الشارع الكردي يرحب بمبادرة بارزاني للتهدئة

حركة «التغيير» المعارضة ترفضها

TT

أدى الآلاف من متظاهري السليمانية صلاة الجمعة أمس في ساحة السراي بمركز تجمعاتهم اليومية التي دخلت أسبوعها الثالث، وسط توقعات بإجراء مصالحة بين الشارع والسلطة، في ظل تصعيد جديد من حركة «التغيير» التي أكدت على لسان متحدثها الرسمي رفضها لمبادرة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، الأخيرة بإجراء انتخابات مجالس المحافظات ودراسة إمكانية تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة.

وفي الوقت الذي رحبت الأوساط الشعبية بمبادرة بارزاني الذي ضم صوته إلى أصوات المطالبين بمكافحة الفساد وإجراء تغييرات شاملة في السلطة، متعهدا بإجراء انتخابات مجالس المحافظات بأقرب فرصة ممكنة، ودراسة إمكانية تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة للرجوع إلى رأي الشعب في اختيار قيادته للمرحلة القادمة - جددت حركة «التغيير» المعارضة رفضها المطلق لأية إجراءات إصلاحية في ظل وجود الحكومة الحالية. ونقل الموقع الإعلامي للاتحاد الوطني الكردستاني عن متحدث حركة «التغيير» محمد توفيق رحيم قوله «في ما يتعلق بالانتخابات المبكرة، فقد أشرنا إليها في بياننا المؤلف من سبع نقاط، وقلنا إنه للخروج من هذه الأزمة سنحتاج إلى إجراء انتخابات مبكرة في ظل حكومة ائتلافية محايدة، وأن تكون حكومة تكنوقراطية ونقصد بها تكنوقراطية مستقلة تضطلع بمهمة إبعاد النشاط الحزبي عن المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة والتدخل في شؤون الحكومة، وأن تعمل على تنظيم انتخابات نزيهة تتمخض عنها حكومة تقوم بإجراء الإصلاحات السياسية المطلوبة في الإقليم، ونحن نعتقد أنه في ظل الوضع الراهن ووجود الحكومة الحالية فإن إجراء أي انتخابات جديدة لن تغير من الوضع شيئا، بل إنه سيعقد المشكلة أكثر من ذلك وليس تقديم الحلول».

في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من الرئيس العراقي جلال طالباني، الذي وصل إلى أربيل قبل يومين، أنه «سيمكث فيها لعدة أيام أخرى للتشاور مع بارزاني وقيادات الأحزاب الأخرى بهدف الاتفاق على عدة خيارات سيضعها الزعيمان الكرديان أمام المعارضة بهدف تهدئة الأوضاع، وأنه في حال رفض تلك الخيارات من قبل حركة (التغيير) فإن قيادة الاتحاد الوطني تدرس خيار الزج بأنصاره إلى الشارع الكردي، خصوصا في السليمانية، للخروج بمظاهرات مؤيدة للسلطة والاتحاد الوطني، مع كل ما يحمل ذلك من مخاطر التصادم بين أنصار المعارضة والاتحاد الوطني، خاصة أن المواقف المتصلبة من حركة «التغيير» ورئيسها باتت تقلق السلطة، وتهدد تداعيات الاحتجاجات الحالية الوجود الكردي في العملية السياسية بالعراق وثقلها في المنطقة».