قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: هناك تقارب بين حزب طالباني وحركة التغيير

عثمان: قادة الاتحاد الوطني وعدوا بدعم طلب المعارضة سحب الثقة من حكومة الإقليم

TT

وصل القيادي الكردي البارز والنائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف الكتل الكردستانية الدكتور محمود عثمان، إلى أربيل قبل عدة أيام لمعاينة أوضاعها عن قرب كما أكد ذلك لـ«الشرق الأوسط»، والتقى الكثير من الفعاليات السياسية بالإقليم في مقدمتها رئيس الإقليم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ونائبه نيجيرفان بارزاني وقادة المعارضة الكردية (التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية)، قبل أن يتوجه إلى السليمانية للقاء متظاهري ساحة السراي ويستمع إلى آرائهم ومواقفهم، بغية تكوين صورة حقيقية لما يجري على الساحة الكردستانية من أحداث، عسى أن يتمكن، حسب تعبيره ، من المساهمة في تقديم رأي يساعد على معالجة هذا الوضع الخطير.

استغلت «الشرق الأوسط» وجوده في أربيل لإجراء حوار معه والذي أكد في مستهله «أن ما يجري حاليا في كردستان هو وضع متأزم جدا تداخلت فيه مصالح العديد من الأطراف، التي تسعى كل من محلها إلى استغلاله، وهذا ما عقد الأوضاع أكثر، ولكن ذلك لا يعني انعدام فرص الحل للأزمة السياسية الحالية، خصوصا مع تقدم الرئيس بارزاني بعدة بيانات وتصريحات معتدلة وإبداء استعداده الكامل لتلبية مطالب الجماهير في الشارع، والبيان الأخير للرئيس بارزاني الذي دعا فيه إلى إجراء انتخابات مجالس المحافظات ودراسة إمكانية تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة يشكل مبادرة إيجابية ومشجعة للدخول في إطار مفاوضات سياسية لحل المشكلات وإنهاء هذا الوضع المتوتر في كردستان». وتابع: «عند لقائي المتظاهرين في السليمانية وجدت بينهم الطالب والشاب والعاطل عن العمل والكاسب وغيرهم، وهذا يعني أن المظاهرات الاحتجاجية لا تقتصر على الأحزاب فقط، بل هناك مطالب للجماهير الشعبية التي يفترض أن تلتف إليها القيادة في كردستان». واستدرك قائلا «هناك جهات سياسية ركبت الموجة مثل حركة التغيير وحتى بعض القوى الإسلامية، ويجب ألا ننسى أن (التغيير) أصبحت اليوم قوة رئيسية في السليمانية».

وبسؤاله عن أسباب التصلب الواضح في مواقف حركة التغيير المتمثلة في رفضه كل الحلول التي تطرحها السلطة لتهدئة الشارع الكردي، قال عثمان: «ما لاحظته خلال وجودي ومتابعتي للأحداث الجارية اليوم على الساحة الكردستانية، هو أن مواقف حركة التغيير باتت أكثر تصلبا تجاه الحزب الديمقراطي الكردستاني من تشددها تجاه الاتحاد الوطني، فمعظم الشعارات المرفوعة في مظاهرات السليمانية هي ضد حزب بارزاني، وكذلك الهجمات التي استهدفت مقرات هذا الحزب والتي أعتقد أن أجهزة الاتحاد الوطني في السليمانية لم تدافع بشكل جدي عن تلك المقرات، أضف إلى ذلك أن هناك تقاربا بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير وهذا بحد ذاته يقلق قادة حزب بارزاني، زد عليها برودة العلاقات الحالية بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني».

وبسؤاله عن سبب هذا التوتر بين «التغيير» وحزب بارزاني، علما أن الأخير لا يحكم السليمانية وليس له وجود سياسي مؤثر هناك، ومطالب سكانها تتركز في مطالب خدمية تلكأت إدارة السليمانية عن توفيرها للشعب هناك، أجاب عثمان: «السبب واضح، وهو توقف علاقات الحزب الديمقراطي وحركة التغيير منذ سنتين تقريبا، ففي ظل المقاطعة تبرز المشكلات وتتراكم، هذا إضافة إلى ما ذكرته سابقا بوجود نوع من التقارب بين الاتحاد و(التغيير)، وسمعت من قادة التغيير أن مطلبهم الأساس، وهو إسقاط الحكومة الحالية برئاسة برهم صالح، لا يعني شخص برهم بقدر ما يقصد منه الحكومة التي يرونها أنها حكومة حزبية صرفة يستفرد بها الحزبان، ويريدون تبديلها بحكومة تكنوقراط ، كما سمعت من قادة (التغيير) أنهم تلقوا وعدا من قادة الاتحاد الوطني بأن كتلتهم في البرلمان ستدعم موقف (التغيير) عند طرح الثقة بالحكومة الحالية برئاسة برهم صالح، ولذلك فأنا أعتقد أن حزب بارزاني يدافع بشكل أكبر من قيادة الاتحاد الوطني عن حكومة الإقليم التي يرأسها حاليا نائب أمين عام الاتحاد الوطني برهم صالح».

ولم يستبعد القيادي الكردي وجود أياد خفية تدفع إلى المزيد من التأزيم للوضع، مشيرا بالتحديد إلى إيران وقال: «علاقات إيران مع حزب بارزاني تمر منذ فترة بأزمة، ولذلك هناك تدخل فعلي من إيران لتأجيج الصراعات ضد قيادة هذا الحزب، وطبعا إيران لا تريد لهذا الإقليم أن يكون قويا ومستقرا، لذلك من الطبيعي أن تتدخل في هذا الصراع لتحقيق مكاسب لها».