المجلس العسكري في مصر يقبل استقالة شفيق ويكلف شرف بتشكيل حكومة جديدة

شباب ائتلاف الثورة: رئيس الوزراء هو اقتراحنا.. ومليونية اليوم لدعمه

رئيس الوزراء المستقيل أحمد شفيق وإلى جانبه عصام شرف رئيس الوزراء الجديد أمس (إ.ب.أ)
TT

قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أمس قبول استقالة الفريق أحمد شفيق رئيس حكومة تسيير الأعمال، وتكليف الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق بتشكيل حكومة جديدة، بعد أن تزايدت الضغوط الشعبية المطالبة بإقالة شفيق.

وواجهت حكومة شفيق انتقادات لاذعة من شباب «ثورة 25 يناير» ورفضا شعبيا واسعا على خلفية ارتباطها بنظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي كلف شفيق بتشكيل الحكومة قبل تخليه عن السلطة في 11 فبراير (شباط) الماضي. ولم تنجح التغييرات التي أدخلها شفيق على حكومته بتسمية وزراء من قيادات معارضة تحظى بإجماع وطني، في تهدئة الرأي العام. وذكر المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته على الموقع الاجتماعي «فيس بوك» أنه قبل استقالة شفيق وكلف شرف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وعمل شرف وزيرا للنقل في الفترة من 2004 إلى 2005 ثم عاد إلى عمله الأكاديمي كأستاذ في جامعة القاهرة. وشارك في الثورة التي اندلعت في البلاد في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، وقاد مظاهرة نادي أعضاء هيئة تدريس الجامعات المصرية التي حاصرت مبنى مجلس الوزراء قبل أيام من تخلي مبارك عن السلطة.

وقالت قيادات بائتلاف شباب الثورة إن شرف كان على رأس قائمة تقدموا بها للمجلس العسكري، وضمت شخصيات مقترحة لرئاسة الحكومة خلال الفترة الانتقالية. وتوجه ائتلاف شباب الثورة بالتهنئة للشعب مصري بما اعتبره انتصارا جديدا للإرادة الشعبية والوطنية باستقالة شفيق وتكليف شرف بتشكيل الحكومة، وقال في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «الائتلاف إذ يتوجه بتحية التقدير والشكر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على استجابته لهذا المطلب الذي يمثل خطوة هامة على طريق إسقاط بقايا النظام، فإننا ندعو الدكتور عصام شرف رئيس الحكومة الجديدة الذي يأتي تكليفه بفضل الضغط الشعبي للإسراع بتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية بالتشاور مع القوى الوطنية والشبابية والمجتمعية بحيث تخلو من أي أسماء تنتمي إلى النظام السابق بسياساته وأشخاصه وحزبه».

وأضاف البيان أن «الائتلاف إذ يترقب الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن فإنه يدعوها للبدء في وضع جدول زمني لاستكمال تحقيق أهداف الثورة». أعلن ائتلاف شباب الثورة عن تعليقه للاعتصام الذي كان ينوى البدء فيه مساء اليوم الجمعة ووقف المسيرات من مناطق متعددة إلى ميدان التحرير، وأشكال التصعيد الأخرى، والاكتفاء بمظاهرة كبيرة في ميدان التحرير احتفالا بالانتصار الجديد للثورة وبذكرى أربعين شهداء الثورة، داعيا شرف للمشاركة فيها. وأكد الائتلاف ترحيبه بالمساهمة بأي أدوار مع الحكومة الجديدة بعد تشكيلها، في إطار التزامها باستكمال أهداف الثورة، بما يحقق استعادة الهدوء للأوضاع الأمنية والاقتصادية للوطن. وكان الائتلاف قد دعا لمظاهرة مليونية اليوم (الجمعة) للمطالبة بإقالة شفيق، وقال شادي الغزالي حرب عضو القيادة الموحدة لائتلاف الشباب إنه نظرا لضيق الوقت ستظل الدعوة للمظاهرة المليونية قائمة، مشيرا إلى أنها ستكون مظاهرة من أجل الدعوة للبناء والإصلاح، مؤكدا ترحيب الائتلاف بقرار المجلس الأعلى.

وقال شادي حرب إن «الائتلاف يضع طاقاته في خدمة رئيس الحكومة الجديد الدكتور عصام شرف، خاصة أنه كان على رأس قائمة الأسماء التي اقترحها الائتلاف لتولي المنصب»، مشيرا إلى أن الائتلاف كان على اتصال مستمر بشرف خلال الأيام الماضية. وأكد شادي حرب أن الائتلاف سيعلن تعليقا مؤقتا للمظاهرات المليونية اليوم (الجمعة)، لافتا إلى إمكانية عودة المظاهرات إن لم يتم الاستجابة للمطالب الأخرى وعلى رأسها حل جهاز أمن الدولة، وتشكيل مجلس رئاسي وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية لتسبق الانتخابات البرلمانية، والسماح للمواطنين ممن لهم حق الاقتراع بالتصويت عبر بطاقة الرقم القومي، دون الحاجة للتسجيل في جداول الانتخابات.

كما قال عضو ائتلاف شباب الثورة منسق حركة 6 أبريل أحمد ماهر لـ«الشرق الأوسط» إن الائتلاف أعد قائمة بأسماء مرشحة لعضوية الحكومة الجديدة، وسوف يتم تقديمها إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحسب الاتفاق الذي تم بين المجلس والشباب في الاجتماع الذي عقدوه قبل أيام. موضحا أن الشباب يحاولون ترتيب لقاء مع رئيس الحكومة الجديد.. وقال: «نحاول في الوقت الراهن ترتيب لقاء مع شرف لبحث بقية المطالب». وأكد: «قررنا تعليق الاعتصام تقديرا لاستجابة الجيش لمطلبنا بإقالة أحمد شفيق، لكن مظاهرتنا في ميدان التحرير مستمرة بشكل رمزي إلى أن تتحقق بقية المطالب».

من جهته، علق الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر، والذي يحظى بدعم قوي داخل ائتلاف شباب الثورة، على قرار المجلس العسكري بقوله: «نحن على الطريق السليم، خالص تقديري للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على الاستجابة لمطلب الشعب»، معربا عن اعتقاده أنه باستقالة حكومة شفيق سقط نظام مبارك.

في السياق نفسه، أكد مجلس أمناء الثورة المصرية في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «الثوار يثقون بحكومة الدكتور عصام شرف لأنها كانت من مطالبهم ويعتبرونها حكومة أمينة على تنفيذ مطالب الثورة، وأن شباب الثوار على أتم استعداد لتقديم الدعم للحكومة الجديدة وذلك بهدف عودة الاستقرار سريعا إلى البلاد». وعقب إعلان شفيق استقالته عمت حالة من الفرح والارتياح أوساط عدد من النشطاء المحتشدين بميدان التحرير الذين أعربوا عن سعادتهم الغامرة باستجابة المجلس العسكري لإرادة الشعب، مؤكدين مجددا ثقتهم الكاملة في رجال القوات المسلحة وحرصهم على تحقيق الاستقرار ووضع البلاد على الطريق الصحيح، ورددوا شعار «الشعب والجيش يد واحدة». وينتظر المعتصمون بميدان التحرير إقصاء عدد من وزراء حكومة الفريق شفيق وعلى رأسهم وزير الداخلية محمود وجدي، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير العدل ممدوح مرعي، ووزير الإنتاج الحربي سيد مشعل.