أفغانستان: مقتل 12 مدنيا بينهم 5 أطفال بتفجير قنبلة زرعها المتمردون

كرزاي يعتبر أن اعتذارات الجنرال بترايوس «غير كافية»

TT

أعلن مسؤولون أن 12 مدنيا أفغانيا على الأقل، بينهم 5 أطفال، لقوا حتفهم جراء انفجار قنبلة على جانب طريق أمس في إقليم باكتيكا جنوب شرقي أفغانستان، بينما قتل 11 مسلحا في منطقة أخرى على يد قوات يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال مخلص أفغان، المتحدث باسم حاكم الإقليم، إن «امرأتين وخمسة أطفال وخمسة رجال استشهدوا عندما اصطدمت مركبتهم بقنبلة على جانب الطريق. وأصيب خمسة أشخاص آخرون». وكان المدنيون في طريقهم عائدين من بلدة كويتا الباكستانية عندما انفجرت القنبلة بمنطقة حدودية في باكتيكا. وأدان مكتب الرئيس الأفغاني التفجير في بيان له وألقى باللائمة على «أعداء السلام والشعب في أفغانستان»، وهو وصف يستخدمه مسؤولو كابل لوصف مسلحي حركة طالبان. وقال البيان إن هذا العمل يتنافى مع الإسلام. ويُستهدف المدنيون والأماكن العامة على نطاق واسع في تصاعد لهجمات المتمردين بأنحاء أفغانستان خلال الأيام الماضية.

من ناحية أخرى، قال مكتب حاكم إقليم هلمند أمس في بيان له إن طائرة تابعة لقوات التحالف قصفت حشدا من مسلحي طالبان في الإقليم الواقع جنوبي البلاد، مما أسفر عن مقتل 11 مسلحا بينهم قائد للمسلحين. وذكر البيان أن الغارة الجوية، التي وقعت يوم الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل الملا فضل، وهو قائد سابق في طالبان في منطقة «سانجين» بإقليم هلمند بالإضافة إلى عشرة مسلحين آخرين.

إلى ذلك تظاهر نحو 500 أفغاني في وسط كابل أمس لإدانة سقوط ضحايا مدنيين في العمليات العسكرية التي يشنها حلف شمال الأطلسي بينهم تسعة أطفال قتلوا هذا الأسبوع في الشرق. وقال صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية إن المتظاهرين الذين رفعوا صور الأطفال القتلى رددوا هتافات «الموت لأميركا.. الموت للغزاة». كما رددوا هتافات «الموت لحكومة الرئيس حميد كرزاي» الذي وصل إلى السلطة في نهاية 2001 بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها. وكانت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي أكدت في مواجهة الاستياء الذي أثاره مقتل الأطفال أن احترام قواعد الاشتباك الجديدة التي تبنتها يفترض أن يسمح بتجنب هذا النوع من الحوادث. وقتل الأطفال بينما كانوا يجمعون الحطب في ولاية كونار (شرق) الثلاثاء بإطلاق نار من مروحية أميركية. وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس عن «أسفه العميق» لمقتل الأطفال بينما اعتذر الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس عن «هذه الحادثة».

من ناحية اعتبر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أمس، أن الاعتذارات التي قدمها قائد قوات الأطلسي في أفغانستان، الجنرال ديفيد بترايوس، عن تسبب قواته بمقتل 9 أطفال شرق البلاد الأسبوع الماضي «غير كافية». وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الأفغانية أن الرئيس الأفغاني اعتبر، خلال اجتماع للحكومة الأفغانية، بحضور الجنرال بترايوس، أن اعتذارات الأخير «غير كافية». وجرت تظاهرات عدة قبل أيام في كابل وفي ولاية كونار (شرق)؛ حيث قتلت قوات الأطلسي، الثلاثاء الماضي، 9 أطفال كانوا يجمعون الحطب، حسب ما أفادت السلطات الأفغانية.

كانت قوات الأطلسي قد اتهمت أيضا بقتل 65 مدنيا قبل 10 أيام من هذا الحادث. وندد كرزاي بالحادثين ودعا الأطلسي إلى التوقف عن ارتكاب «عمليات القتل» التي تلقي، حسب قوله، بالسكان في أحضان طالبان.