كرزاي: أفغانستان وحلفاؤها على اتصال بطالبان.. والحل قد يستغرق 3 أعوام

عضوان بمجلس الشيوخ ينتقدان سياسة واشنطن في كابل وإسلام آباد

TT

قال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إن الحكومة الأفغانية وحلفاءها الغربيين على اتصال بمقاتلي حركة طالبان لكن التوصل لحل قد يستغرق ما بين عام و3 أعوام.

إلى ذلك، عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن «أسفه الشديد» للرئيس كرزاي حول سقوط قتلى مدنيين في الآونة الأخيرة في عمليات عسكرية في أفغانستان وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما، كما أعلن مكتب كرزاي أمس، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي مقابلة مع القناة الإخبارية الرابعة البريطانية أمس نصح كرزاي الدول الغربية بألا تتدخل عسكريا في ليبيا التي يواجه زعيمها معمر القذافي انتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 41 عاما. وقال كرزاي إن حكومته في حوار مباشر مع بعض أعضاء حركة طالبان التي تشن تمردا دمويا بشكل متزايد في أفغانستان. وأضاف في المقابلة التي أجراها أثناء زيارة لبريطانيا حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: «الاتصالات جارية».

وذكر الرئيس الأفغاني أن الاتصالات تتم بشكل متزايد عبر المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان الذي تأسس العام الماضي للسعي إلى نهاية لعقود من العنف في البلاد عبر التفاوض.

وقال: «وفي الوقت نفسه هناك اتصالات من جانب شركائنا الدوليين».

وحذر كرزاي من التدخل العسكري الغربي في ليبيا وقال إنه سيثير «نعرة وطنية» بين الليبيين مما سيلحق المزيد من المعاناة بكل الأطراف المعنية.

وأقر كرزاي بوجود خلاف مع الحلفاء الغربيين حول الاستراتيجية في أفغانستان وقال إنه أخبر حلفاءه بأن التحرك العسكري في البلاد يجب أن ينحسر للسماح بإجراء مفاوضات.

وقال: «الجيش أقل إقبالا على القبول بهذه الاستراتيجية. الجانب السياسي والجانب المدني مقبلان عليه بشكل أكبر».

من جهته، عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن «أسفه الشديد» للرئيس الأفغاني حميد كرزاي حول سقوط قتلى مدنيين في الآونة الأخيرة في عمليات عسكرية في أفغانستان وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما، كما أعلن مكتب كرزاي أمس.

وكان قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس أعلن أول من أمس أنه «أسف بشدة» بعد مقتل 9 مدنيين في ضربة جوية شنها التحالف الدولي في ولاية كونار شمال شرقي أفغانستان الثلاثاء.

وجاء في البيان أن أوباما «عبر عن أسفه الشديد لسقوط ضحايا مدنيين في الآونة الأخيرة وقال إنه أمر مسؤوليه العسكريين باتخاذ التدابير اللازمة لخفض ووقف سقوط ضحايا من المدنيين».

ولم يصدر تعليق من السفارة الأميركية في كابل على الفور على الاتصال الهاتفي.

إلى ذلك، عبر عضوان جمهوريان في مجلس الشيوخ الأميركي عن تحفظهما على السياسة الأميركية في أفغانستان وباكستان وقالا إن الأوضاع هناك تنجرف، حسب تقرير لـ«رويترز».

وجاءت تصريحات السناتور ريتشارد لوجار والسناتور بوب كوركر لتحذر من شكوك متنامية بين المشرعين الأميركيين في الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان حيث تشن واشنطن حربا دامية في إحداهما وتجاهد من أجل الحصول على تعاون كامل ضد المتشددين في الأخرى. وقال لوجار زعيم الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي: «أشعر بانجراف فيما يتعلق بالموقف في أفغانستان وفيما يتعلق بباكستان».

وصرح كوركر الذي سافر إلى المنطقة مؤخرا خلال جلسة للجنة: «حتى نحتفظ بعلاقات مناسبة لن أتحدث علنا عن شعوري بعد أن اجتمعت مع الزعماء» في باكستان. لكنه أضاف أن باكستان «هي أكثر مكان مثبط للهمم في العالم إذا كنت تتحدث عن نوع العلاقات التي لدينا».

ووصلت العلاقات الأميركية الباكستانية - التي عانت طويلا من شكاوى واشنطن من أن إسلام آباد لا تبذل الجهد الكافي لملاحقة متشددين يشنون هجمات على القوات الأميركية في أفغانستان - إلى أدنى مستوياتها مع ضغط واشنطن على إسلام آباد لتفرج عن متعاقد مع المخابرات الأميركية مسجون في باكستان.

وقال كوركر إن العلاقة هي في الأساس «تعاملية» لكن «جانبنا من التعامل هو بالنسبة لي الجانب الوحيد المطبق». وصرح بأنه «لن يبدي حماسا لأي تمويل إضافي لباكستان إلى أن نرى نمطا مختلفا من السلوك».

وتقول باكستان التي تجاهد للحفاظ على حكومة ائتلافية هشة وتواجه خطرا من جانب المتمردين إنها حققت خطوات كبيرة في حملتها ضد المتشددين.