تشاد تجدد نفيها ضلوع أي من مواطنيها مع «قوات المرتزقة» في أحداث ليبيا

مستشار الرئيس ديبي لـ«الشرق الأوسط»: من قبض عليهم مواطنون ليبيون لونهم مثل التشاديين

TT

جددت الحكومة التشادية نفيها ضلوع أي من مواطنيها في الأحداث الجارية في ليبيا، وأكدت أن من تم القبض عليهم هم مواطنون ينتمون إلى إحدى القبائل الليبية، ورفضت بشدة وصف التشاديين والأفارقة الآخرين بـ«المرتزقة»، واعتبرت الحكومة التشادية ذلك تمييزا عنصريا، ونفت كذلك دخول إسلاميين من دول الجوار والعبور من أراضيها إلى ليبيا، في وقت نفت فيه الخرطوم علمها بعبور إسلاميين من السودان إلى طرابلس، واعتبرت أن تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن التحقيق حول تورط العقيد الليبي معمر القذافي وآخرين في جرائم ضد الإنسانية شأن يخص ليبيا، وأن موقف الحكومة السودانية من لاهاي واضح ومعلن فيما يخص اتهامها للرئيس البشير بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

وقال مستشار الرئيس التشادي للإعلام، محمد حسين مرسال لـ«الشرق الأوسط» إن التشاديين لم يشاركوا في ما يحدث داخل ليبيا، مشيرا إلى أن التشاديين من أكبر الجاليات الأفريقية في ليبيا.

وأضاف مرسال أن الذين أظهرتهم وسائل الإعلام، خاصة العربية منها، ليسوا مواطنين تشاديين، وتابع قائلا «هم من قبيلة التوبو الليبية، وهم أفارقة لونهم أسود مثل التشاديين وباقي الأفارقة الآخرين. ولا يمكن للإعلام أن يقول إنهم تشاديون».

وأضاف: «أكرر أنه ليس هناك أدلة ضد مواطنين تشاديين وما يثار ضدنا محاولة لخلق مشكلات بيننا وبين ليبيا»، وقال إن هناك طوارق من مالي وآخرين من دول أفريقية، وبالتالي لا يمكن أن يتم الاتهام بشكل جزافي.

وأضاف: «لماذا يتم اتهام الأفارقة، وهذه نظرة عنصرية لا يمكن أن نقبلها»، رافضا التعليق على موقف بلاده من الأحداث الجارية في ليبيا.

ونفى مرسال دخول جماعات إسلامية متطرفة من السودان إلى تشاد وعبورهم إلى ليبيا، وقال إن بلاده ترفض التطرف الإسلامي، وسبق أن خاضت معارك ضدهم في عام 2007 عندما حاولوا الاستيلاء على السلطة بدعم من دول أخرى، لم يذكرها. وأضاف «العبور إلى ليبيا من السودان أسهل من تشاد ونحن لدينا جيش يراقب الحدود مع ليبيا».

من جهته، نفى المستشار في وزارة الإعلام السودانية، والقيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الدكتور ربيع عبد العاطي لـ«الشرق الأوسط» علمه بالأنباء التي تتحدث عن عبور متطرفين إسلاميين من بلاده إلى ليبيا. وقال «ليس لدي أدنى معلومات عن عبور إسلاميين أو غيرهم ولم نسمع بأي اتهامات من هذا القبيل في أي من وسائل الإعلام».

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعات إسلامية متطرفة عبرت الحدود السودانية - التشادية من ناحية الشمال الشرقي ودخلت إلى ليبيا. وأضافت «ربما تكون الخرطوم ضالعة في ذلك النشاط مع عدد من الجماعات الإسلامية في المنطقة».

وحول إخضاع المحكمة الجنائية الدولية للزعيم الليبي معمر القذافي وبعض من أفراد عائلته ومقربين له للتحقيق حول جرائم ضد الإنسانية، قال إن الأمر يخص ليبيا، وإن موقف السودان ثابت، ويرفض التعامل مع المحكمة الجنائية.

وأضاف «القرار يخص ليبيا، ونحن لا نمثل أمام المحكمة الجنائية والأمر لا يتوقف عند من الذي وقف إلى جانب السودان أو ضده. لقد أغلقنا هذا الملف».

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني عمر البشير في مارس (آذار) 2009، ورفضتها الخرطوم، وكان العقيد القذافي قد وقف إلى جانب البشير في رفض مذكرة الاعتقال واستضافه عدة مرات في طرابلس، لكنه اعتذر عن دعوته إلى القمة الأوروبية - الأفريقية التي انعقدت في ليبيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.