ناشطة لـ «الشرق الأوسط»: نتوقع مليون متظاهر اليوم إذا لم تسد الحكومة الطرق

طالباني والمالكي يقران حق التظاهر.. وقيادي في دولة القانون يؤكد: الأمن هذه المرة أشد

عناصر من الشرطة العراقية يمنعون محتجين من دخول مبنى مديرية الكهرباء في البصرة أمس (أ.ب)
TT

فيما أكد الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، أمس، أن «التظاهر حق مكفول لجميع العراقيين ومحمي دستوريا»، نبه عزة الشابندر، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي إلى أن الإجراءات الأمنية ضد المتظاهرين «ستكون مشددة» خلال مظاهرات «يوم الندم» اليوم.

وقال طالباني، في تصريح عقب اجتماعه بالمالكي إن «التظاهر حق لجميع المواطنين وهو أمر مكفول ومحمي دستوريا، لكن بشرط أن لا يخرج عن الضوابط القانونية». ومن جانبه، جدد رئيس الحكومة في تصريح مماثل أن «التظاهرات حق كفله الدستور ومن حق المواطن أن يتظاهر ويرفع صوته لكي يسمعه الوزراء والمسؤولون في الدولة».

من جهتها توقعت ينار محمد، رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق، والناشطة في مظاهرات بغداد أن تكون أعداد المتظاهرين اليوم أكثر من يوم الجمعة الماضي الذي عرف بـ«جمعة الغضب» «إذا سمحت لنا الحكومة بممارسة حقنا في التظاهر السلمي ولم تقطع الشوارع وتعيق وصول المتظاهرين»، مشيرة إلى أن «التلفزيون الرسمي (العراقية) أذاع اليوم (أمس) قرارا بحظر التجوال يبدأ من الساعة السادسة وذلك لمنع المتظاهرين من التحضير للمظاهرات في ساحة التحرير». وأطلق على مظاهرات اليوم «يوم الندم» لأنها تتزامن مع ذكرى بدء التصويت في الانتخابات البرلمانية الماضية.

وأضافت الناشطة قائلة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد «نحن الآن مجتمعون مع نقابيين عماليين نناقش مشروع قيام العمال بإضراب عام دعما لتظاهرات الشعب، وكان لنا اجتماع قبل ذلك مع الشباب الذين شاركوا في تظاهرات جمعة الغضب، وحسب المؤشرات فإن أعداد المتظاهرين قد تتراوح ما بين نصف مليون إلى مليون إذا لم تكسر الحكومة وأجهزتها الأمنية أرجل الناس عن طريق وضع الحواجز وتهديد المشاركين لمنع وصولهم إلى ساحة التحرير»، متسائلة عن «سبب مخاوف الحكومة من هذه التظاهرات السلمية، على الرغم من أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يؤكدان حق الشعب العراقي دستوريا في التظاهر السلمي».

وحول البدائل التي وضعها الناشطون في التظاهرات لمواجهة خطط الحكومة بمنع وصول المتظاهرين، قالت رئيسة منظمة حقوق المرأة في العراق «هناك قرار أجمعنا عليه وهو أن يكون مركز التظاهرات في ساحة التحرير على الرغم من أن المالكي اقترح أن تكون التظاهرات في متنزه الزوراء أو ملعب الشعب لنكون بعيدين عنه ومحاصرين بقواته الأمنية، وهناك نساء قررن المبيت في مقر منظمتنا القريب من ساحة التحرير، وهناك المئات من الشباب الذين قرروا التوجه إلى مناطق قريبة من ساحة التحرير قبل بدء تطبيق حظر التجوال، والمبيت قرب مكان المظاهرات، إذ إن الأجهزة الأمنية الموجودة في ساحة التحرير تمنع حاليا وجود أي شخص في حديقة الأمة الملحقة بساحة التحرير»، مشيرة إلى أن «ضمن الخطط البديلة انطلاق مظاهرات ثانوية في مناطق متعددة بجانبي الرصافة والكرخ من بغداد، خاصة في تلك المناطق البعيدة عن المركز والتي لا يستطيع سكانها الوصول بسهولة إلى ساحة التحرير بسبب الحواجز الأمنية».

من جهته وصف الشابندر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بيروت أمس مظاهرات الشعب العراقي بأنها «إنفلونزا التظاهرات التي انتشرت في المنطقة ووصلت إلى العراق، وهذا لا يعني أن الشارع العراقي غير متأزم والمواطن بحاجة إلى الخدمات الأساسية وعلينا احترام إرادة المتظاهرين على أن لا تكون لهم أجندات سياسية»، مشيرا إلى أن «هناك معلومات تؤكد اختراق هذه التظاهرات من قبل سياسيين وجهات تخطط لشن العدوان على مؤسسات الدولة وهذا ممنوع». وشدد الشابندر، وهو من المقربين للمالكي، على أن «الإجراءات الأمنية ستكون هذه الجمعة أكثر تشددا»، منبها إلى أن «هذه المظاهرات لا تقلقنا لأنها أضعف بكثير من قوة الدولة وتماسك مؤسساتها».