ناشطون يدعون لزحف مليوني للاجئين فلسطينيين نحو إسرائيل

في مناسبة الذكرى 63 للنكبة في مايو المقبل

TT

دعا ناشطون فلسطينيون على «فيس بوك» إلى زحف الملايين من اللاجئين الفلسطينيين، أينما كانوا، في منتصف شهر مايو (أيار) المقبل، (ذكرى النكبة 63) إلى إسرائيل تحت عنوان «العودة إلى الديار»، ولاقت الفكرة تفاعلا فلسطينيا كبيرا وانضم آلاف لها في غضون ساعات قليلة. وقال منظمو المظاهرة المليونية على صفحتهم على «فيس بوك»: «حلمنا التاريخي في العودة إلى فلسطين قد آن أوان تحقيقه.. موعدنا يوم الأحد 15 - 5 - 2011 ذكرى مرور ثلاثة وستين عاما على تهجير الشعب الفلسطيني.. سيزحف الملايين من اللاجئين الفلسطينيين والمتضامنين الدوليين من كل الاتجاهات.. من غزة والضفة وفلسطين الداخل ولبنان والأردن وسورية وسيناء والبحر في مسيرة سلمية تنادي بمطالب عادلة.. لن نرفع سوى علم فلسطين.. إننا واثقون بأن الله سينصرنا وسنكون قادرين بعونه على انتزاع النصر.. لن تستطيع قوة على الأرض أن تتصدى لهذا الزحف الملاييني.. لنبدأ العمل من الآن ولنشمر سواعدنا ونشحذ هممنا ونحشد كل الطاقات والجهود لنجعل هذا اليوم يوما تاريخيا إن حلمنا التاريخي في العودة إلى فلسطين قد آن أوان تحقيقه».

وتأتي الدعوة في وقت واجهت فيه السلطة اتهامات بتخليها على حق العودة، وهو ما نفته بشدة. واستلهم أصحاب هذه الدعوة، فكرة الزحف الجماهيري السلمي من الثورات العربية التي نجحت في إطاحة زعماء أمضوا أكثر من 30 عاما على سدة الحكم. وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يواجه ثورة في بلاده لإسقاطه دعا قبل هذه الثورة إلى استغلال الثورات الحالية وطلب من الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني الموجودين في المهجر في مختلف أنحاء العالم، العودة إلى أرضهم فلسطين عبر البر والبحر ومحاصرة الحدود والشواطئ الفلسطينية في محاولة سلمية إلى لفت أنظار العالم إلى قضيتهم وإجباره على إيجاد حل نهائي لقضية الشعب الفلسطيني.

وأضاف القذافي آنذاك: «يجب على الملايين من الفلسطينيين الموجودين في ليبيا ومصر والأردن ولبنان وسورية وفي كل البلاد العربية وغيرها الزحف نحو فلسطين وهم يرفعون غصن الزيتون ودون سلاح نحو أرضهم التي طردوا منها وأن يعسكروا على حدود فلسطين في حال تم منعهم من قبل الإسرائيليين من دخول أرضهم».

ويبدو أن شبانا فلسطينيين التقطوا الفكرة، ويريدون تطبيقها في ذكرى النكبة 63، وقد أطلقوا صفحات على «فيس بوك» باللغة العربية والإنجليزية، وإن كانوا أشاروا إلى أنهم يتعرضون لمضايقات من إدارة «فيس بوك». وعرف الشبان أنفسهم على أنهم مجموعة من الشباب الفلسطيني الذي عانى كثيرا من الاحتلال والحصار ومخيمات اللاجئين وقرر العودة إلى فلسطين والإعلان عن ثورة 15 مايو 2011، وليس لهم علاقة بالأحزاب والجماعات.

ودعا الشبان إلى «ثورة سلمية للاجئين على حدود فلسطين (مصر والأردن ولبنان وسورية) للمطالبة بحق العودة، كما دعوا إلى ثورة سلمية لفلسطينيي الداخل (أهل 48) ضد التفرقة العنصرية من قبل الاحتلال، يوازيها ثورة سلمية على الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة مع المطالبة بإلغاء اتفاقية أوسلو ما لم ينفذ حق العودة للاجئين. بالإضافة إلى ثورة سلمية أمام كافة السفارات الصهيونية في كافة الدول الأوروبية لمن تعسر عليه الذهاب لحدود فلسطين بمشاركة واسعة من الجالية العربية والإسلامية».

ويبلغ عدد اللاجئين في العالم نحو 5 ملايين فلسطيني الآن، طرد أجدادهم من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل وكانوا آنذاك نحو 957 ألفا. ويبلغ عدد المخيمات الفلسطينية الرسمية التي يعيش فيها غالبية اللاجئين، وتعترف بها وكالة الغوث في الأراضي الفلسطينية والدول العربية 58 مخيما، تتوزع بواقع 12 مخيما في لبنان، و10 مخيمات في الأردن و9 مخيمات في سورية و27 مخيما في الأراضي الفلسطينية، موزعة بواقع 19 مخيما في الضفة الغربية و8 مخيمات في قطاع غزة.

ويشكل اللاجئون ما نسبته 43.7% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية، إذ تشير البيانات إلى أن بين كل 10 أفراد في الضفة الغربية 3 لاجئين (29.3%)، في حين أنه بين كل 10 أفراد في قطاع غزة نحو 7 لاجئين (67.5%)، كما تشير البيانات إلى أن 96.8% من سكان المخيمات هم لاجئون، في حين أن 40.8% من سكان الحضر لاجئون و26.4% من سكان الريف لاجئون. ويحيي الفلسطينيون منتصف شهر مايو من كل عام ذكرى تهجيرهم من أراضيهم في 48، وهو نفس اليوم الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بذكر «قيام» دولتهم بعد ما قررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1948 بضغط من الأمم المتحدة.

وفي ذلك الوقت، في الساعة الرابعة بعد الظهر من 14 مايو 1948 أعلن المجلس الصهيوني في تل أبيب أن قيام دولة إسرائيل سيصبح ساري المفعول في منتصف الليل، فنشر الرئيس الأميركي هاري ترومان رسالة الاعتراف بإسرائيل بعد إعلانها ببضع دقائق.