر يوما في العودة إلى الهند، ولكن هذه الظروف أجبرتني على العودة. ولكن ربما أعود إلى ليبيا في وقت لاحق».

وقالت المجموعة الأولى من الهنود، الذين وصولوا إلى هنا من خلال طائرة خاصة تابعة لـ«آير إنديا» من طرابلس مساء يوم السبت، إنهم يخافون على حياة من تركوهم خلفهم، معربين عن شعورهم بالقلق بشأن أصدقاء وأقارب لا يزالون عالقين داخل ليبيا وسط أعمال العنف.

وقال جيجي جون، الذي عاش في بنغازي: «أجبر الكثيرون منا على الذهاب من دون كمية كافية من الطعام أو الشراب لعدة أيام، وكنا نسمع قصصا مرعبة عن وحشية حكومة القذافي. تم تدمير المطار الدولي في بنغازي بالكامل، وكان الذهاب إلى مطار طرابلس مثل العبور وسط حقل ألغام، حيث قامت الشرطة الحكومية ببناء نقاط تفتيش أمنية، وصودرت أشياء، من بينها أجهزة الكومبيوتر المحمول والكاميرات والتليفونات عند نقاط التفتيش، وتحدث عمليات نهب للمسافرين في مطار طرابلس، كما أن المطار مزدحم بالمواطنين الذين ينتظرون ترحليهم».

وأضاف جون، الذي كان جالسا متعبا في منزل بكيرالا مع محمد سالي وجوزيف فيبن، الذي عاد إلى الهند معه: «كانت الشوارع خالية من المارة، وفي إحدى الليالي سمعنا طلقات رصاص ووجدنا حائط المدخل الرئيسي لمنزلنا به آثار أعيرة نارية في الصباح التالي».

وتم ترحيل الهنود من ليبيا على متن رحلتين جويتين تابعتين لـ«آير إنديا»، بينما اتخذت الاحتجاجات المتصاعدة ضد نظام القذافي منحى داميا. كما وصلت إلى مومباي صباح يوم الاثنين رحلة جوية تابعة لـ«طيران الخليج» وعلى متنها 67 هنديا دخلوا إلى مصر برا.

ويقول مبين قريشي، وهو عامل بأحد المصانع عاد على متن الطائرة الأولى: «لا يزال هناك الكثير من الهنود الذين لم يأكلوا شيئا طوال ما بين أربعة إلى خمسة أيام. لا يوجد مكان يمكن من خلاله الحصول على الطعام أو المياه. الوضع سيئ جدا». وقال قرشي، الذي عمل داخل طرابلس لمدة عامين تقريبا، إنه قضى أياما من دون أن ينام، منتظرا أن تأتيه مساعدة ليستطيع العودة إلى الهند، وتحدث عن النيران والدمار الذي انتشر في كل الشوارع داخل ليبيا.