المستوطنون يغلقون شوارع القدس ويهاجمون الفلسطينيين في الضفة في يوم غضبهم

السلطة تدين وتحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي جرائم استيطانية

مستوطنون يغلقون احد مداخل القدس خلال احتجاجات على سياسة حكومة نتنياهو، امس (ا. ف. ب)
TT

استهل المستوطنون ما سموه «مظاهرات الغضب» التي دعوا إليها، أمس، عقب مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، عندما أخلى البؤرة الاستيطانية، حفات غلعاد، قرب نابلس، بداية هذا الأسبوع، بإغلاق شوارع رئيسية خارج القدس، ومهاجمة تجمعات فلسطينية قرب رام الله.

وأغلق المستوطنون الغاضبون من الشرطة الإسرائيلية شارع رقم 1 القريب من اللطرون على مشارف القدس، وأقدموا على حرق الإطارات المطاطية، واشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية، قبل أن تتمكن من فتح الشارع. وحاولوا أيضا إغلاق شارع القدس - تل أبيب، الذي يعتبر شريان الحياة في إسرائيل، لكن الشرطة أفشلت محاولتهم بالقوة.

وقال الناطق باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد: «كانت هناك عدة محاولات لإغلاق طريق القدس - تل أبيب، ووصلت الشرطة بسرعة وفرقت المتظاهرين».

واضطرت الشرطة الإسرائيلية، أمس، والجيش إلى تكثيف وجودهما وحواجزهما على مفترقات الطرق القريبة من القدس، والواصلة إلى مستوطنات الضفة الغربية، وفي محيط قرى فلسطينية خشية مهاجمتها، بعدما هدد المستوطنون بتوجيه هجمات، بعدما قال المستوطنون إنهم سيوجهون غضبهم أيضا نحو الفلسطينيين بمظاهرات تحمل اسم «دفع الثمن».

وأعطى قادة المستوطنات حرية مطلقة للمستوطنين في مهاجمة فلسطينيين، كل حسب قدرته وإمكانياته. وقالت الشرطة الإسرائيلية، التي رفعت حالة التأهب، إنها لن تسمح بذلك.

وعلى الرغم من ذلك، هاجم المستوطنون قرية بيتللو غرب رام الله، وأحرقوا سيارة هناك، وكتبوا شعارات على سيارات أخرى وجدران القرية تسيء للإسلام.

وقال مدير بلدية الاتحاد، محمد رضوان، إن المستوطنين المتطرفين قاموا بممارسات استفزازية، منها كتابة شعارات على جدران المنازل وسيارات تعود لمواطنين في القرية تسيء للإسلام والرسول، عليه الصلاة والسلام، إضافة إلى تكسير وتحطيم نوافذ منازل المواطنين.

كما هاجم المستوطنون سيارات المارة لفلسطينيين في الشارع، قرب قرية سنجل المتاخمة لرام الله، ورشقوها بالحجارة.

واشتكى مزارعون في أماكن متفرقة في الضفة من قيام المستوطنين بخلع أشجار الزيتون في أراضيهم. واستنكر وزير الزراعة، إسماعيل دعيق، الممارسات العدوانية التي تقوم بها قوات الاحتلال والمستوطنون، منها اقتلاع أشجار الزيتون، وتدمير مئات الدونمات الزراعية في أنحاء الوطن، وإلحاق أضرار بها.

وأشار دعيق إلى أن هذه الممارسات تشكل تصعيدا خطيرا في الممارسات العدوانية، واستمرار النهج الذي دأب عليه المستوطنون في اقتلاع أشجار الزيتون وإحراق الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات، وهدم حظائر الحيوانات و«البركسات».

وقال: «إن ما أقدم علية المستوطنون، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، من اقتلاع 25 شجرة زيتون معمرة قرب جبل الفريديس، شرق بيت لحم، هو جزء من مسلسل تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون، بهدف تفريغ الأرض من سكانها، وزيادة معاناة المزارعين، وإشاعة الرعب في حقولهم، ويعتبر هذا انتهاكا واضحا لكل القوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان».

وجاءت هذه الاستفزازات بعد أيام من هجوم آخر استهدف ممتلكات وأراضي فلسطينية في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وأخرى في مدينة نابلس شمالا.

وحملت الرئاسة الفلسطينية، أمس، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أي جريمة قد يرتكبها المستوطنون ضد المواطنين في الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة: «إننا نحمل هذه الحكومة مسؤولية هذا العدوان الذي قد يقدم عليه هؤلاء المتطرفون».

وأضاف أبو ردينة: «إن هناك خطة إسرائيلية لخلق توترات وردود أفعال تقود إلى تدهور الأوضاع، وهو الأمر الذي لن نسمح به».

وطالب بـ«العمل على وقف الهجمات العنصرية التي يقوم بها هؤلاء»، داعيا المجتمع الدولي «لتوفير حماية دولية لشعبنا في مواجهة هؤلاء».