مجموعة الاتصال لـ«الشرق الأوسط»: مشاركة طالبان يحددها الأفغان دون تجاوز للخطوط الحمراء

السعودية تدعو لدمج كافة الفصائل الأفغانية في المصالحة الوطنية

جندي أميركي يفتش أحد المدنيين خلال دورية في جنوب أفغانستان أمس (أ.ف.ب)
TT

لمحت مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان بشكل ضمني، إلى أن أمر طالبان ومشاركتها السياسية بين أيدي المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، ويأتي تصريح المجموعة في وقت قال فيه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في حوار للقناة الإخبارية الرابعة البريطانية «إن الحكومة الأفغانية وحلفاءها الغربيين على اتصال بمقاتلي حركة طالبان، لكن التوصل لحل قد يستغرق ما بين عام وثلاثة أعوام».

لكن مايكل شتاينر رئيس مجموعة الاتصال أجاب على سؤال «الشرق الأوسط» قائلا: «إن هناك أيضا خطوطا حمراء»، دون أن يضيف تعليقا آخر للسؤال الذي كان يتمثل في كيفية تعامل مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان مع طالبان وعودتها إلى المشاركة السياسية خلال الفترة الانتقالية القادمة. وأجمع مشاركون في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان، أمس الخميس، التقوا في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، على «ضرورة أن يقود الأفغان بأنفسهم عملية المصالحة السياسية».

وقال مايكل شتاينر رئيس مجموعة الاتصال الدولية «إن المجموعة تسعى إلى وضع استراتيجية توافقية دولية بشأن أفغانستان تعمل على إحقاق التوازن بين العمل العسكري والجهود السياسية، على اعتبار أن الحل العسكري في أفغانستان غير كاف». لافتا إلى ضرورة التركيز على الجوانب الإدارية والمدنية. وشدد شتاينر على أن المجموعة في اجتماعها اتفقت على أن تقود القوى الوطنية الأفغانية جهود المجتمع الدولي إزاء المصالحة السياسية.

وأضاف «إن الاجتماع بحث مسألة فترة نقل الصلاحيات الأمنية للسلطات الأفغانية، والتي من المرتقب أن تبدأ بإعلان من الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في 21 مارس (آذار) الجاري».

ورحب شتاينر بانخراط خمس عشرة دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي في مجموعة الاتصال الدولية، معتبرا أن ذلك سيشكل دفعة لعمل المجموعة، خاصة مع الجهود التنموية التي تبذلها المنظمة داخل أفغانستان.

وقالت مصادر دبلوماسية «إن برهان الدين رباني رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية أكد في الاجتماع أن المجلس اتخذ خطوات على المستوى الوطني للحصول على الدعم لعملية المصالحة من مختلف الفئات في أفغانستان، خاصة أن أكثر من 28 محافظة أفغانية قد أنشأت مجالس سلام محلية لدعم عملية التسوية، إلى جانب تحول الكثير من فئات المعارضة لصالح الجهود السياسية، وأضافت المصادر «دعا رباني إلى إنشاء مجموعة اتصال داخلية في كابل لمتابعة الجهود الدبلوماسية». إلى ذلك، أكد أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، استعداد المنظمة للعمل مع جميع الأطراف المعنية في أفغانستان من أجل المساهمة في عملية التسوية الوطنية هناك، لافتا إلى أن الأمانة العامة للمؤتمر الإسلامي بدأت بالفعل تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان وذلك في مختلف المجالات بما في ذلك مساعدة المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية.

من جانبها دعت السعودية في الكلمة التي ألقاها الدكتور عادل سراج مرداد، رئيس الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الخارجية، «هيئة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى تكثيف الجهود لتقديم مقترحات عملية وبرنامج شامل لإعادة دمج كافة الفصائل الأفغانية في العملية السياسية» وأعرب الدكتور مرداد عن استعداد المملكة للتعاون والعمل مع هذه المؤسسات لتمكين الشعب الأفغاني من القيام بدور إيجابي وسلمي في بناء بلدهم الموحدة والخالية من الصراع والإرهاب، ولتعيش في سلام مع جيرانها.

وأضاف «إن المملكة تعرب عن أملها في أن ينتهي المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية والذي شكله الرئيس حميد كرزاي من صياغة سياسات جديدة من شأنها تهيئة الظروف المناسبة لتوحيد القوى الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين كافة التيارات الأفغانية، وتغليب المصالحة الوطنية الأفغانية على أي اعتبار آخر»، لافتا إلى أن هذه الأمور تشكل مطلبا مهما لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام مما يمهد الطريق لتطوير وتنمية أفغانستان من كافة النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.وكان الاجتماع بحث قضايا سياسية عديدة تتعلق بعملية التسوية التي يجري الإعداد لها في أفغانستان، وأوجه الانتقال المدني، وعمليتي إعادة الإعمار والدمج، فضلا عن الأبعاد الإقليمية للمسألة الأفغانية.

يشار إلى أن الاجتماع شهد مشاركة نحو 120 شخصا يمثلون خمسين دولة ومنظمة دولية تأتي منظمة الأمم المتحدة على رأسها بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.