حماس تعتقل قائدا سلفيا بارزا من أصل أردني في غزة

يعيش في القطاع منذ 4 سنوات ومطلوب في عمان والقاهرة

TT

أكدت مصادر سلفية في قطاع غزة أن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس نجحت في اعتقال قائد تنظيم الجهاد والتوحيد في القطاع قبل 3 أيام، بعد مطاردة طويلة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن أجهزة أمن حماس اعتقلت هشام سعيداني، 50 عاما، في شقة قريبة من مسجد السوسي في معسكر الشاطئ غرب غزة، بعد أسبوعين فقط من إفلاته من اعتقال محقق في منطقة أخرى.

وبحسب المصادر فإن سعيداني ليس فلسطينيا، بل أردني الأصل، ومطلوب للسلطات الأردنية وكذلك المصرية بتهم مختلفة لها علاقة بنشاطه السلفي القريب من تنظيم القاعدة ومحاولة تنفيذ هجمات في أراض خارج قطاع غزة، من بينها تفجيرات طابا في مصر في 2004.

أما حماس فكانت تطارده بتهم إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل ومحاولة بناء مجموعات سلفية واستقطاب شبان إلى هذه الجماعات تحت اسم تنظيم الجهاد والتوحيد. ووصل سعيداني إلى غزة قبل نحو 4 سنوات مع زوجته وأطفاله السبعة.

وقالت إسرائيل إن سعيداني كان ضالعا في إطلاق قذائف صاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية، إضافة إلى محاولة تنفيذ عملية الخيول المفخخة الشهيرة التي تم إحباطها على مقربة من معبر كارني قبل نحو عام ونصف. وبحسب مصادر إسرائيلية فإن تنظيم التوحيد والجهاد الذي يقوده سعيداني له علاقة بهجمات نفذت عام 2004، ضد أهداف سياحية مصرية في سيناء.

ولاقى اعتقال سعيداني اهتماما كبيرا في إسرائيل. فقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس إن حركة حماس رفعت من حالة التأهب في صفوف قواتها الأمنية في قطاع غزة، خشية أن يقوم عناصر يخضعون لإمرة هشام سعيداني بعملية انتقامية ردا على اعتقاله. وتخشى حماس، بحسب الصحيفة، أن يتعرض أحد قيادييها لمحاولة اختطاف على هذه الخلفية.

لكن المصادر السلفية قللت من إمكانية حدوث ذلك، وقالت إنه (سعيداني) لم يسع يوما لمواجهة حماس، حتى عندما اعتقلت الحركة ناشطين وعناصر تابعة له في أوقات سابقة.

ويأتي اعتقال سعيداني ضمن حملة كبيرة تشنها حماس على سلفيين يستلهمون من فكر القاعدة في قطاع غزة.

وتشهد العلاقات بين السلفيين وحماس توترات كبيرة منذ أعوام، تفجرت في أغسطس (آب) 2009 بعدما أعلن عبد اللطيف موسى أمير السلفية الجهادية في غزة عن تأسيس إمارة فلسطين الإسلامية «أكناف بيت المقدس» واصفا إياها بالمولد الجديد، وهو ما ردت حماس عليه بعنف شديد هاجمت معه مسجد ابن تيمية، الذي كان يتحصن فيه موسى وجماعته في رفح وقتلتهم، ومن ثم وجهت لاحقا ضربات شديدة للسلفيين فاعتقلت أعدادا كبيرة منهم.

واستأنفت الحركة في الشهور الأخيرة مطاردتهم، بعد إطلاقهم صواريخ باتجاه إسرائيل، في ظل إعلان حماس التزامها بالتهدئة. وتصف الجماعات السلفية حكم حماس بغير شرعي، وتقول إنها بعيدة عن الدين.

واعتقلت حماس في الشهر الماضي أحد أبرز قادة التنظيم السلفي، محمود طالب الذي طورد لسنوات واعتقل مرتين وفر من سجنه في المرتين.

وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين أن الأجهزة الأمنية اعتقلت زعيم جماعة «جلجلت» الدينية المتشددة بعد نحو شهرين على فراره من سجن تابع لها، معتبرا أنه أحد كبار المطلوبين في القطاع و«يقف وراء الكثير من التفجيرات التي حدثت في الفترة الأخيرة».