أوباما يدعو نتنياهو لمحاسبة النفس على علاقاته مع واشنطن وتجميد المفاوضات مع الفلسطينيين

وفد الرباعية سيصل إلى إسرائيل للقاء مولخو

TT

نقل عن عدد من رؤساء التنظيمات الأميركية اليهودية، القول إن الرئيس باراك أوباما، الذي التقاهم قبل يومين في البيت الأبيض، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزراءه، إلى إجراء حساب للنفس إزاء العلاقات مع إدارته في السنتين الماضيتين، وكذلك على دورهم في تجميد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

ونقل هؤلاء على لسان أوباما، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تفعل شيئا لزرع الثقة لدى القيادة الفلسطينية، مع أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، يبدي مرونة، ويعلن استعداده للتوصل إلى سلام كامل مع إسرائيل في حال تلقيه مقترحات جدية للتسوية الدائمة.

وأضاف هؤلاء أن أوباما تحدث عن مضمون التسوية الممكن. وعندما تطرق إلى مستقبل القدس، أوضح صراحة أن الأحياء العربية في القدس الشرقية يجب أن تكون تحت سيادة الدولة الفلسطينية، وأن تسمى عاصمة فعلية لهذه الدولة.

وكان خمسون من رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة، قد دعوا للقاء أوباما لمدة ساعة مساء يوم الثلاثاء الماضي، وطالبهم أن يأخذوا دورا في تطبيق السياسة الأميركية الرامية إلى إقامة سلام عادل في الشرق الأوسط، مؤكدا أن السلام هو أهم ضمانة لأمن إسرائيل وأن إدارته، التي تعتبر أكثر الإدارات الأميركية دعما لإسرائيل في الناحية الأمنية، لا يمكن أن تتخلى عنها، ولا يمكن أن تتراجع في دعم أمنها في أي حال من الأحوال.

وقال عدد منهم إنهم شعروا بالضيق من مواقف أوباما، التي تدل على أن ثقته تزعزعت بالحكومة الإسرائيلية، وأنه يتخذ موقفا جديدا من القدس لم يسبق أن تحدث عنه رؤساء سابقون في البيت الأبيض (مع أن الرئيس بيل كلينتون تحدث عنه بوضوح خلال لقاءات كامب ديفيد، بمشاركة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك).

وقال أحدهم إن أوباما بدا كمن يحاول تأليب يهود أميركا ضد حكومة إسرائيل، لكن شخصا آخر حضر اللقاء رفض هذا التوصيف، وقال: «أوباما أرادنا أن نكون وسطاء نزيهين بين إدارته والحكومة الإسرائيلية». وامتدح هذا اللقاء قائلا إنها فرصة ممتازة للتعرف على مواقف الرئيس تجاه الحكومة الإسرائيلية.

يذكر أن يهود الولايات المتحدة ينقسمون إلى فريقين كبيرين؛ الأول ممثل لجنة الشؤون الأميركية - الإسرائيلية «إيباك»، التي تعتبر الجناح اليميني والأقدم وتضم كبرى المنظمات اليهودية، ومنظمة «جي ستريت»، الجديدة نسبيا، التي عقدت مؤتمرها الثاني فقط في نهاية الأسبوع الماضي، وتعتبر حديثة جدا وتتخذ مواقف يسارية ليبرالية، وتدعو الإدارة الأميركية لممارسة الضغوط على حكومة نتنياهو لكي تغير نهجها وتجنح إلى عملية سلام جادة مع الفلسطينيين.

وأعرب قادة «إيباك»، عن سرورهم لنتائج استطلاع رأي أجراه معهد «غالوب» حول موقف المواطنين الأميركيين من الصراع في الشرق الأوسط، حيث إن 63 في المائة قالوا إنهم يؤيدون إسرائيل ويتعاطفون مع سياستها، ولكن بالمقابل قال ناطق بلسان «جي ستريت» إن من يقرأ الاستطلاع جيدا يرى أن هذه النسبة نابعة من تأييد المسنين لإسرائيل (67 في المائة)، وأضاف: «بين الشباب الأميركي في جيل 18 وحتى 34 عاما، تهبط هذه النسبة إلى 58 في المائة، وهذا يدل على تراجع جدي في نسبة المؤيدين لإسرائيل، في حين قال 18 في المائة من الأميركيين إنهم يؤيدون الفلسطينيين و20 في المائة قالوا إنهم يؤيدون الطرفين على السواء، بينما بلغت هذه النسبة في الماضي 7 في المائة فقط».

ولفت ناطق بلسان اليمين الأميركي، في حديث لصحيفة «هآرتس»، أول من أمس، إلى قيام منظمة التحرير الفلسطينية بنشاط واسع بين الشباب الأميركيين، وخاطبتهم بلغة فلسطينية جديدة تتسم بالعقل والاعتدال، وهذا يؤثر عليهم.

وأشار إلى لقاء أجراه معن عريقات، مندوب منظمة التحرير في واشنطن، مع طلبة جامعات في واشنطن، فراح يقول إن الفلسطينيين معنيون بالسلام مع إسرائيل، ولكنهم يريدون معرفة موقف إسرائيل من حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. ولكنها تتهرب من ذلك. وهي في الواقع ليست معنية بالسلام، وتساءل: «ألا يحق لأولادنا وأولادهم أن يترعرعوا في ظل السلام ويتفرغوا لبناء مستقبل زاهر لحياتهم بعيدا عن سفك الدماء؟».

من جهة ثانية، علم أن إسرائيل وممثلي الرباعية الدولية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، توصلوا إلى صيغة تعاون حول إدارة مفاوضات السلام. وفي إطار هذا التفاهم، وافقت الرباعية على التنازل عن لقاءات في بروكسل مع مندوبين من إسرائيل وفلسطين حول مواقفهما إزاء تسوية القضايا الجوهرية في الصراع.

وقررت إرسال وفد عنها إلى كل من إسرائيل والسلطة على الفور لإجراء اللقاءات. وفي المقابل، وافقت إسرائيل على إعطاء إجاباتها على تساؤلات الرباعية بشأن تفاصيل التسوية النهائية، ووضع جدول زمني للمفاوضات العتيدة.