شعث: الدور الأميركي انتهى.. واستخدام واشنطن للفيتو معيب

زار فرنسا والتقى مسؤولين كبارا في الخارجية والبرلمان

TT

أجرى الدكتور نبيل شعث، مفوض العلاقات الدولية في اللجنة المركزية لحركة فتح سلسة لقاءات في باريس شملت المستشار الدبلوماسي للرئيس ساركوزي جان دافيد ليفيت ومسؤولين في الخارجية وأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ ومسؤولين في الحزب الاشتراكي. وتركزت اللقاءات على المفاوضات المتوقفة والدور الفرنسي والأوروبي.

وفي لقاء ضيق مع مجموعة صحافية، شرح شعث استراتيجية السلطة الفلسطينية في المرحلة الراهنة على ضوء ضمور الدور الأميركي وشلل اللجنة الرباعية وما تشهده الدول العربية من تحركات وتغيرات سياسية وما آلت إليه الاتصالات مع حماس على خلفية المقترح الذي قدمه رئيس الوزراء سلام فياض لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة التيارات السياسية.

ويرى شعث أن الدور الأميركي «انتهى للعامين القادمين» معتبرا أن تصويت واشنطن ضد مشروع قرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن الدولي «معيب» بالنسبة للرئيس أوباما الذي خيب كل الآمال.

وأشار شعث إلى الضغوط التي حاول أوباما ممارستها على الرئيس محمود عباس (أبو مازن) عشية التصويت عشية التصويت، لسحب مشروع القرار، بالترغيب والترهيب. لكن ضغوط أوباما لم تفلح وأصر الفلسطينيون ومعهم العرب على تقديم القرار مما أدى لاستخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) وحدها من بين الأعضاء دائمة العضوية الخمس.

وكشف شعث ما دار في حوار بين أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، في آخر لقاء جمعهما وهو ما يفسر الأسباب العميقة لرفض الجانب الفلسطيني العودة إلى طاولة المفاوضات. وبحسب شعث، فإن نتنياهو حذر أبو مازن قائلا: «أنا غير مستعد أن أسمع أي كلمة لا عن الحدود ولا عن اللاجئين ولا عن المياه حتى تقبل بنظريتي في الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ونظريتي في الأمن الإسرائيلي وحاجتنا لأن ترابط قوات إسرائيلية لفترة طويلة جدا في ما لا يقل عن 40 في المائة من الأراضي الفلسطينية إذ نحن لا نقبل بقوات دولية ولا أحد يدافع عن إسرائيل إلا الجيش الإسرائيلي».

ويراهن الجانب الفلسطيني في الوقت الحاضر على دور أوروبي يفترض أن يبرز من خلال اعتراف دول الاتحاد بالدولة الفلسطينية. غير أن شعث لم يحصل على وعد فرنسي واضح بأن يتم الاعتراف سريعا بل ما سمعه التزام بحصوله قبل سبتمبر (أيلول) القادم وهو الموعد الذي تخطط فيه السلطة بالتوجه للأمم المتحدة للحصول منها على اعتراف. وتستخدم السلطة ثلاث حجج للحصول على دعم أوروبا واعترافها، أولها أنها ملتزمة بالبحث عن السلام والعودة للمفاوضات عندما تتوافر المقومات والثاني التزام الدولة في حدود 1967 مما يعني استمرار الاعتراف بإسرائيل والثالث الالتزام باللاعنف وعدم العودة للانتفاضات. كذلك تريد السلطة من أوروبا أن تلعب دورا رياديا وأن تعيد التوازن إلى ميزان القوى بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وذكر شعث محاوريه بأنه يتعين على أوروبا أن تحدد خطة تحرك بعيدا عن الرباعية أو إلى جانبها «لأن دور الرباعية انتهى وهي لا تستطيع التحرك إلا ضمن الخطوط الإسرائيلية».

وأفاد شعث أن السلطة ما زالت تريد من حركة حماس التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، غير أنه أبدى شكوكا في ذلك بسبب قراءة حماس أن ما يجري في العالم العربي هو لصالحها وسيضعف السلطة التي تخسر الركائز التي كانت تعتمد عليها.

وشرح المسؤول الفلسطيني تحفظات فتح على مقترح سلام فياض الأخير القاضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الإبقاء على انقسام الأجهزة الأمنية كما هو ومن غير الاتفاق على برنامج عمل وخلافه. وعزا مسارعة بعض أوجه فتح في رفض مشروع فياض إلى أن الأخير «تجاوز» دوره ولم ينسق مع أبو مازن بالشكل المطلوب.