اليمن: أكثر من 50 جريحا في مواجهات بين مؤيدي النظام ومعارضيه

مقتل جنود في هجمات ببصمة «القاعدة».. وأميركا وبريطانيا تدعوان رعاياهما للمغادرة

TT

تجددت المواجهات في اليمن، أمس، بين مؤيدي ومعارضي النظام، وسقط أكثر من 50 شخصا جرحى في أحدث تلك المواجهات التي شهدتها مدينة إب بوسط البلاد، هذا في الوقت الذي قتل فيه عدد من الضباط والجنود في ثلاث هجمات متفرقة في جنوب وشرق البلاد.

جاء ذلك بينما قال القيادي في المعارضة اليمنية محمد الصبري إن الحوار غير المباشر مع السلطة عبر علماء الدين انتهى من دون نتيجة، مشيرا إلى أن لا خيار أمام المعارضة الآن سوى الشارع حتى تنحي الرئيس علي عبد الله صالح.

وكان الرئيس اليمني أكد عبر مصدر في الرئاسة تمسكه بالسلطة حتى 2013 ورفضه اقتراح المعارضة التنحي قبل نهاية العام الحالي بشكل سلس. وقال شهود عيان إن المئات من المسلحين المؤيدين للرئيس علي عبد الله صالح هاجموا ساحة الاعتصام في مدينة إب بالمنطقة الوسطى في محاولة منهم لتفريق جموع المعتصمين المطالبين بسقوط النظام ورحيل صالح، وحسب المعلومات فقد استخدم المهاجمون الأسلحة النارية والبيضاء والحجارة والهراوات، الأمر الذي أسفر عن سقوط ما يزيد على 50 متظاهرا وبعضهم في حالة حرجة، وقد نددت المعارضة اليمنية بما سمته «أعمال البلطجة» واستخدام العنف ضد المتظاهرين سلميا، وأدى هذا الحادث إلى استقالة عضو برلماني جديد من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، هو الشيخ حسن علي عنان، ليرتفع عدد النواب إلى 15 نائبا مستقيلا احتجاجا على قمع المظاهرات السلمية.

ووقعت مواجهات إب رغم التعهدات التي أطلقتها السلطات اليمنية والرئيس صالح شخصيا، بعدم التعرض للمتظاهرين وحمايتهم، كما وقعت تحذيرات أممية وجهت، الأسبوع الماضي، إلى السلطات اليمنية بعدم التعرض أو قمع المظاهرات السلمية، وفي صنعاء أصدر «شباب الثورة» بيانا عبر مركزهم الإعلامي، تضمن ما سميت «قائمة سوداء» بأسماء الشخصيات التي يقولون إنها «متورطة» في «أعمال البلطجة» التي تتعرض لها ساحات الاعتصامات في كافة المحافظات اليمنية، وتضمنت القائمة أسماء وصفات هذه الشخصيات: «أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري، مطهر رشاد المصري وزير الداخلية، عبد الله قيران مدير أمن محافظة عدن، حمود خالد الصوفي محافظ تعز، طارق محمد عبد الله صالح قائد الحرس الرئاسي الخاص، حافظ فاخر معياد مدير المؤسسة الاقتصادية العسكرية، سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، حسن اللوزي وزير الإعلام، عبد الغني جميل نائب محافظ صنعاء، نعمان دويد محافظ صنعاء، عارف الزوكا مسؤول دائرة الشباب بالمؤتمر الشعبي العام، عمار محمد عبد الله صالح نائب رئيس جهاز الأمن القومي، وياسر الحرازي قائد ميداني».

وتعهد «شباب الثورة» بملاحقة هذه الشخصيات بكل الطرق، وأكدوا أن القائمة «ستظل مفتوحة». هذا وتطال هجمات مؤيدي النظام الصحافيين».

وعلى خلفية الهجمات التي تستهدف المتظاهرين، بزرت دعوات لتشكيل فريق قانوني لـ«مباشرة دعاوى قضائية دولية لملاحقة مرتكبي جرائم قتل المتظاهرين سلميا في اليمن». وقال لـ«الشرق الأوسط» الكاتب الصحافي محمد مصطفى العمراني إنه تلقى تهديدا بالقتل من قبل مجهول اتصل به من رقم «خاص»، وأشار إلى أن التهديد جاء على خلفية ذكره لأسماء بعض الشخصيات الرسمية البارزة التي «تقود مجاميع البلاطجة»، في مقال صحافي بإحدى الصحف المحلية.

ويواصل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ومنذ عدة أيام تسيير المظاهرات الحاشدة الرجالية والنسائية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وذلك لإعلان تأييد الرئيس علي عبد الله صالح ومبادراته التي أعلنها في الآونة الأخيرة، وللتنديد بما يسمى «أعمال الفوضى والعنف والتخريب والتأكيد على ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وحماية الثوابت الوطنية والشرعية الدستورية»، هذا في الوقت الذي يحتشد يوميا مئات الآلاف في «ساحات التغيير» في معظم المحافظات للمطالبة بسقوط النظام وبرحيل الرئيس علي عبد الله صالح.

على صعيد آخر، لقي 3 ضباط و3 جنود مصرعهم على يد مسلحين مجهولين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وذلك في 3 حوادث متفرقة، في الأول هاجم مسلحون في محافظة مأرب دورية للحرس الجمهوري وقتلوا ضابطا و3 جنود، وفي مدينة زنجبار اغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية، العقيد عبد الحميد الشرجي، أحد ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في المحافظة، وفي مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت اغتيل العميد شايف شعفل أحد ضباط الاستخبارات على يد مسلحين مجهولين.

وتشهد محافظات أبين وشبوة ومأرب وحضرموت منذ عدة أشهر هجمات تستهدف رجال الأمن وضباط المخابرات، وقد سقط خلال تلك الهجمات، العشرات من الضباط والجنود قتلى.

في غضون ذلك دعت الولايات المتحدة رعاياها في اليمن أمس للتفكير في مغادرته مع تصاعد الاحتجاجات قائلة إن مستوى الخطر الأمني في هذا البلد مرتفع للغاية.

كما حذرت بريطانيا مواطنيها من السفر إلى اليمن ونصحت من لا تدعوهم الضرورة الملحة إلى البقاء هناك بالمغادرة على متن رحلات جوية تجارية.