عصام شرف.. من الاعتراض في ميدان التحرير إلى كرسي رئاسة الوزراء

مؤسس جمعية «عصر العلم» مع زويل وعرف بـ«الرجل الهادئ الخجول»

عصام شرف
TT

ما بين تقلده حقيبة وزارة النقل لمدة 18 شهرا في عام 2004، وانخراطه في صفوف شباب ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، تبدو هاتان الخطوتان لحظتين فارقتين في حياة الدكتور عصام عبد العزيز شرف، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في مصر، خاصة بعدما اقترح اسمه أعضاء ائتلاف شباب ثورة ليتولى رئاسة الحكومة الانتقالية خلفا للفريق أحمد شفيق الذي قدم استقالته. وكان رئيس الوزراء الجديد من أوائل المسؤولين السابقين الذين شاركوا في مظاهرات ميدان التحرير، وقاد مسيرة لأساتذة الجامعات خلال الثورة المصرية، ووصفه الذين عملوا معه بـ«الرجل الهادئ الخجول».

شغل شرف (59 عاما) منصب وزير النقل في حكومة الدكتور أحمد نظيف، رئيس وزراء مصر الأسبق، خلال الفترة من يوليو (تموز) 2004 إلى ديسمبر (كانون الأول) 2005. واستقال من منصبه بعد شهرين فقط من التشكيل الوزاري الثاني لحكومة «نظيف»، بعد أن أدرك أنه لا توجد أرادة سياسية لحل أزمات النقل في مصر عقب حادث قطار قليوب الذي راح ضحيته 58 قتيلا و143 جريحا.

بعد استقالة شرف من وزارة النقل لم يتم تكريمه أو منحه أي مناصب مثل بقية الوزراء الذين يخرجون من الحقائب الوزارية، وغادر البلاد متجها إلى «أبوظبي» بدولة الإمارات العربية ليشارك في تخطيط الإمارة بدعوة من الحكومة. وعاد عام 2008 ليشارك في الحياة الاجتماعية المصرية، وأبدى اهتماما شديدا بكوارث حوادث الطرق، وأنشأ جمعية خاصة بهذا الشأن، وعين مشرفا على نقابة المهندسين، حيث يعد شرف من أبرز خبراء النقل في العالم، والوحيد من خارج الولايات المتحدة الأميركية الفائز بجائزة التميز في الهندسة من جامعة بوردو العريقة، وقد دفعه اهتمامه بالبحث العلمي إلى التعاون مع الدكتور أحمد زويل، المستشار العلمي للرئيس الأميركي بارك أوباما، لتأسيس جمعية «عصر العلم»، ليصبح رئيسا لها وزويل رئيسا فخريا.

عمل شرف أستاذا زائرا بجامعة بوردو بأميركا عام 1984 - 1985، ثم عين مدرسا بهندسة القاهرة خلال الفترة من عام 1986 إلى 1991، وعمل أستاذا مساعدا بكلية الهندسة جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 1990 - 1996، وتدرج في عمله كأستاذ لهندسة الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، حيث عمل أستاذا مساعدا في الجامعة خلال الفترة من 1991 - 1996، وأستاذا بنفس الجامعة من 1996 وحتى الآن. وشغل منصب مستشار وزارة النقل في دبي لأكثر من 20 عاما، ويعد عضوا بالجمعيات والهيئات العلمية من معهد مهندسي النقل وأبحاث النقل بأميركا، وعضوا بجمعية المؤتمر العالمي لأبحاث النقل في سويسرا وفرنسا. له 140 بحثا منشورا في المجلات المحلية والعالمية معظمها في مجال تصميم وصيانة الطرق وتحليل حوادث المرور.

نال شرف الكثير من الجوائز على المستويين المحلي والدولي، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية من أكاديمية البحث العلمي بمصر عام 1987، وجائزة الدولة التشجيعية للأفراد والهيئات (جائزة المهندس سليمان عبد الحي للأفراد والهيئات) من أكاديمية البحث العلمي في العام نفسه، وشهادة تقدير من جامعة القاهرة في الاحتفال بيوم العلماء في مصر عام 1988، وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس السابق حسنى مبارك عام 1995، وجائزة جامعة القاهرة التشجيعية للتميز العلمي في الهندسة 1997، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية في العام نفسه.

كان محور اهتمام شرف بكل ما هو عام في مصر، فاهتم بمشروعات مترو أنفاق القاهرة وربط المدن الكبيرة مثل القاهرة والإسكندرية بـ«المونوريل» أي المترو المعلق المستخدم في بعض الدول، وشغل اهتمامه تطوير السكك الحديدية لتقدم خدمة أفضل، وكان يرى أن الخلل في منظومة النقل بمصر يأتي نتيجة لمركزية التخطيط والتنفيذ، ويرجع ذلك لعدم وجود منظومة إدارة سياسية، مما أدى إلى أن نحو 12 ألف مواطن يلقون مصرعهم في مصر سنويا بسبب حوادث الطرق، ويصل الفاقد الاقتصادي لهذه الحوادث لنحو 15 مليار جنيه، وطالب أكثر من مرة بأن يتم وضع خطة لربط مصر بأفريقيا، وفض الحراسة عن نقابة المهندسين المفروضة عليها منذ 15 عاما. ويتمتع رئيس الوزراء الجديد بروح جماعية في العمل، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء.

ء